محاضرة بعنوان "ارتباط الدينار الأردني بالدولار وانعكاساته على الاقتصاد الأردني"

تم نشره الأحد 18 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 02:52 مساءً
محاضرة بعنوان "ارتباط الدينار الأردني بالدولار وانعكاساته على الاقتصاد الأردني"

المدينة نيوز - بدعوة من جمعية الرخاء لرجال الأعمال التعاونية وبتنظيم اللجنة الاجتماعية للجمعية حاضر معالي الدكتور هشام الغرايبة رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية وعميد كلية طلال أبو غزالة للدراسات العليا في إدارة الأعمال، عضو مجلس إدارة مصفاة البترول الأردنية، وزير البيئة سابقاً، في المنتدى الشهري لجمعية الرخاء يوم السبت 17/12/2011م بعنوان "ارتباط الدينار الأردني بالدولار وانعكاساته على الاقتصاد الأردني" في المسرح الجنوبي في غرفة تجارة عمان.


وتحدث بدايةً الأستاذ فهد طويلة رئيس جمعية الرخاء مُرحباً بمعالي الدكتور هشام الغرايبة ثم بيّن أن الإسلام حثّ على العمل والإنتاج وبيّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة المنورة سأل أهلها أين تبيعون، فأجابوه نبيع ونشتري في سوق اليهود فخصص عليه السلام مكاناً ليكون سوقاً للمسلمين.
وأضاف الأستاذ فهد طويلة أن مديونية الأردن التي تبلغ (16) مليار دولار تعد رقماً مقلقاً في ضوء الأوضاع الحالية.


الدكتور هشام الغرايبة في بداية الحديث شكر جمعية الرخاء ومجلس إدارتها وأعضائها على طرح مثل هذا الموضوع وقال: "إن أول نظام ساد العالم بموضوع العملة هو إصدار عملة بقيمتها الحقيقة من الذهب أو الفضة". وبين الغرايبة أن الذهب يستمد قيمته من ندرته وصعوبة تعدينه واستخراجه إضافة إلى ميزاته الكيماوية حيث أنه معدن لا يصدأ ولا يبلى بمرور الزمن وقد استخدم قديماً في كثير من مناحي الحياة إلاّ أن الاعتماد عليه قل بشكل كبير.


واضاف أنه في بداية القرن الماضي وضع الإنجليز القاعدة الذهبية كنظام عملة وهذه القاعدة تجبر كل دولة  ترغب في إصدار عملة ورقية أن تضع مقابلها مقداراً من الذهب،  ويختلف سعر الصرف باختلاف الموجود من الذهب مقابل العملة الورقية فمثلاً الدولار يقابله (1غم ذهب) بينما يقابل الجنيه (2غم ذهب).


وقال الدكتور الغرايبة أن أول من استخدم الأوراق النقدية كانت الصين، وفي بداية استخدام العملة أعطي الناس الثقة وأشيع أن أي شخص يرغب في استبدال أوراقه النقدية بالذهب فله ذلك دون قيد أو شرط.


وقال أن بعض الدول كانت تخرج عن القاعدة الذهبية فتطبع عملتها دون وجود رصيد يقابلها من الذهب ولم يكن أحد يراقب الدول فيما تصدره من عملة. وأضاف الدكتور الغرايبة أنه في نهاية الحرب العالمية الثانية اجتمعت الدول المنتصرة وقررت وضع نظام نقدي بديلاً عن القاعدة الذهبية، حيث وضع نظام بريتن وودز.


وكان أهم مفرزات الحرب الثانية ظهور أمريكا كقوة عظمى حيث أن اقتصادها لم يدمر وأصبح الدولار هو ركيزة العملات وأصبحت العملات تعرف بالدولار الأمريكي، والدولار فقط هو المعرف بالذهب.


