نشاطات الملك في أمريكا ( شاهدوا الصور )

المدينة نيوز - عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن الثلاثاء لقاء قمة تناول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وركزت المباحثات على علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
واستعرض جلالته التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خصوصا عقب الاجتماعات التي جرت في الأردن أخيرا.
وقال جلالة الملك إن الأردن يسعى إلى تمكين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، للمضي قدما وتخطي العقبات وصولا إلى مفاوضات مباشرة تؤدي إلى حل شامل يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وعبر جلالة الملك عن تقديره للدعم الأميركي للأردن والذي يسهم في مواجهة التحديات الاقتصادية، مشددا على علاقات التعاون الأردنية الأميركية المتميزة، وروابط الصداقة بين البلدين.
وأطلع جلالته الرئيس الأميركي على الجهود التي يقودها لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مختلف المجالات.
من جانبه، رحب الرئيس الأميركي بالدور الذي قام به الأردن لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في خطوة تهدف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة.
وأشاد الرئيس اوباما بالجهود الإصلاحية التي يقودها جلالة الملك في الأردن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال إن خطوة الأردن لإنشاء هيئة مستقلة للإنتخابات مهمة وإيجابية على طريق تحقيق الإصلاح الشامل في المملكة.
وفي تصريحات صحفية في المكتب البيضاوي عقب لقاء القمة، أكد جلالة الملك عن تقديره للدعم التاريخي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للأردن لمواجهة مختلف التحديات.
وقال جلالته "نحن ممتنون جدا للدعم الاقتصادي الذي تقدمونه للأردن في هذا الوقت الصعب".
وأكد جلالة الملك أن الوضع الاقتصادي والتحديات التي تواجه المواطنين الأردنيين في معيشتهم تشكل أولوية لاسيما في هذا الوقت الذي "بدأنا نسير فيه بعملية الإصلاحات".
وبين جلالته أنه أطلع الرئيس اوباما على خارطة طريق الإصلاح في الأردن في مختلف المجالات.
وقال "صداقتنا القوية مع الرئيس اوباما مكنتنا من الوصول إلى وجهات نظر متطابقة حيال التحديات التي تواجه الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم أن الأمر لا زال في مراحله الأولى فإننا نأمل أن نتمكن من إخراج الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من المأزق الذي يواجههما".
وفي هذا الصدد قال جلالة الملك "نحن على اتصال مباشر مع الرئيس وإدارته حول هذا الموضوع".
هذا وبحث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى العاصمة الأميركية واشنطن الثلاثاء مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا تلك المتصلة بجهود تحقيق السلام، ومستجدات الأوضاع عربيا، إلى جانب علاقات التعاون بين البلدين وأفاق تطويرها في مختلف المجالات.
وتناول اللقاء، الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الاجتماعات التي عقدها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في عمان، والتي تعد خطوة لاستئناف المفاوضات وصولا إلى اتفاق ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وخطوط عام1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومن الجانب الأميركي مستشار نائب الرئيس للأمن القومي توني بلينكين.
كما التقى جلالة الملك عبدالله الثاني وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وبحث معه علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها، لاسيما في المجالات العسكرية، إضافة إلى مجمل التطورات السياسية عربيا وإقليميا.
وحضر اللقاء سمو الأميرة عائشة بنت الحسين، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري ووزير الخارجية ناصر جودة، وعدد من المسؤولين من الجانب الأميركي
وفي مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست نشرتها الثلاثاء جلالة الملك عبدالله الثاني أنه قد تحققت خطوات من التقدم، بالرغم من تواضعها، بعد أسبوعين من المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان، وأن الطرفين يبحثان عن مخرج لكسر الجمود الذي عطل مفاوضات السلام لأكثر من سنتين.
وشدد جلالته في المقابلة، التي أجراها الصحفي جوبي ووريك، على أن هذه اللقاءات توفر فرصة للجانبين للإعداد لمزيد من المباحثات الرسمية، لكنه أعرب في ذات الوقت عن القلق من نفاد الوقت دون الوصول إلى اقتراحات ملموسة.
وقال جلالته "أرى أن الجانبين يريدان مخرجا ووسيلة للوصول إلى المفاوضات المباشرة... نحن نعي المواقف التي يتمسك بها كل فريق، لكن النية موجودة كما أعتقد، من كلا الطرفين، وما تحقق ما هو إلا خطوات متواضعة في بداية المشوار".
