مظاهرات برلين تستلهم الربيع العربي

المدينة نيوز- سجلت المظاهرات الاحتجاجية في العاصمة الألمانية برلين معدلات غير مسبوقة خلال عام 2011 بوصولها إلى أربعة آلاف مظاهرة، وقد دخل بعضها موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ومثلت احتجاجات الربيع العربي مصدر إلهام للمشاركين في المظاهرات.
وكشفت دراسة إحصائية أصدرتها شرطة برلين عن تحطيم العاصمة الألمانية كل أرقام الاحتجاجات الشعبية خلال السنوات الماضية، بتسجيلها 11 مظاهرة ووقفة احتجاجية في المتوسط يوميا خلال العام المنصرم.
وذكرت الدراسة أن المعدل المتوسط للفعاليات الاحتجاجية ببرلين بلغ مظاهرتين يوميا خلال عقد الثمانينيات، وخمسا في المتوسط خلال حقبة التسعينيات، ونحو سبع في عام 2010.
وأشارت إلى أن بوابة براندنبورغ التاريخية التي تعد رمز وشعار برلين مثلت نقطة جذب ومكانا مفضلا لأكثر من ألفي مظاهرة ووقفة احتجاجية شهدتها العاصمة العام الماضي، وأشارت إلى أن المحتجين ركزوا على التوجه للبوابة سعيا لزيادة الاهتمام الشعبي والإعلامي بفعالياتهم.
ولفتت دراسة شرطة برلين إلى أن الدعوة لإغلاق المفاعلات النووية في ألمانيا ومعارضة حرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأفغانستان والتضامن مع ثورات الربيع العربي، مثلت أهم محاور مظاهرات العام الماضي.
ووجد سكان برلين الراغبون في التظاهر عام 2010 ضالتهم في شوارعها، فخرج إليها حماة البيانات للمطالبة بحرية مطلقة في استخدام الإنترنت، ورفع الأكاديميون أحذيتهم مقلدين العراقي منتظر الزيدي باحتجاجهم على غش وزير الدفاع السابق كارل تسو غوتنبرغ في رسالته للدكتوراه.
وإلى جانب هؤلاء حاصر مناهضو الرأسمالية دائرة المستشارية وسعوا لاحتلال رمزي للبرلمان (البوندستاغ) تنديدا بالسلطات الواسعة للبنوك والأسواق المالية، وتظاهر التلاميذ والطلاب لتحسين أوضاعهم التعليمية، وندد المستأجرون بالارتفاع المتواصل في إيجارات مساكنهم.
وبحسب المحللة السياسية براديو ألمانيا بيتينا ماركس فإن تحول برلين لعاصمة احتجاجات يعكس تنامي الرغبة الشعبية في المشاركة في صنع القرار، ورفض المواطنين الألمان لتجاهل السياسيين لهم عند معالجة قضايا مصيرية.
وقالت ماركس للجزيرة نت "إن مظاهرات الشعوب العربية ضد حكامها المستبدين أعطت زخما قويا لا يمكن إنكاره لاحتجاجات برلين"، وتوقعت أن تحقق المظاهرات معدلا أعلى في العام الجديد نتيجة استمرار الأزمة المالية.
واعتبرت أن استمرار تداعيات الأزمة المالية الحالية وتوسيعها للفجوة بين الأغنياء والفقراء سيخلق مشكلات خطيرة على المدى البعيد لكل الحكومات الأوروبية.