الاغوار الجنوبية: بيئة رافضة للتعليم والفقر يرسم مشهدها

المدينة نيوز - لا تتخطى الـ 20 في المائة اعداد تلاميذ الاغوار الجنوبية الذين يبلغون الثانوية العامة، حسب متابعين محليين لشؤون المنطقة، اوضحوا ان عدد تلاميذ الصف الأول يتراوح بين 1000 الى 1300 تلميذ لا يصل الثانوية منهم اكثر من 200.
ولا تعد هذه الحقيقة مفاجئة، على ما يؤكد النائب السابق محمود الهويمل، الذي يوضح أن نسبة كبيرة من تلاميذ المنطقة لا يستطيعون القراءة والكتابة، وقال ان هذه المأساة تتناسل منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولاحظ أن نسبة تسرب اتلاميذ من المدارس في تصاعد مستمر بسبب تفشي الفقر وتداني مستوى الوعي وانحسار اعداد المعليمن قياسا لعدد التلاميذ .
وتشير آخر إحصائية لمديرية التربية والتعليم في الاغوار الجنوبية للعام الماضي إلى التحاق 10670طالبا في الصفوف الأولى و1148 في الثانوية العامة، بينما اظهرت دراسة لوزارة التربية والتعليم للعامين الماضيين، أن أدنى نسبة تحصيل دراسي في المملكة كانت في الأغوار الجنوبية حيث تبلغ الأمية 20 في المائة .
وتتحالف الامية والفقر في تكريس وضع المنطقة التي تنزلق تدريجيا لان تكون بيئة رافضة للتعليم، وسط ظروف صعبة وقاسية تلقي بمئات من الشبان خارج أسوار العصر.
ولان الفقر اساسا يعد قصورا في القدرات الإنسانية وبالتالي في الأداء الإنساني، حسب متخصصين فان متابعين لشؤون الاغوار الجنوبية يوضحون أن حالة الفقر التي يعانيها هؤلاء الشباب تشير إلى ضعف درجة الوعي الثقافي والحضارى للمجتمعات المحلية، وليس الى نقص الثروات والأموال فقط الهويمل يقول ان الأمية تعد احدى ظواهر التخلف الاقتصادي ، الاجتماعي ، الثقافي ، والسياسي مما يستدعي برامج متخصصة تطبق في المنطقة لاخراجها من وهدة الفقر الذي تعيش.
ووفق دراسة رسمية سابقة فان متوسط حجم الاسر في الاغوار الجنوبية يصل الى 4ر7 فرد وهو الاعلى في المملكة، بينما تشكل الفئة العمرية 15 عاما الى 64 عاما نسبة تتجاوز 56 في المائة من السكان، ولا يتجاوز الدخل السنوي للفرد 718 دينارا .
المحامي محمد المعاقلة يقول ان تغيير الثقافة المجتمعية السائدة وحفز الناس تجاه التعليم وضرورته الحياتية والعصرية هو أساس التنمية، مشيرا الى ان الواقع الاقتصادي الصعب يشكل دافعا قويا للتلاميذ لهجرة المدارس والبحث عن العمل لمساعدة اسرهم. وقال انه لا بد من سياسات رسمية تعمل على تحفيز السكان وتعريفهم بان منطقتهم ذات المقومات الصناعية والزراعية الكبيرة تحتاج للتسلح بالعلم ليلتحق ابناؤهم بالشركات والمصانع العاملة في المنطقة .
مدير التربية والتعليم للاغوار الجنوبية الدكتورة منتهى الطراونة قالت ان المديرية لا تدخر جهدا لتطوير العملية التعليمية والمدرسة تعد حاضنة التطوير وقائدة التغيير ،لكن ثقافة المجتمع المحلي وإمكاناته الاقتصادية والمعيشية والحافز والدافعية أمور مؤثرة في الواقع التربوي الذي تطور بشكل ملحوظ بعد مرحلة مضت " لم ينجح فيها احد من الطلبة" في بعض المدارس.
واشارت الى الجهود الميدانية المكثفة والمدعومة من قبل الوزارة والتي وفرت تكاليف برامج التقوية التي اعتمدت بعد دراسة ميدانية مستفيضة للواقع التربوي، والمؤتمر التربوي الذي عقد بعدها وكان من توصياته وضع خطة طويلة المدى لمعالجة أسباب تدني التحصيل الدراسي في مدارس المنطقة.
وبينت الطروانة ان مشكلة الاكتظاظ المدرسي في طريقها إلى الحل بعد المكرمة الملكية ببناء مدرسة متكاملة بكلفة مليون دينار مكونة من 24غرفة صفية وجناح إداري ومختبرات علمية متعددة إضافة إلى أن العمل جار في بناء مدارس جديدة للذكور والإناث في المنطقة ،وأخرى قيد التسليم.(بترا)