وبين جلالته أن هناك العديد من الناس ممن ينظر بسلبية إلى هذه المباحثات "وجوابي لهم: بالنسبة للأطراف المعنية، فإن محاولتهم التحدث على الأقل مع بعضهم البعض أفضل من لا شيء".
لكن جلالته لفت إلى أنه "كلما زاد الإسرائيليون من مماطلتهم، أصبحوا في خطر أكبر من ضياع ما يرون أنه المستقبل المثالي لإسرائيل"، مبينا أن الانتظار هو أكبر خطأ يمكن للإسرائيليين أن يقعوا فيه، وإذا لم يتجاوزا هذا الأمر، "سوف نصل آجلا أم عاجلا إلى نقطة يصبح عندها حل الدولتين غير ممكن".
وحول الدور الأمريكي، قال جلالته: لا نستطيع بسبب الانتخابات الأمريكية - ولأن أمريكا مهتمة بالتحديات التي تواجهها - أن نتوقع من الأمريكيين أن يتدخلوا بكل قوتهم ما لم نوفر حزمة كافية تمكننا نوعا ما من توقع المخرجات.
وتحدث جلالته في المقابلة عن تطورات الأوضاع في سوريا مبينا أن الوقت الحالي سيشهد استمرار العنف والصراع، "ولا أعتقد أننا سنشهد تغيرا فيما كنا نشهده في الشهرين الأخيرين".
وفيما يتصل بجهود الإصلاح السياسي في الأردن، قال جلالته "أعتقد ومن حسن الحظ أننا في الأردن ننتقل من الربيع العربي إلى الصيف العربي، وهذا يعني أننا نبذل جهودا للقيام بالعمل الجاد نحو تحقيق الإصلاح، وأرى أن الشتاء العربي الذي حل في دول محيطة بنا كان له أثره على المجتمع الأردني، حيث قوى من عزيمتنا كي نستمر في الصيف العربي".
من جهة اخرى التقى جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، يرافقهما سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، مساء أمس الاثنين أبناء وبنات الجالية الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الأردنية في واشنطن.
ووجه جلالته بهذه المناسبة رسالة إلى الجالية الأردنية عبر فيها عن اعتزازه بجهودهم في خدمة الوطن وقضاياه، ودورهم في تعزيز التقارب، ومد جسور التفاهم والحوار بين الشعبين الأردني والأميركي.
وفيما يلي نص رسالة جلالة الملك: بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة والأخوات أبناء وبنات الجالية الأردنية في الولايات المتحدة، فيسرنا أن نبعث إليكم بتحية هاشمية من القلب، ومن صميم الوطن، نهنئكم فيها بمطلع العام الجديد، هذا العام الذي نريد له أن يكون عام الإنجاز والإصلاح والحرية والديمقراطية، والذي نريد لجميع الأردنيين والأردنيات المساهمة فيه بالبذل والبناء، وأنتم من خيرة من يبذل ويبني في سبيل الوطن.
إننا نتابع بفخر وإعجاب، مسيرة أبنائنا وبناتنا هنا، إذ تمكنتم من المساهمة بإيجابية في بناء وتطور بلد وأمة بأهمية الولايات المتحدة الأميركية.
وقد كنتم بالفعل خير السفراء لبلدكم، ولقضاياه وقضايا أمته العربية العادلة، ومثلتم نماذج متميزة للصداقة والشراكة الأردنية الأمريكية التاريخية. وأشجعكم على الاستمرار في بذل الجهود لتعزيز التقارب بين العالم العربي والولايات المتحدة، ومد جسور التفاهم والحوار.
إنكم بجهودكم تشكلون وترفدون أصوات الأردن للعالم، وآمل أن تَنشطوا وتُوفَّقوا في مساعيكم لتعزيز صورة الأردن عالمياً، مستذكرين الفرص الواعدة في مجالات عديدة يتميز بها الوطن.
وفي هذه المرحلة التي يمر بها وطنكم الأردن، لا بد أن تكونوا في طليعة المساهمين في مسيرة الإصلاح المنشودة، فنحن نسير بثبات باتجاه إجراء انتخابات بلدية وبرلمانية في أقرب وقت إن شاء الله، وتحت إشراف لجنة مستقلة تضمن نزاهتها، وصولا إلى الحكومات البرلمانية في المستقبل القريب.
