نصيحة من الأطباء: لا تستهينوا بـ"الحصبة"

تم نشره الأحد 15 كانون الثّاني / يناير 2012 06:03 مساءً
نصيحة من الأطباء: لا تستهينوا بـ"الحصبة"

المدينة نيوز - تزداد نسبة الإصابة بالحصبة في عديد الدول، رغم توافر لقاح مضاد لهذا المرض على نطاق واسع، حيث أن العديد من الآباء يختارون لأبنائهم اكتساب المناعة الطبيعية ضد المرض، الذي ينطوي على خطورة محتملة، من خلال تعمد نقل العدوى للأبناء.
 
وينتشر الفيروس المسبب للحصبة عن طريق العدوى بالرذاذ الذي يخرج من فم المصاب أثناء التحدث أو السعال أو العطس.

وعادة ما تظهر الأعراض الأولى للمرض بعد "10-14 يوما". وتكون المؤشرات الأولية خفيفة نسبيا، حيث تتمثل في الزكام والسعال والحمى والتهاب الملتحمة "الغشاء المبطن لجفن العين من الداخل".

وبعد بضعة أيام، يظهر الطفح الذي يصاحب هذا المرض عادة، مع بقع لونها وردي مائل إلى البني على الجلد وبثور بيضاء داخل الفم، مما يسهل تشخيص الحصبة لدى المريض بشكل مؤكد.

وتشير الإحصاءات إلى أن البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 20 عاما والأطفال دون الخامسة هم أكثر الفئات العمرية تأثرا بالحصبة.

وغالبا ما يحاول معارضو التطعيم نقل العدوى إلى الأطفال الأصحاء في بيئة تحت السيطرة، عن طريق تنظيم ما يسمى بـ "حفلات الحصبة" التي يكون فيها الطفل المصاب هو نجم الحفل الذي يمنح باقي الأطفال الأصحاء مناعة مدى الحياة ضد هذا المرض.

وتوصف الحصبة في غرف الدردشة التي يقيمها معارضو التطعيم على الإنترنت بأنها مرض من أمراض الطفولة "غير ضار"، حيث يرون أن مزايا "العدوى الطبيعية" أكبر من مزايا التطعيم.

غير أن الأطباء لهم رأي مختلف تماما في هذا الأمر، فهم يؤكدون أن العدوى الحقيقية بالحصبة أخطر بكثير من التطعيم، وفي بعض البلدان يحظر القانون إقامة "حفلات الحصبة"، بل ويحاكم منظموها بتهمة التسبب في إيذاء جسدي فعلي.

وتقول طبيبة الأطفال الألمانية كاتيا شنايدر: "لا أستطيع ببساطة فهم السبب وراء ابتغاء الأم عمدا إصابة طفلها بالحصبة".

وأضافت: "الحصبة مرض خطير للغاية، يمكن أن يسبب ضررا يتعذر معالجته، بل قد يكون قاتلا في بعض الحالات".

ومن بين مضاعفات الحصبة الأكثر شيوعا أمراض الأذن والرئة. كما يجب الانتباه لاحتمال الإصابة بالتهاب حاد في الدماغ بعد العدوى، والتي تحدث في حوالي 1ر0% من الحالات، وفقا لمعهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا.

ومما يشير إلى هذه الحالة الخطيرة حدوث صداع شديد يستمر من أربعة إلى سبعة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي. ومن بين الأعراض الأخرى الإصابة بالحمى والتشوش والنعاس إلى حد الغيبوبة.

ويصاب واحد بين كل مايتراوح بين ألف وخمسة آلاف من مرضى الحصبة بالتهاب الدماغ، الذي يودي بحياة المريض فيما يتراوح بين 10% و20% من الحالات.

الأمر النادر للغاية، ولكنه عادة ما يكون بمثابة مضاعفات قاتلة ناجمة عن الحصبة، هو حدوث التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد، الذي يهاجم الجهاز العصبي المركزي بأكمله.

وتشير شنايدر، وهي أم لثلاثة أطفال، إلى أن مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة الناجمة عن التطعيم منخفضة نسبيا، قائلة: "ينصح بشدة بالتطعيم ضد الحصبة".

وتؤكد طبيبة الأطفال أن القلق من الآثار المترتبة على التطعيم لا داعي له إلا في بعض الحالات النادرة للغاية، وعلى الآباء أن يهتموا باستشارة أطباء أطفالهم في هذا الصدد.

ولا يعارض ممارسو الطب البديل التطعيم بوجه عام "من حيث المبدأ". ويرى كريستوف تراب، من الرابطة الألمانية لأطباء المعالجة المثلية في برلين، أن القرار بشأن التطعيم يجب أن يتخذه طبيب مختص في المعالجة المثلية لكل حالة على حدة.

والمعالجة المثلية شكل من أشكال الطب البديل، وتقول نظريته إنه يمكن معالجة الشخص المريض باستخدام كميات ضئيلة من المواد التي تسبب في جسم الشخص السليم أعراضا مشابهة لأعراض مرض الشخص المصاب.

وتتبنى الجمعية وجهة النظر القائلة إن التطعيم يمكن أن "يقي من الأمراض المعدية إلى حد ما، ويقلل أيضا من خطر انتقال المرض للأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم".

وثمة رابطة للأطباء، تؤيد فكرة حرية المريض في اتخاذ القرار بشأن التطعيم، تشير إلى احتمال حدوث نتائج عكسية خطيرة ذات تأثير مؤقت أو دائم، رغم أنها لا تحدث إلا في حالات نادرة، وذلك في بيان أصدرته ردا على نقاش عام في ألمانيا حول جعل التطعيم إجباريا.

وتقول الرابطة على موقعها الإلكتروني: "إذا أدى النقاش مع الأبوين إلى رفضهما إعطاء لقاحات معنية لأطفالهم، فإن الطبيب المعني يرفض أحيانا الاستمرار في علاجهم".

وهناك تباين كبير في جميع أنحاء أوروبا، حيث تسجل فنلندا والسويد وهولندا ارتفاعا في نسبة التطعيم وانخفاضا في معدل الوفيات، بينما تشهد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا وسويسرا معدلات أقل من التطعيم وبالتالي معدل وفيات أكبر.

وتؤيد شنايدر بشدة تبني برنامج شامل للتطعيم على غرار المعمول به في الولايات المتحدة، حيث تم القضاء على المرض تقريبا.
(انترنت)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات