أسعار الذهب تكسر قلوب النساء

المدينة نيوز  - كسرت أسعار الذهب قلوب النساء العام الماضي بعد أن حلقت بأرقام فلكية لم يسجلها التاريخ سابقا وسط أزمة ديون منطقة اليورو والمخاوف بشان الاقتصاد العالمي.

وحسب نقيب أصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات أسامة أمسيح سرع المعدن الأصفر من وتيرة الصعود بعد أن فتح تداولات العام الماضي عند 1315 دولارا للاونصة ليلمع تاريخيا عند 1909 دولارات للاونصة في شهر أيلول الماضي.

وقال أمسيح لـ(بترا) إن الذهب زاد خلال الأشهر التسعة الماضية من 2011 بنسبة 44 بالمئة قبل تراجعها في الربع الأخير من ذات العام بنسبة 23 بالمئة حيث انهت تداولات العام عند 1546 دولارا للاونصة.

وأضاف أمسيح أن الذهب ظهر العام الماضي كأحد أفضل اللاعبين أداء في سوق السلع العالمية مقابل الفضة والبلاتين والبلاديوم والراديوم،مبينا أن انتاج مناجم المعدن النفيس في جنوب إفريقيا زاد خلال الربع الأول من 2011 بنسبة 9ر4 بالمئة.

ومحليا اكتفت حواء باستراق النظر إلى واجهات محال الجواهرجية التي عانت غياب الزبائن ما ادخلها في حالة ركود غير مسبوقة حسب وصف أمسيح بعد أن بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 الأكثر طلبا من المواطنين حوالي 38 دينارا وهو الأعلى في تاريخ السوق.

واقر أمسيح بان حالة السوق المحلية العام الماضي كانت الأضعف خلال السنوات الخمس الأخيرة واقتنصت الجميع لتراجع الطلب حيث أغلق بعض الصاغة محالهم ومشاغلهم والبعض الآخر تحول عن تجارته للتعامل بالإكسسوارات والفضة ومهن أخرى.

وذكر أن مشتريات السوق المحلية ذهبت للباحثين عن الاستثمار في المعدن الاصفر او المقبلين على الزواج والهدايا ببعض المناسبات ،ناصحا المستثمرين بالاحتفاظ بجزء معقول من استثماراته والابتعاد عن المضاربة ،والمواطنين بالمحافظة على مدخراتهم وعدم البيع ألا عند الحاجة.

وحدد امسيح عدة أسباب لارتفاع الذهب منها ضعف الدولار وتذبذب أسعاره والتأرجح الكبير في الأسواق المالية وأدوات الدين في أوروبا جراء ديون اليونان والولايات المتحدة ما دفع بالمستثمرين إلى الهروب من سندات الديون والأسهم إلى شراء الذهب والأدوات الاستثمارية المرتبطة بالمعدن الأصفر.

وأضاف على تلك الأسباب زيادة الطلب على الذهب من البنوك المركزية العالمية بخاصة في الصين وبعض الدول الآسيوية مبينا أن عمليات الشراء ارتفعت خلال الربع الأول الماضي إلى 216 طنا مقابل 77 طنا سابقا. وقال بأن العام الماضي يعد من أسوأ الأعوام التي شهدها الاستثمار القطاعي لسوق الذهب، حيث تضررت المبيعات بشكل كبير جراء تقلبات، التي انحازت جميعها إلى تصعيد الأسعار، بشكل حال دون مقدرة المستهلكين على الشراء والاقتناء، واستبدلوها ببيع الكميات البسيطة المدخرة التي كانت بحوزتهم للاستفادة من هذا الارتفاع.

ولفت إلى أن الطلب على المجوهرات انخفض عالميا خلال الربع الأول من العام الماضي بنسبة 4ر5 بالمئة جراء ارتفاع الأسعار. وحول الأسعار خلال العام الحالي استند امسيح في قرأته على تحليلات خبراء توقعوا سابقا ارتفاع أسعار الذهب في 2012، مشيرا إلى انه بعد حدوث انخفاض كبير في اسعار الذهب في الشهور الاخيرة من 2011 فإن الذهب في طريقه لاستعادة قوته لكن هذا الامر قد يستغرق بعض الوقت.

ووسط ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي يرى امسيح بان المستثمرين والبنوك المركزية والصناديق السيادية سيوصلون شراء المزيد من الذهب، ما يعني موجة جديدة من الصعود بالأسعار وأرقام قياسية أخرى قد تقفز فوق حاجز الفي دولار.

ولكن في مقابل هذه التوقعات فهنالك حسب امسيح احتمال أن تنخفض أسعار المعدن الأصفر وتتراجع بمعدلات كبيرة إذا اختفت أسباب الضعف الحالية في الاقتصاد العالمي.

--(بترا)