ورشة عمل في اربد عن تأثير تغير المناخ على الزراعة

المدينة نيوز- اوصت ورشة العمل التي نظمها المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي لمزارعي محافظة اربد اليوم الاثنين في مجمع النقابات المهنية، حول التغير المناخي واثره على الزراعة المحلية بتكثيف الدراسات والابحاث الزراعية وتقوية الاستراتيجيات والقوانين التشريعية للحد من تقلص الرقعة الزراعية في المملكة وتشجيع الزراعة الوطنية وتكيثف الارشاد والتوعية للمزارعين.
وتناولت الورشة التي حضرها 30 مزارعا عدة محاور اهمها، اسباب التغير المناخي ومصادر الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري والتغير المناخي في الاردن واثره على الزراعة في مجالات الانتاج النباتي والحيواني والغابات والمياه وانعكاس ذلك على هذه الميادين، وما آلت اليه الاوضاع من شح مصادر المياه وتصحر الاراضي الزراعية وانقلاب مواعيد هطول الامطار وبالتالي تأثير ذلك على مواسم الانتاج والحصاد .
وقال الباحث الدكتور خليل جمجوم من المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي، ان الاردن تأثر بموجة التغير المناخي وما يزال يتأثر، مشيرا الى دلائل ذلك والمتمثلة بجفاف مياه واحة الازرق وتناقص مياه البحر الميت وموت العديد من الشعاب المرجانية وتناقص اعدادها في خليج العقبة اضافة الى اتفاء العديد من الكائنات البحرية وغطاء التنوع النباتي ونوعية التربة .
وبين ان كميات الامطار التي تهطل على الاردن في تناقص مستمر مشيرا ان دراسات الارصاد الجوية التي اجريت في 19 محطة رصدية في الفترة 1960- 2005 بينت ان معدل الامطار انخفض بنسبة 5-20 درجة مئوية في 13 محطة .
فيما ارتفعت الحرارة الصغرى والحرارة الكبرى عن السابق الى جانب انخفاض الايام الممطرة على مدار السنة بمعدل 3-10 في المائة.
وعرض جمجوم لمظاهر التغير المناخي من طبيعية مثل درجات الحرارة ومعدل الامطار والفياضانات والاعاصير وفترات الجفاف الطويلة وموجات الحر الشديدة والمساحات الجليدية ومستوى سطج البحر في حين تكمن الاسباب البشرية في مخرجات الثورة الصناعية والعمرانية واقتلاع الغابات .
وتحدث الدكتور نظمي حسين من المركز عن فوائد الغابات للطبعية موضحا انها عبارة عن مصانع طبيعية وضخمة لتنقية الجو وتلطيف المناخ وتحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كيماوية بامتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون وطلاق الاكسجين .
ودعا الى الاهتمام بغرس الاشجار وزيادة المساحة الخضراء والمحافظة على الغابات لتنقية الهواء والتخفيف من التلوث محذرا من القطع الجائر للاشجار وتناقص الغالبات في المشال اذ تراجعت من عام 1956 ولغاية 1987 بنسبة 38 في المائة.
وبينت الباحثة الدكتورة نادرة الجوهري كيف يمكن للمزارعين التأقلم والتكيف مع التغير المناخي عند زراعة المحاصيل عبر زراعة الانواع والاصناف الاكثر قدرة على تحمل الحرارة المرتفعة والمتحملة للجفاف والملوحة واستعمال انظمة الري بالتنقيط والرذاذ وزراعة المحاصيل في المواعيد الملائمة بناء على التغيرات المناخية الجوية المحيطة اضافة الى التوجه نحو الزراعة العضوية والزراعات البيئية والمتكاملة والحصاد المائي .
وعرضت الباحثة الدكتورة مها السيوف لمخاطر التغيرالمناخي المسببة للفقر والتي تؤثر على مختلف مناحي الحياة مثل نقص مياه الشرب وتراجع خصوبة التربة وتراجع الناتج البحري من الامساك وارتقافع تكلفة الانتاج الزراعي وانتشارالامراض والمجاعات والهجرات مؤكدة على اهمية التمسك بالارض واستغلالها بانتاج المحاصيل ذات الطلب وبالتكلفة المناسبة .
وجرى نقاش مستفيض حول موضوع الورشة .
(بترا)