صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مبادرة ملكية ريادية في تطوير قدرات المجتمع المحلي

 
المدينة نيوز- تعزيز وتحقيق التنمية الشاملة وتلبية الحاجات الفعلية للمواطنين والتوزيع العادل لمكتسبات التنمية على مختلف المحافظات كانت على راس اولويات جلالة الملك عبد الله الثاني منذ تسلمه سلطاته الدستورية.

وجاءت مبادرة انشاء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية كواحدة من بين الرؤى الملكية العديدة التي تتطلع الى الارتقاء بالمواطن واطلاق قدراته في ميادين العلم والمعرفة والعمل عبر طرح العديد من المشروعات والبرامج والانشطة الرياديّة.

في العام 2001 صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانون الصندوق بحيث يعمل بوصفه منظمة غير حكومية تسعى إلى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة ومناطقها والاسهام بدعم الجهود التنمويّة الاجتماعيّة والتعليميّة بإقامة مشروعات وطنيّة تنمويّة تهدف إلى توزيع مكاسب التنمية المستدامة عبر الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني بما يحسّن مستوى معيشة المواطن.

وقال مدير الصندوق طارق عوض لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) ان الصندوق اسس بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال جولاته وزياراته المتكررة لمختلف المحافظات ووقوفه على حاجات المواطنين حيث راى جلالته اهمية الحاجة لوجود جهة أو مؤسسة تعنى بتنمية الانسان عبر استحداث واقامة مشروعات ريادية يستفيد من خدماتها ابناء تلك المناطق .

واوضح ان تلك المشروعات جرى تعزيزها باتاحة فرص تدريبية وتأهيلية تعمل على تعزيز الطاقات الانتاجية لان من بين غايات مشروعات وبرامج الصندوق الاساسية تمكين شرائح اجتماعية على غرار فئات الموظفين والمتقاعدين والطلبة من تحقيق فرص تطوير قدراتهم  بحيث تسعفهم على مواجهة متطلبات الحياة باشكال متعددة من فرص العمل مثلما تتيح ايضا لفئة الطلبة الحصول على منح دراسية عليا في الجامعات المحلية والدولية.

واشار عوض الى ان اكثر من مليون و660 الف مواطن استفادوا من خدمات الصندوق المتنوعة طيلة عشر سنوات موزعين على سائر ارجاء المملكة لافتا الى ان التركيز على قطاع الشباب اثمر عن وجود هيئة شباب كلنا الاردن التي ينضوي تحت مظلتها عشرات الالاف من الشباب والشابات جرى تهيئتهم وتأهيلهم في الكثير من الوان العلم والمعرفة وميادين العمل .

وبين ان الصندوق ركز على اشراك الشباب بعجلة التنمية من خلال ابتعاث الطلبة الى المؤسسات الاكاديمية الاردنية والعالمية في مختلف التخصصات وتمكين وتدريب الشباب ومساعدتهم في توفير مناخ ملائم يساعدهم على الانجاز والابتكار وايضا في تمكين المتقاعدين العسكريين بمهارات تتلاءم ومتطلبات سوق العمل بالاضافة الى دعم مشروعات إنتاجية زراعية ومنزلية مدرة للدخل.

وقال ان الصندوق لا يكلف خزينة الدولة شيئا كونه يقدم مشروعاته وبرامجه التنموية للمجتمع المحلي بدعم وتعاون مع مؤسسات وصناديق محلية وعربية ودولية مثل القطاعات الصناعية والمالية والتجارية .

وساندت جهود جلالة الملك القائمين على الصندوق في تفعيل برامجه ونشرها في ارجاء المملكة حيث استفاد من برامجه الأفراد والمجموعات والشركات والمؤسسات العامة والخاصة ضمن إطار عمل يحقق مبادئ الصندوق المتمثلة في الشفافية والإنتاجية الربحية والاستدامة والتعاون المشترك والتمويل الفعّال.

وسعى الصندوق الى الإسهام في دفع عجلة التنمية من خلال الاستثمار الأمثل لطاقات أبناء الوطن الكامنة وإمكاناتهم وتعزيز إنتاجيتهم بتدريبهم وتأهيلهم ودعم أنشطة الإبداع والتميّز بمختلف أشكالها وصولاً إلى مستوى متميّز في الموارد البشريّة المؤهّلة التي تعدُّ ركيزة أساسيّة من ركائز التنمية المستدامة التي ينشدها الوطن.

وتحقيقاً لرسالة الصندوق النبيلة التي تتمحور أنشطته حول مجالات برامج ومبادرات تنموية غير ربحية اتجه الصندوق إلى دعم برامج التأهيل والتدريب وتمكين قدرات المواطنين للإسهام في تحسين مستوياتهم المعيشية وتشجيع الإبداع والتميز خصوصاً لدى قطاع الشباب وايضا في مجال اقامة مشروعات استثمارية ربحيّة من خلال تاسيس مشروعات إنتاجية ريادية للمواطنين للإسهام في الحدِّ من نسب الفقر والبطالة.

ومن بين أبرز الإنجازات في مجال البرامج والمبادرات غير الربحيّة قال مدير الصندوق جاء إنشاء المراكز المجتمعية لتكنولوجيا المعلومات ومحطات المعرفة وبرنامج تأهيل المتقاعدين العسكريين في مجال تكنولوجيا المعلومات وتمويل المنح الدراسيّة للطلبة المتفوّقين غير المقتدرين في الجامعات الحكومية وايضا تمويل منح للدراسات العليا في جامعات عالمية مرموقة .

ومن بينها كذلك تأهيل الشباب لدخول سوق العمل بتأسيس 19 مكتبا للإرشاد المهني في الجامعات الأردنية ودعم البحث العلمي وإبداعات الشباب عن طريق برنامج دعم مشروعات تخرج الطلبة في مرحلة البكالوريوس وبرنامج دعم تسجيل براءات الاختراع بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير .

ويدعم الصندوق كما اشار عوض مشاركة الشباب في الأنشطة الداخليّة والخارجيّة وفي برامج دولية للتبادل الثقافي والحوار وانشاء 12 مقرا لفروع هيئة شباب كلنا الاردن في محافظات المملكة وإيجاد منبر إعلامي للشباب عبر برامج التلفزيون واستضافة مؤتمرات عالميّة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤتمر البترا للحائزين على جائزة نوبل وتأسيس شركة دعم المشاريع العلمية في الشرق الأوسط التي أطلقها جلالة الملك خلال مؤتمر البترا للحائزين على جائزة نوبل وتاسيس وإدارة جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي التي جاءت بمبادرة من جلالته خلال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط في البحر الميت.

وعلى صعيد المشروعات الاستثمارية جرى انشاء البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة لمساعدة الفقراء تمشيا مع الرؤية الملكية في مكافحة الفقر حيث وفر البنك قروضاً وخدمات مالية صغيرة لقطاعات الدخل المتدني في المجتمع وساعد المستفيدين منها في إنشاء وتكوين أعمال جديدة من اجل تحسين مستواهم المعيشي وتعزيز دخلهم بما يكفل لهم حياة كريمة تنتشلهم من الفقر.

وتاسست شركة منتجات الزيتون المتكاملة التي تركز على المناطق التي تنتشر فيها اشجار الزيتون كمحافظة عجلون بغية المساعدة في تعظيم طاقات وتحقيق ربح من هذه الصناعة المحلية وكان للصندوق دورٍ في إيجاد مشروع زراعي رائد يربط بين القطاعين العام والخاص لإنتاج وتعبئة وتسويق زيت الزيتون محليا وعالميا.

وحقق الصندوق شراكة ناجحة مع الشركة المساهمة الخاصة (روبيكون ) حين ساعد على إيجاد فرص غير مسبوقة للأردنيين في مجال برامج الكمبيوتر والصور المتحركة وكانت الشركة عملت على إيجاد برامج كمبيوتر تعليمية باللغة العربية ذات مستوى دولي، تُستخدم حالياً في مدارسنا كأحد مكونات مبادرة التعليم الأردنية.

وتواصل الشركة عملها في إيجاد أسواق جديدة للمنتجات الأردنية على النطاق العالمي وأبرز هذه المنتجات هي سلسلة من اشتغالات الصور المتحركة التي حظيت بالتوزيع العالمي من قبل كبرى شركات الترفيه وصناعة الافلام بالعالم مثل ستوديوهات (مترو جولدوين ماير الاميركية) حيث يقوم المختصون بالصور المتحركة في روبيكون حالياً بالعمل على المشاركة في إنتاج السلسلة الجديدة لشركة مترو جولدوين ماير والمسماة (النمر الوردي وأصدقاؤه) .

ومع زيادة اقبال العائلة الاردنية على استخدام الإنترنت كما قال عوض فإن محطات المعرفة توفر للمواطنين الذين قد لا تكون لديهم إمكانية جاهزة للوصول إلى أجهزة الكومبيوتر إمكانية تعلّم مهارات التكنولوجيا الأساسية والمرور بتجربة الاقتراب من مزايا العيش في عالم يتواصل من خلال تكنولوجيا المعلومات .

