الاردن يؤكد ان الاجراءات الاسرائيلية تفرغ مبدأ حل الدولتين من محتواه

المدينة نيوز- اكد الاردن رفضه لكل الاجراءات والسياسات الاسرائيلية احادية الجانب التي تفرغ مبدأ حل الدولتين من محتواه، وبشكل خاص الاستيطان وسياسة التهويد اللتين تمارسهما اسرائيل تجاه مدينة القدس والمساس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية.
واعرب الاردن عن قلقه العميق ازاء الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الغوث الدولية (الاونروا) ووضع موازنات الوكالة للأعوام السابقة وما آلت إليه من عجز وما يترتب عليه من تداعيات سلبية انعكست في تقليص بعض الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، ودعا الى حشد الدعم الدولي والاقليمي للوكالة لتمكينها من الاستمرار في اداء دورها ومهامها.
جاء ذلك في كلمة الاردن في افتتاح اجتماعات الدورة 87 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة والتي بدأت في مقر الجامعة العربية اليوم حيث يمثل الاردن في المؤتمر المندوبية الاردنية الدائمة لدى الجامعة العربية.
وجدد الاردن في كلمته مساندته للسلطة الوطنية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع لنيل حقوقه وتقرير مصيره على ارضه ووطنه، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، ومعالجة كافة القضايا التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عبر العقود الماضية وفي مقدمتها قضيتا اللاجئين والقدس وصولاً إلى السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق الى اصحابها وينهي حالة التوتر في المنطقة.
واكد الاردن دعمه لوحدة الشعب الفلسطيني ولجهود تحقيق المصالحة التي تؤسس لوحدة الموقف الفلسطيني، مشددا على أن استمرار اسرائيل في مشاريعها الاستيطانية يقوض مساعي السلام ولا يساعد على بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
واشار ممثل الاردن في هذا الصدد الى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني واتصالاته المختلفة مع قادة العالم والى اللقاءات الثنائية التي استضافها الاردن للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في عمان وبمشاركة من اللجنة الرباعية الدولية، في مسعى للوصول الى ارضية مشتركة لاستئناف المفاوضات من اجل انجاز اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي يجسد رؤية حل الدولتين، ويعالج قضايا الحل النهائي ويفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذات السيادة استناداً الى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما اشار الى رسالة جلالة الملك عبدالله الى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني التابعة للامم المتحدة، والتي اكد فيها اهمية عمل هذه اللجنة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في العديد من المجالات، ومنها ادانة سياسة الاستيطان الاسرائيلية واعمال الحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك ومحاولات التهويد المستمرة للمناطق الفلسطينية خصوصاً القدس الشرقية وافراغها من سكانها العرب مسلمين ومسيحيين.
وجدد الاردن في هذا السياق رفضه وبشكل حازم المساس بباب المغاربة المحاذي للحرم القدسي الشريف في ظل محاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي هدم الباب.
وقال ممثل الاردن في كلمته إن الاردن باعتباره الجهة المسؤولة عن عمليات ترميم المقدسات في القدس قدم تصميماً لليونسكو لحل مشكلة جسر باب المغاربة، كما طلب من اليونسكو اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية التراث العربي والاسلامي في مدينة القدس الشرقية، بشكل عام والبلدة القديمة في القدس بشكل خاص في ظل سياسة التهويد الاسرائيلية.
واشار إلى الوثيقة الاوروبية التي وضعها رؤساء بعثات الاتحاد الاوروبي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية وتم تبنيها من قبل الاتحاد الاوروبي، والتي تتهم اسرائيل فيها بتنفيذ ترانسفير قسري في المنطقة (ج) من الضفة الغربية وفق تصنيفات اوسلو، حيث اشارت الوثيقة إلى أن هذه المنطقة تشكل 62% من مساحة الضفة الغربية ولكن لا يعيش فيها سوي 5ر8% من الفلسطينيين وبحسب الوثيقة فإن سيطرة اسرائيل على هذه المناطق ادت إلى تراجع عدد السكان الفلسطينيين في حين ارتفع عدد المستوطنين فيها من (1200) في العام 1972 إلى نحو (310) الاف مستوطن الآن.
وقال ان هذا الموقف المتطور بالاضافة إلى تأكيد الاتحاد الاوروبي على عدم شرعية الاستيطان الاسرائيلي في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية يستحق الشكر والمتابعة ايضاً لتجسيد هذه الرؤية وتطبيقها على الارض من خلال ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الاسرائيلية واجبارها للاذعان لقرارات الشرعية الدولية.
من جهته أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح اهمية المؤتمر الذي قال إنه يأتي في ظل ظروف صعبة تعيشها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يواجه حربا مفتوحة من قبل اسرائيل.
واشار بهذا الصدد إلى الهجمة الاسرائيلية على مدينة القدس واهلها وعلى البدو الفلسطينيين وإلى انتهاكات اسرائيل في منطقة الاغوار والنقب والمنطقة "ج" والاستيلاء على ملكية الاراضي والتحكم فيها في الضفة الغربية وغيرها وفق مخطط تطهير عرقي وعنصري ممنهج محذرا من ان الممارسات الاسرائيلية ستؤدي إلى العودة بالقضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر.
واشار صبيح في كلمته إلى وكالة الاونروا فقال إنها تواجه وضعا خطيرا، داعيا إلى توفير دعم عربي لها وقال أن الجامعة العربية تسدد نسبة 43ر7 بالمئة من موازنة الوكالة
واكد رئيس وفد دولة فلسطين رئيس المؤتمر الدكتور زكريا الاغا أهمية مواصلة الدعم العربي للقضية الفلسطينية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الدعم المالي لوكالة الاونروا لسد العجز الذي تواجهه والتي ناشدت بضروره توفير 350 مليون دولار لتغطيته ولم يصلها فقط سوى 119 مليون دولار .
وحذر رئيس وفد فلسطين من استمرار عملية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة خاصة في القدس ومواصلة الممارسات الهمجية ضد ابنائها إضافة الى اقتحام المؤسسات الدولية واعتقال النواب الفلسطينيين والامعان في سياسة الاعتقال وهدم البيوت الامر الذي يؤكد أن هذه الحكومة لا تريد اي سلام وانما استسلام لكل مخططاتها.
ويناقش المؤتمر على مدى خمسة ايام مجموعة من الموضوعات المتعلقة باوضاع اللاجئين وقضايا الاستيطان الاسرائيلي والهجرة اليهودية والوضع المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ومستوى الخدمات التي تقدمها للاجئين إضافة الى السياسات الاسرائيلية تجاه القدس المحتلة التي تستهدف المقدسات وتهجير سكانها ومسح معالمها العربية الاسلامية.
وسيقدم الوفد الاردني للمؤتمر تقارير تتعلق بالانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة لا سيما مدينة القدس مثلما تتعلق بالجهود والمواقف الاردنية ازاء عملية السلام وضرورة دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ويقدم وفد الاردن الذي يستضيف اكثر من مليوني لاجىء ونازح فلسطيني تقريرا حول اوضاع اللاجئين الموجودين المخيمات والخدمات المختلفة التي يقدمها الاردن لهم في المجالات المختلفة.
ويشارك في المؤتمر الذي يرفع توصياته الى مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ممثلون عن سورية ولبنان ومصر وفلسطين ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامانة العامة لجامعة الدول العربية.
(بترا)