وبعد ذلك التاريخ احتفظت الدول عملياً بالدولار كاحتياط بدل الذهب وأصبح احتياط الدولار أكثر من الذهب لدى دول أخرى وذلك لسبب بسيط هو أن الدول تستطيع تشغيل الدولار والاستفادة من السيولة بينما يصعب ذلك في الاحتياط من الذهب ويعتبر هذا النظام أربح صفقة للولايات المتحدة على الإطلاق.


خلال ستينات هذا القرن عندما دخلت أمريكا حرب فيتنام... وأقر نظام الضمان الاجتماعي للأمريكان... وبدأت الحكومة الأمريكية في بناء بنية تحتية بمواصفات عالية، شك الرئيس الفرنسي ديغول بأن أمريكا تطبع الدولارات دون أن يكون لديها احتياطي من الذهب، وعندما تزايد الطلب على استبدال الدولار بالذهب تبيّن أن أمريكا فعلا تطبع عملتها دون رصيد ذهبي حيث أن كل (42) دولار كان يقابلها في ذلك الوقت (1 أونصة) من الذهب.


بعد ذلك اضطر نكسون أن يوقف صرف الدولار بالذهب إذا كان يحق لأي دولة استبدال احتياطها من الدولار بالذهب، نزل سعر الدولار في ستينات هذا القرن مرتان ولأول مرة تغلق البنوك والأسواق المالية الأمريكية وغيرها أبوابها تماماً، في ذلك الحين تم إنشاء صندوق النقد الدولي وهو المراقب للأنظمة النقدية.
وأضاف أنه حالياً ما يزيد على 75% من معاملات العالم تتم بالدولار، ولم يستطع اليورو منافسته لغاية الآن، وقال الدكتور الغرايبة أن أقوى العملات حالياً اليوان الصيني وبين أن أكبر ثلاثة دول بالعالم عملتها ليست صعبة وهي الصين وروسيا والهند.


وقال أن وجود العملة كعملة صعبة مثل الدولار موجودة داخل الولايات المتحدة وخارجها يسهل عمليات المضاربة وخفض سعر العملة.


وقال الدكتور الغرايبة أن العملات في العالم العربي غالبها مرتبطة بالدولار سوى الكويت فدينارها مربوط بسلة عمولات، آما الجنيه المصري فمعوم.


ودعا الله عز وجل لمصر أن تمر من أزمتها دون أن ينخفض سعر الجنيه وقال أن تعويم العملة مفيد ولكن إذا لم يكن لدى الدولة المعومة احتياطي قوى من العمولات الأجنبية يسهل التلاعب في عملة هذه الدولة، وقال الدكتور الغرايبة أنه أينما يوجد سعر صرف رسمي تجد عادةً تلاعب في الأسعار بالسوق السوداء.
وبيّن الدكتور الغرايبة أن الدينار الأردني في البداية كان مرتبطاً بالجنيه الإسترليني وكان الجهة الرسمية آن ذلك مجلس النقد الأردني ولكن في الستينات تعرض الجنيه الإسترليني لهزات فتم وضع الدينار على نظام حقوق السحب الخاصة (SDR) وهي وحدة مقترحة من صندوق النقد الدولي.


بعد ذلك تم ربط الدولار بسلة عملات خاصة بنا في الأردن وفي سنة 1988م تم ربط الدينار الأردني بالدولار.


وطرح الغرايبة سؤالاً وقال إنه قد يدور في أذهان البعض ما هي العملة المناسبة للربط؟ وأجاب أن العملات تربط عادةً  بالعملة التي تتعامل معها مثلً السعودية تتعامل مع أمريكا وتصدر نفطها إليها فربطت الريال السعودي بالدولار، التشيك مثلاً تتعامل مع ألمانيا فربطت عملتها بالمارك وهكذا.


