خالد يوسف.. ينقل "اولاد نجيب محفوظ" للسينما!

المدينة نيوز - كشف المخرج المصري خالد يوسف أنه سيحول رواية "أولاد حارتنا" للروائي الراحل نجيب محفوظ، صاحب جائزة "نوبل" للآداب إلى فيلم سينمائي وذلك من أجل الرد على الهجمة الشرسة الذي يقودها البعض ضد الأديب الكبير، منتقدا تكفير بعض السلفيين المتشددين لمحفوظ.
يذكر أن رواية "أولاد حارتنا" أثارت جدلا واسعا منذ أن بدأ نشرها حيث كُفر بسببها نجيب محفوظ، واتهم بالإلحاد والزندقة، وأُخرج عن الملة.
ودافع يوسف عن اتجاهه لإنتاج الرواية، وقال إن مئات الدعاة والشيوخ في المساجد لن يستطيعوا تغيير صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، لكن فيلما سينمائيا واحدا قادر على إبراز تعاليم الإسلام السمحة، وتغيير الصورة السلبية عن المسلمين، حسب قوله.
وأضاف المخرج المصري -في مقابلة مع مقابلة مع قناة "سي بي سي" الفضائية: إن الفن من الوسائل الأساسية في بناء الشخصية المصرية في الخارج، كما أنه ساهم في تعظيم مكانة المصري في كافة البلاد العربية والأوروبية، ولذلك لا نخاف على الفن من وصول الإسلاميين إلى الحكم في مصر.
وشدد المخرج المصري على أنه لا يرفض دخول الإخوان المسلمين مجال الإنتاج الفني، لافتا إلى أن من حق الإخوان أن ينتجوا أفلاما تبرز فكرهم، ولكن الحكم في النهاية سيكون للجمهور.
وأكد يوسف أن على الحكومة المقبلة -أيا كانت- أن تقبل باختيارات المواطنين سواء في الفن أو في غيره من الأمور، مشيرا إلى أهمية أن يكون هناك حرية مطلقة للفن وللإبداع، وأن يكون الاختيار في النهاية للجمهور سواء بالاستجابة أو مقاطعة هذا الإبداع أو الفن.
وأوضح أن الفن والإبداع لن يفسد المجتمع كما يتصور بعض المتشددين ضد حرية الإبداع، لافتا إلى أن بيوت الدعارة والكباريهات والحانات هي من تفسد المجتمع.
وأكد يوسف أنه ليس لديه أي مخاوف أو السيطرة الواضحة للتيارات الإسلامية على الانتخابات البرلمانية خاصة أن هذا الأمر جاء بإرادة شعبية وبتأييد واختيار من الشعب، معربا عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة والتجربة الجديدة الذي سيعيشها الشعب المصري.
جدير بالذكر أن رواية "أولاد حارتنا" تُعد إحدى أشهر روايات نجيب محفوظ، وكانت إحدى المؤلفات التي تم التنويه بها عند منحه جائزة "نوبل"، وأثارت الرواية جدلا واسعا منذ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام وصدرت لأول مرة في كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962، ولم يتم نشرها في مصر حتى أواخر عام 2006 عن دار الشروق.
وسببت الرواية أزمة كبيرة منذ أن بدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة "الأهرام" حيث هاجمها شيوخ الجامع الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، لكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير "الاهرام" حينئذ ساند محفوظ ورفض وقف نشرها، فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الأهرام ولكن لم يتم نشرها كتابا في مصر إلا عام 2006.
ورغم عدم صدور قرار رسمي بمنع نشرها إلا أنه بسبب الضجة التي أحدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر.
وطُبعت الرواية في لبنان، ومنع دخولها إلى مصر على الرغم من أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية.