الاستراتيجية الوطنية للنقل الجوي تركز على تحرير الاجواء بشكل تبادلي

المدينة نيوز - قال رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن محمد القرعان إن الاستراتيجية الوطنية للنقل الجوي للاعوام 2012-2014 تركز على خمسة محاور رئيسة تتعلق بالتشريع والإطار المؤسسي والتمويل والموارد البشرية والبنى التحتية والخدمات.

وأضاف في لقاء مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الاربعاء إنه وبالنظر لعدم استكمال توسعة مطار الملكة علياء الدولي وظروف عدم الاستقرار التي سادت المنطقة في العام الماضي وانطلاقا من الحرص للحفاظ على مقدرة الشركات الوطنية للمنافسة العادلة فقد تم تعديل البند المتعلق بتحرير كامل للأجواء في الاستراتيجية السابقة الى تحرير الأجواء على أساس تبادلي في الاستراتيجية الجديدة.

اتفاقيات تحرير الأجواء وبين ان الاردن يرتبط حاليا باتفاقيات تحرير كلي للأجواء مع 27 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي وفقا للاتفاقية الشاملة التي تم توقيعها بين الجانبين في بلجيكا نهاية عام 2010 بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني، وتهدف الى فتح السوق الأوروبي أمام شركات الطيران الأردنية، كما أن الأردن يرتبط باتفاقيات تحرير خدمات النقل الجوي مع ثلاثين دولة من أصل ست وسبعين اتفاقية نقل جوي مبرمة مع مختلف دول العالم.

وأضاف لقد طالبنا الاتحاد الاوروبي بمواءمة التشريعات المطبقة لدينا لتنسجم مع تشريعاتهم خاصة ما يتعلق منها بعناصر السلامة الجوية وأمن الطيران وإدارة خدمات الملاحة الجوية والبيئة وحماية المستهلك وغيرها من أمور الطيران المدني مثل الاعتراف المتبادل بالشهادات والرخص، لافتا الى ان تطبيق المعايير الأوروبية وتفعيل الاتفاقية الشاملة يعني زيادة معدلات نمو الحركة الجوية بسبب التسهيلات التي ستمنح لشركات الطيران الأردنية والمرونة التشغيلية إلى المطارات الأوروبية، ما سيعزز من وجود الأردن كمركز إقليمي للنقل الجوي.

كما سينجم عن تطبيق الاتفاقية زيادة أعداد السياح الأوروبيين القادمين الى الأردن، ما يؤدي الى تنمية قطاع السياحة في الأردن.

معايير السلامة الجوية واضاف ان الهيئة تسعى جاهدة لتطبيق أعلى معايير السلامة الجوية المطبقة على مستوى العالم، وقامت انطلاقا من هذا التوجه بتحديث جميع التشريعات الناظمة لعملية الرقابة والمتابعة للتأكد من التزام المشغلين والعاملين في قطاع الطيران المدني بهذه المعايير، مؤكدا أن جميع التشريعات المتعلقة بالطيران المدني متوائمة مع المعايير الاوروبية والعالمية.

وفيما يتعلق بالملاحظات التي أبدتها وكالة السلامة الجوية الاوروبية على شركات الطيران الأردنية قال القرعان انه تم التعامل مع هذه الملاحظات بكل جدية وحزم، مبينا انه تم اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تكرارها والتقليل منها الى الحد الأدنى.

ولفت الى انه تم في هذا السياق عقد العديد من ورش العمل والندوات الهادفة لتحديد كيفية التعامل مع هذه الملاحظات وكشفها من قبل الفنيين المعنيين قبل إقلاع الطائرات، مشيرا الى ان جميع شركات الطيران الأردنية أبدت اهتماما وتعاون لتصويب أوضاعها لما لهذا الموضوع من آثار سلبية على قطاع الطيران المدني والنقل الجوي.

وحدة تشريعات الطيران المدني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزاد الكابتن القرعان: ويندرج تحت هذا المحور كذلك إنشاء وحدة لتشريعات الطيران المدني بحيث تتولى تطوير ومراجعة التشريعات المتعلقة بالطيران المدني والنقل الجوي والتأكد من مواءمتها للتشريعات الأوروبية ومواكبة المستجدات العالمية بهذا الخصوص، بالإضافة الى إصدار وتعديل التعليمات التي تخص خدمات الملاحة الجوية والبيئة وحماية المستهلك، لافتا الى أن هناك مشروعا هاما وهو ترخيص المطارات الأردنية الثلاث ومتابعة تجديد رخص هذه المطارات حيث تم ترخيص مطار الملك الحسين الدولي في العقبة والهيئة بصدد الانتهاء من ترخيص مطار الملكة علياء الدولي والبدء بإجراءات ترخيص مطار عمان المدني.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني وهو محور التمويل بين القرعان ان الهيئة تعمل على تنفيذ مشروع جديد لتكون بيت خبرة في مجال الطيران المدني وتأهيل موظفيها كخبراء يتم ايفادهم للخارج لنقل الخبرات الاردنية لهيئات الطيران المدني في الدول الأخرى والاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب الأردنية في هذا المجال.

بناء القدرات المؤسسية ـــــــــــــــــــــــــــــــــ وأضاف القرعان: واندرج تحت المحور الثالث وهو محور الموارد البشرية، مشروعان الأول يتعلق ببناء القدرات المؤسسية وتعزيز ورفع مستوى المعرفة وإدامتها لدى العاملين في الهيئة لزيادة كفاءة الكوادر البشرية وبناء القدرات الذاتية للعاملين في الطيران المدني والنقل الجوي فيما تركز المشروع الثاني على تعزيز مستوى الوعي والإدراك والمعرفة لدى الجهات العاملة في مكونات قطاع الطيران المدني وذلك بالمشاركة في النشاطات التدريبية والمؤتمرات وورش العمل المحلية والدولية لتبادل المعرفة والاطلاع على خبرات الدول الأخرى، لتزويد السوق المحلي والإقليمي بقوى بشرية مؤهلة في جميع مجالات الطيران المختلفة.

وفيما يتعلق بالمحور الرابع وهو محور البنى التحتية أكد القرعان انه من أهم المحاور التي تخدم تطور قطاع الطيران المدني والنقل الجوي وذلك بالعمل على رفع كفاءة أنظمة الملاحة الجوية لمواكبة التطورات في قطاع الطيران المدني مما أدى الى زيادة الحركة الجوية التي انعكست إيجاباً على معدلات النمو، اذ تطورت خدمات الملاحة الجوية بالأردن في الفترة الأخيرة لتواكب التطور العالمي في مجال الملاحة، حيث تم إدخال العديد من الأنظمة والأجهزة المتطورة لخدمة الملاحة، وخاصة في مجال الأقمار الصناعية والخرائط الملاحية. كما ان هناك مشروع إنشاء بنك معلومات لقطاع النقل الجوي لتعزيز وزيادة كفاءة هيئة تنظيم الطيران المدني للقيام بدورها الرقابي والتنظيمي.

تشجيع الاستثمار في النقل الجوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أما المحور الخامس والأخير وهو محور الخدمات فانه يندرج تحت هذا المحور عدة برامج ومشروعات تقوم على تحقيق الهدف الاستراتيجي بما في ذلك تشجيع استثمار القطاع الخاص في مكونات قطاع النقل الجوي مؤكدا ان الهيئة تولي اهتماما كبيرا لتشجيع الاستثمار وتفعيل الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص من خلال توفير بيئة استثمارية مناسبة للاستثمار في قطاع الطيران المدني والنقل الجوي كما نسعى إلى ترسيخ وتعزيز هذه الشراكة بما يضمن مصلحة الاقتصاد الوطني وحماية مصالح شركات الطيران الأردنية وحماية حقوق المستهلك.

وأضاف القرعان : ولتحقيق هذه الغاية فقد تم فتح باب ترخيص شركات الطيران منذ عام 2006 اذ وصل عدد شركات الطيران الأردنية المرخصة حاليا إلى اثنتي عشرة شركة طيران بين المنتظم وغير المنتظم (العارض) وهناك ثلاث طلبات لتأسيس شركات طيران عارض قيد الدراسة.

وذكر ان الاستراتيجية تركز على أن يكون الأردن مركزا إقليميا لتدريب كوادر الطيران المدني من طيارين ومهندسي طيران وصيانة طائرات مشيرا الى وجود ثلاث أكاديميات تدريب ومركزا لتدريب الطيران التشبيهي (جاتس) إضافة الى مركز صيانة الطائرات (جورامكو).

مطار خاص للاكاديميات وقال القرعان : إن الحاجة أصبحت ماسة لايجاد مطار خاص بأكاديميات تدريب الطيارين خارج منطقة مطار عمان المدني الذي لا تتحمل طاقته الاستيعابية في المستقبل القريب خاصة عندما يتحول لاستقبال ومغادرة رحلات الطيران المنتظم بحسب نصوص الاتفاقية الموقعة بين الحكومة وشركة مجموعة المطار التي تقوم بتشغيل مطار الملكة علياء الدولي.

واضاف إن الجهات المعنية تبحث عن مستثمر لاجراء دراسات الجدوى الاقتصادية لتحويل مطار المفرق الذي يتضمن مرافق وتجهيزات البنية التحتية اللازمة، ليصبح مطارا مدنيا وعسكريا في ذات الوقت بحيث يمكن استخدامه من قبل أكاديميات تدريب الطيارين مطارا بديلا لمطار عمان المدني.

حجم الاستثمار في الطيران المدني واشار القرعان الى ان حجم الاستثمارات في قطاع الطيران المدني والنقل الجوي بلغ ما يقارب 750 مليون دينار حتى نهاية عام 2011 ومن المتوقع ارتفاع قيمة الاستثمار في عام 2012 إذا ما استكمل إجراءات ترخيص بعض الشركات المتقدمة، وزيادة نسبة إنفاق شركة مجموعة المطار الدولي على مشروع توسعة وتأهيل مطار الملكة علياء الدولي، الذي يندرج تحت محور الخدمات لرفع مستوى الخدمات في المطارات الأردنية/ إعادة تأهيل المطارات الأردنية ،مشيرا الى تنفيذ الكثير من المشروعات التي ساعدت في تطوير المطارات الأردنية، تبعا لعملية فصل المنظم عن المشغل والتي انتهت بانتهاء الإستراتيجية السابقة.

وقال ان مطار عمان المدني تتم إدارته وتشغيله من قبل شركة المطارات الأردنية، في حين تقوم شركة العقبة للمطارات بإدارة وتشغيل مطار الملك الحسين الدولي وبإشراف شركة تطوير العقبة.(بترا)