إخواني وأخواتي، لقد شكل الربيع العربي بالنسبة لنا في الأردن مناخا حافزا على الإصلاح وفرصة حقيقية نسعى لاغتنامها بتجديد العملية السياسية بما يجعل الأردن أنموذجا إصلاحيا في المنطقة، ويكون دافع ثقة وفخرا للأردنيين جميعاً.
إننا إذ نتطلع قدما ودوما لاستمرار التواصل معكم، والاستفادة من خبراتكم في تعزيز مسيرة وطنكم الأم الأردن، لأدعو لكم بالتوفيق والنجاح، مؤكدا فخر الأردن بعطائكم ونشاطكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم عبدالله الثاني ابن الحسين وفي كلمة السفارة الترحيبية بجلالة الملك، قال القائم بالأعمال بالإنابة محمود الحمود إن هذا الحفل، الذي يعكس حرص قيادتنا الهاشمية على التواصل مع أبناء الوطن، يشكل تواصلا إنسانيا مستمرا لنهج الهاشميين منذ تأسيس الدولة الأردنية.
وأضاف أن أبناء الأردن يعولون الكثير على جهود جلالة الملك التي تستهدف رفعة الوطن وشعبه إقليميا ودوليا، والعمل على توفير ما يحتاجه المواطن من متطلبات الحياة الكريمة.
وقال الحمود أنه في ظل التحديات الوطنية والإقليمية التي عصفت في المنطقة العربية، فإن الشعب الأردني على ثقة بتجاوز العوائق والمصاعب بانجاح خلف القيادة الحكيمة الملهمة لجلالة الملك.
وأكد سعي الجالية الأردنية إلى السير قدما لتطوير العلاقات الأردنية الأميركية المتميزة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، والتي بنيت عبر قرابة ستة عقود من التعاون والتبادل والثقة المشتركة، ورغبة الجانبين في الحفاظ عليها ودفعها للأمام.
وعبر عدد من أبناء وبنات الجالية خلال لقاءات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن سعادتهم بلقاء جلالة الملك في مستهل زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، مؤكدين اعتزازهم بقيادة جلالته، والجهود التي يبذلها لبناء مستقبل أفضل لجميع الأردنيين.
وقال الدكتور فايز شمعون، الذي يعمل طبيب قلب في مدينة نيوجيرسي، أن تواصل جلالة الملك مع الجالية الأردنية في الولايات المتحدة ومقابلته لهم مصدر شرف كبير لنا للاطلاع على الانجازات التي حققتها الجالية للوطن، ونحن ممتنون للمبادرة التي قامت بها السفارة لجمع الشخصيات الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد أهمية دور الجالية الأردنية في خدمة الوطن، قائلا "كطبيب قلب عملت على استقطاب أطباء من الأردن للتدريب في مجال أمراض القلب والباطنية بشكل عام، والتواصل مع الوطن من خلال عقد مؤتمرات طبية مثل المؤتمر الطبي العربي الذي عقد في صيف العام الماضي وهذا واجبنا كأردنيين".
وقال نأمل أن تتواصل مثل هذه اللقاءات لأنها تصب في مصلحة الوطن.
بدورها، قالت ناديا صايغ الصويص إننا نفخر بلقاء جلالة الملك والملكة حيث جئنا من سان فرانسيسكو لنتشرف باللقاء، ونحن نعتبر أنفسنا همزة وصل كجالية عربية أردنية في كافة مناطق أميركا مع الوطن.
وأكدت أن علينا مسؤوليات كبيرة تحتم استثمار علاقاتنا الطيبة مع مجتمع الأعمال الأميركي وعمل برامج لخدمة الوطن وتشجيع المستثمرين الأميركيين على القدوم إلى الأردن.
وأشارت إلى أن الجالية الأردنية في سان فرانسيسكو ترتب زيارة إلى عمان برئاسة عمدة المدينة يرافقه خلالها وفد من رجال الأعمال للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة وإقامة مشروعات مشتركة، إلى جانب التعرف على مستوى التقدم والتطور الذي يشهده الأردن لاسيما بعد برنامج التوأمة الذي تم بين مدينتي سان فرانسيسكو وعمان.
وحضر حفل الاستقبال سمو الأميرة عائشة بنت الحسين، ورئيس الوزراء عون الخصاونة والوفد المرافق لجلالة الملك.(بترا)
شاهدوا الصور :