خبير استثمار: الانتخابات تدفع النمو في أميركا

المدينة نيوز- قال الخبير في مجال البنوك الاستثمارية الأميركي ويليام كوهان إن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تجري الاستعدادات لها حاليا تدفع عجلة الاقتصاد "لذلك ظهرت مؤشرات على نشاط السوق في أكثر من قطاع".
وأضاف كوهان في حلقة نقاشية عقدها في عمان مساء امس، خلال زيارة يلقي فيها عددا من المحاضرات بالتعاون مع مركز الملكة رانيا للريادة، أن الاقتصاد الأميركي كان قبل سنوات عديدة يشهد نموا مستمرا لكنه حاليا آخذ في التباطؤ التدريجي بسبب الأزمات التي مر بها.
واشار الخبير خلال الحلقة النقاشية التي جاءت تحت عنوان "أثر حركة وول ستريت والأزمة المالية" أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يعاني مشكلات كثيرة، أهمها مشكلة تفاقم البطالة في البلد، حيث تركت أثرها سلبا على التقدم والتطور الاقتصادي.
وأشار إلى عدة تفسيرات للأزمة المالية أحاطت بالبنوك الاميركية أبرزها، ما يتعلق بتركيبها كمؤسسات، حيث انها لم تحسن بيئتها التنظيمية "رغم أنها هي المعنية بالتنظيم ولقد فشلت المؤسسات في العمل كما يجب أن تعمل، وكانت هناك قواعد ولوائح تنظيمية إما ناقصة أو لا أحد يتقيد بها".
واضاف ان التفسير الثاني هو أن وول ستريت لم تكن كفؤة حيث ان هناك قصورا في عمل المتعاملين والمستثمرين الذين اتجهوا نحو المراهنات دون أن يدركوا عواقبها، غير أن أولى الموجات التي أعقبت انهيار الأسواق أبرزت تفسيرا ثالثا وهو أن جذور الأزمة في وول ستريت لم تكن بنيوية أو معرفية بقدر ما كانت نفسية.
ودعا صانعي القرار في أميركا إلى استخدام سياسة عقلانية وبناءة في الاستثمارات والضرائب وحماية العمالة، والتوجه الفعلي في حل المشكلات القائمة وإبعادها من مخاطر تحويلها إلى الأزمة الفعلية، مشيرا إلى أن التفهم التام في مسالة كيف تستطيع الحكومة والسوق أن توفران الحد الأعلى من فرص عمل جديدة.
وأكد أن أكثر المبادرين في هذه القضية يجدون ان سياسة التدخل الحكومي الحالية، لن تنفع لإنقاذ الوضع، ولن تساعد في عملية تنشيط الاقتصاد، وأن قوة السوق الداخلية تعمل الآن بأقل ما هو المطلوب فعليا.
وشدد على أن المجتمع الأميركي يحتاج اليوم إلى تحسين الظروف المعيشية للفئات الفقيرة من السكان، من رفع كفاءة الخدمات والضمانات الصحية والدراسية والمساعدات الاجتماعية، وبناء قطاع حكومي كفؤ، بعيدا عن البيروقراطية، إضافة إلى أيجاد استثمارات وتوظيفها في هذا القطاع، لكي يأخذ على عاتقه تامين هذه الخدمات للجمهور، وفي نفس الوقت يخلق بعض فرص العمل الجديدة في هذا المجال.
(بترا)