وأضاف الدكتور الغرايبة أن البعض يتساءل لماذا لا يربط الدينار بسلة عملات لأن الربط بسلة عملات يبقي الدينار مستقراً نوعاً ما لأن سلة العملة تعطي ميزة كون العملات يصعب جداً أن تهبط بمستوى واحد.
وطرح الدكتور الغرايبة سؤالاً قد يطرح من قبل البعض، هل نستطيع العودة إلى القاعدة الذهبية؟ وأجاب أنه لا يمكن والسبب بسيط لأنه يوجد ذهب لتغطية العملات الموجودة فعلاً.


وقال إن كثرة طباعة العملة دون رصيد من العملات الأجنبية يعود على الدولة نفسها بشكل تضخم وهذا ما حدث في ألمانيا فقد وصل إلى مستوى أن ترمي حمولة حقيبة كاملة من الماركات وتؤخذ الحقيبة لأنها أثمن مما فيها.


وقال الدكتور الغرايبة أنه على المدى المنظور أن البنك المركزي لن يغير ربط الدينار بالدولار.


وقال أن الأردن لديه احتياطي من العملات يكفي لاستيراد سبعة أشهر وأن لدينا (410) آلاف أونصة ذهب قيمتها (410) مليون دينار وأضاف أنه عادة يتم الاحتفاظ بالعملات الأجنبية والذهب في الخارج في سويسرا أو غيرها.


وأضاف أن الإشاعات تشكل مشكلة حقيقية في استقرار العملة أو هبوطها. فزيادة الطلب مثلاً على الدولار ونفاذ ما في السوق قد يرفع السعر وهكذا.


وقال أن حوالات العاملين في الخارج تدعم الاقتصاد بشكل ممتاز وعجز الميزانية الحالي يقرب من خمسة مليارات دولار.


وقال أن هناك مؤسسة خاصة لتصنيف الشركات والدول والحكومات وهذا التصنيف مهم في قضايا الإقراض ويبدأ التصنيف AAA ثم AA ثم A ثم BBB ثم BB ثم B وعادة ما يتم إقراض دول B بفوائد عالية جداً. ويعتمد التصنيف على الاستقرار والنمو الاقتصادي...الخ.


وقال الدكتور الغرايبة أنه إضافة إلى المديونية فقد زادت لدينا ميزانية خدمة الدين حيث بلغت هذا العام مليار دينار لخدمة الدين العام وأعتقد أن الميزانية المقبلة سيكون فيها عجز أكبر.


وبين الدكتور الغرايبة أننا على مفترق طرق وأن كثرة تغيير الحكومات يؤدي إلى تأجيل المديونيات وزيادة الفوائد. والحكومات مدعوة لاتخاذ قرارات شجاعة لإصلاح والوضع الاقتصادي.


وأضاف أن أكبر مشكلة ستواجهنا العام المقبل هي مشكلة الطاقة، وأعتقد أن رفع أسعار المحروقات الذي قد لا يعجب البعض أمر ضروري وكذلك أسعار الكهرباء.


وقال الدكتور الغرايبة أنه لغاية الآن لا يوجد مؤشرات تحسن العام المقبل والمعطيات تدل أن العام القادم أسوأ اقتصادياً من العام الحالي والماضي.


وقال الدكتور الغرايبة أن البعض كان يرى في انضمامنا إلى  مجلس التعاون الخليجي فرج ولكن أقول أن الخليج لم يعد كما كان ولا أعتقد أن الخليج سيحل مشاكلنا.


وفي نهاية اللقاء شكر الأستاذ فهد طويلة رئيس مجلس إدارة جمعية الرخاء لرجال الأعمال معالي الدكتور هشام الغرايبة وعلّق على أن هناك فوضى في إصدار العملات عالمياً. كما بين أن هناك مجموعة متنفذة في العالم هي من يسيطر ولذلك كانت سويسرا مكان آمن لحفظ الذهب والعملات دون أي مساءلة حيث أن سويسرا لا تخضع لأي قوانين دولية.


وفي الختام أجاب الدكتور الغرايبة على أسئلة واستفسارات عدد من أعضاء الجمعية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات