مدارس المزارعين الحقلية قصة نجاح تندرج تحت مسمى مشروع المكافحة المتكاملة للافات

المدينة نيوز -: ينفذ المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي مشروع المدارس الحقلية للمزارعين الذي يندرج تحت مسمى المشروع الاقليمي للمكافحة المتكاملة للآفات في دول الشرق بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) وبتمويل من الحكومة الايطالية.
ويهدف المشروع الذي تشارك فيه عشر دول عربية واقليمية الى الاسهام في تحقيق الامن الغذائي من خلال تشجيع إدخال واعتماد استراتيجيات الإدارة المتكاملة للآفات وفقا لظروف النظام البيئي الزراعي المحلي للمحاصيل وذلك باتباع منهجية مدارس المزراعين الحقلية التي تعتبر وسيلة ارشادية تعتمد على التدريب الحقلي على مدار الموسم وتتابع بها النشاطات حسب مراحل تطور ونمو المحصول للوصول الى ارشاد يعتمد على نقل المعلومة الارشادية بشكل اسرع ولأكبر عدد ممكن من المزراعين بالاضافة الى تعزيز الانتاج المستدام للمحاصيل والحد من استخدام المبيدات والاسمدة.
وقال مدير عام المركز الدكتور فيصل عواوده لـ ( بترا ) ان اهمية المشروع الذي بدأ تطبيقه على المستوى الوطني تكمن في انه يعمل على تعزيز التكيف المحلي مع آليات الادارة المتكاملة للمحاصيل والمنتجات الزراعية المحلية وذلك للوصول الى زراعة محصول سليم وصحي من خلال مراقبة الحقول باستمرار وبشكل منتظم، وحماية الاعداء الحيوية للآفات التي يمكن ان تهدد المحاصيل، والمحافظة قدر الامكان على الموارد المحلية المتاحة وتعزيزها، فضلا عن المساعدة في التقليل من استخدام المواد الكيماوية من اسمدة ومبيدات وزيادة معرفة المزارعين بتقنيات الادارة لحقولهم ومحاصيلهم ورفع مستوى قدرتهم على اتخاذ القرار الصحيح والمناسب وتحويلهم الى خبراء محليين قادرين على ادارة محاصيلهم.
واشار الى ان المشروع يساهم في تحقيق الامن الغذائي عن طريق بناء القدرات وتعزيز نهج مدارس المزارعين الحقلية الخاصة بالادارة المتكاملة للآفات وحماية النظم البيئية المحلية بالاضافة الى تطوير استراتيجية شاملة لتعزيز الادارة المتكاملة للآفات وترشيد استخدام المبيدات ، وكذلك تحسين فرص وصول هذه المنتجات الى الاسواق المحلية والخارجية والتركيز على تبادل المعلومات والخبرات بين المزارعين انفسهم والفنيين، فضلا عن تحفيز الاجراءات التشاركية بين المجتمعات الزراعية المحلية وذلك ضمن منظومة توعوية تعمل على رفع الواقع الاقتصادي للمزارعين المشاركين مع التركيز على زيادة الوعي البيئي لديهم.
من جانبه اكد منسق المشروع المهندس اشرف الحوامدة ان المشروع انشأ اكثر من 170 مدرسة حقلية على المستوى الوطني منذ بدايته عام 2004 حيث دربت اكثر من 2400 مزارع ومزارعة على مختلف التقنات المستخدمة في تحسين ورفع انتاجية محاصيلهم، كما عمل على زيادة وعي المزارعين المستهدفين باهمية النظام البيئي الزراعي ومبادئ تحليله من خلال المراقبة والاستكشاف كوسيلة لاتخاذ قرار التدخل عند الضرورة.
وقال ان المشروع شجع على تحسين فكرة التواصل وتبادل المعلومات بين المزارعين وروح المشاركة في عملية اتخاذ القرارات، ما ادى الى تقوية العلاقات بين المجتمعات المحلية .
واشار الى ان مزارعي منطقة غور الصافي التي تعد من اهم المناطق التي عمل فيها المشروع تمكنوا من تقليل الكلفة الانتاجية للبندورة بنسبة وصلت الى 25 بالمئة من خلال تقليل عدد رشات المبيدات على هذا المحصول من 9 الى 4 مرات وتقليل استخدام الاسمدة بنسبة 45بالمئة .
وكنتيجة لهذه الانجازات فقد صمم المركز الوطني شعارا خاصا لمنتج البندورة لمصلحة مزارعي غور الصافي سعياً لتأسيس جمعية تعاونية تعنى بانتاج البندورة في منطقتهم واعتماد هذه الشعار لتمييز منتجهم عن غيره من منتجات البندورة في الاردن. حيث تأتي هذه الخطوه تشجيعاً للمزارعين الاخرين على مستوى الاردن للسير باتجاه تحقيق الاهداف المرجوة من هذا المشروع. كما تم الاتفاق على مراقبة ومتابعة هذه المنتوجات للتأكد من خلوها من المبيدات من قبل وزارة الزراعة ومختبراتها.(بترا)