اذ تأسست أول محطة معرفة وفقا لقوله في منطقة الصفاوي قبل عشر سنوات واليوم هناك أكثر من مئة محطة معرفة في أرجاء المملكة اضافة الى عشرات الآلاف من الأردنيين من جميع الأعمار جرى تدريبهم في هذه المرافق بحيث يتعلمون كيفية استعمال الكمبيوتر والاستراتيجيات المتقدمة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز معرفتهم في ميادين العلم والعمل .

وتتيح مبادرة التعليم الأردنية للطلبة فرصة العيش والعمل في اقتصاد عالمي يستند إلى المعرفة ويتميز بالتنافسية الشديدة ومع وجود مئة مدرسة استكشافية الآن في أرجاء المملكة , وغدت المبادرة برنامجاً مُعترفاً به دولياً لإدماج التكنولوجيا في التعليم بطرق تساعد الطلبة على تعلّم المزيد بصورة أسرع ، والخروج بتجربة أوسع في مدى علاقتهم واتصالهم بالعالم من حولهم , وقد أُطلق البرنامج في المنتدى الاقتصادي العالمي العام 2003 باعتباره شراكة تضم القطاعين العام والخاص في المملكة , وأنظمة (سيسكو ) ويُنتظر أن يصبح منهاج التعليم الإلكتروني الطموح الذي أوجدته المبادرة أنموذجاً تعليمياً في المنطقة.

العقيد المتقاعد المهندس محمود الناصر قال انه استفاد من برامج الصندوق بعد تقاعده من القوات المسلحة الاردنية حيث التحق في برنامج تدريبي على كيفية ادارة المشروعات , وحقق طموحه في إطلاق مشروعه الإنتاجي الذي يرتكز على تطوير برامج مبتكرة لمتابعة المركبات والآليات.

وتستهدف برامج الصندوق الطلبة المتفوقين غير المقتدرين ماليا حيث قدم لهم منحا في الجامعات الحكومية بواقع 312 منحة سنوياً، ناهيك عن المنح الخارجية لطلبة الدراسات العليا في أرقى الجامعات العالمية حيث يشير احد المستفيدين من منحة الصندوق  في موضوع الفيزياء النووية التطبيقية لمدة عامين عمر نصير الى ان المنحة ساعدته على تغطية تكاليف المعيشة ومكنته من التفرغ للدراسة كما فتحت امامه افاقا رحبة حيث عمل الصندوق على اشراكه في تقديم اوراق بحثية عالمية ساعدته على الحصول على فرص تدريبية ومنحة دكتوراه في احدى الجامعات المرموقة .

وعلى مستوى بناء قدرات طلبة الجامعات ومواءمة مهاراتهم مع متطلبات سوق العمل عقدت مكاتب التأهيل الوظيفي التابعة للصندوق والمنتشرة في الجامعات الأردنية أكثر من 800 دورة تدريبية استفاد منها حوالي 50 ألف طالب وطالبة، وتمكنت من توفير آلاف الفرص التدريبية وفرص عمل للخريجين بين دائمة ومؤقتة.

وفي مجال البحث العلمي مول الصندوق 130 مشروعا شارك فيها مئات الطلبة،كما وفر نافذة تمويلية تقدم الدعم اللازم لتسجيل براءات الاختراع لعلماء وباحثين أردنيين من بينهم حمزة ابو هواش الذي قال ان الصندوق دعم مشروع تخرجه في موضوع (كاميرات مراقبة ذكية) حيث حصل عنه على منحة لدراسة الماجستير في هندسة الميكاترونيكس من احدى الجامعات في بريطانيا .

وعملت هيئة شباب كلنا الأردن الذراع الشبابي للصندوق على فتح قنوات التواصل بين الشباب في مختلف القطاعات ودمجهم في العمل التطوعي استفاد من برامجها أكثر من 390 ألف شاب وشابة من مختلف محافظات ومناطق المملكة.

كما يقوم الصندوق بإدارة جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي التي تهدف إلى تكريم ودعم الشباب المتميز محليا وعربيا والتي أسهمت بإنشاء وتنفيذ مشروعات ومبادرات تطوعية حققت آثاراً إيجابية ملموسة في المجتمعات المحلية على غرار مبادرة ذكرى التي يشرف عليها الشاب ربيع زريقات والتي تهتم بتنمية وتطوير قدرات شرائح اجتماعية في منطقة غور المزرعة.
 
(بترا)