مبادرة الوئام بين الاديان نموذج هاشمي لعالم تسوده المحبة والسلام والتسامح

 المدينة نيوز- جاءت مبادرة الوئام بين الاديان التي اطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني امام الجمعية العامة للامم المتحدة في العشرين من تشرين الاول من العام 2010 ترجمة لنهج وطني اخطته القيادة الهاشمية لاثراء مسيرة المجتمع الانساني وعلاقاته القائمة على السلام والعدل واحترام الحقوق .

" ان دعوة المملكة الدائمة الى الاعتدال واحترام الاخر ترجمت في عدة مبادرات ملكية بدأت برسالة عمان ثم كلمة سواء وليس اخرها المبادرة المتعلقة باسبوع الوئام بين الاديان " كما يقول علماء ورجال دين لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) .

يقول وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد السلام العبادي ان هذه الفكرة الجليلة كانت بمبادرة من جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه الذي القاه امام الجمعية العامة للامم المتحدة تحقيقا لمعان كبيرة يقدمها ديننا الاسلامي العظيم في دعوته الى الخير والمصلحة وتحقيق ما يوفر للناس من الامن والطمأنينة والسلام القائم على العدل واحترام الحقوق .

ويشير الى ان الامم المتحدة تبنت هذه المبادرة التي اصبحت اسبوعا على المستوى الدولي اثر الكلمة التي القاها سمو الامير غازي بن محمد المستشار الشخصي لجلالة الملك في جلسة لاحقة وقد شارك في تقديم هذه المبادرة مع الاردن العديد من الدول لقناعاتها بجدواها العظيمة واثرها على التعاون الانساني الدولي بما يحقق خير الانسانية. ويوضح الوزير انه اصبح من التقاليد التي رسختها موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة ان يقام في مطلع شهر شباط من كل سنة اسبوع كامل للحديث عن ابعاد تحقيق الوئام بين اتباع الاديان وبطريقة تثري مسيرة المجتمع الانساني وعلاقاته القائمة على السلام والعدل واحترام الحقوق وبناء علاقات جيدة في كل افاق التعاون الممكنة .

ويقول الدكتور العبادي ان هذه الدعوة من الناحية الاسلامية البحتة لها اصولها وقواعدها واسسها في الشريعة الاسلامية , وفي قوله سبحانه وتعالى في الاية 8 من سورة الممتحنة :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين } .

ويضيف ان هذه الاية تدعو بكل وضوح الى البر والتعاون بعدل مع الاخر وتكمل الاية لتشير الى ان الذي يمنع البر هو المقاتلة في الدين والاخراج من الديار حيث يقول الله سبحانه وتعالى في الاية التاسعة من نفس السورة "{ انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم } ثم تدعو الايات الكريمة الى حسن الحوار وسلامة المجادلة مع الاخر بهدف تحقيق الخير للجميع يقول الله سبحانه وتعالى :"{ ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن } .

ويشير الى اهتمام وزارة الاوقاف في كل عام بهذا الاسبوع حيث تعقد الندوات المتخصصة وتقيم اللقاءات الواسعة في مختلف مديريات الاوقاف بمشاركة العلماء من الجانب الاسلامي ورجال الدين من الجانب المسيحي لابراز هذه المعاني لعامة ابناء المجتمع بطريقة علمية وموضوعية وفاعلة ومؤثرة .

ويقول الدكتور العبادي انه في غمرة احتفالات المملكة بعيد ميلاد قائد الوطن وذكرى الوفاء والبيعة وترجمة لاهداف هذه المبادرة الجليلة تعقد الوزارة غدا الخميس ندوة علمية متخصصة ومهرجانا خطابيا حول موضوع الوئام بين الاديان للحديث في كل افاق هذا الموضوع وابعاده وانعكاساته على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في المملكة وعلى مستوى التعاون في مجالات الخير والمصلحة على مستوى الوطن وفي مواجهة التحديات الكبيرة التي تتعرض لها الامة وبخاصة في المدينة المقدسة القدس . مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور كامل ابو جابر يقول ان مبادرة الوئام بين الاديان التي اطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني هي الثالثة التي يتبناها جلالته منذ تسلمه مقاليد الحكم في موضوع الحوار والتعايش بين الاديان .

ويشير الى ان اول فكرة تبناها جلالته كانت رسالة عمان الهادفة الى توضيح صورة الاسلام السمحة تبعتها مبادرة كلمة سواء الهادفة الى التركيز على احترام الآخر والداعية الى السلام والتعايش ثم جاءت مبادرة جلالته باقامة اسبوع عالمي للوئام بين جميع الأديان والمعتقدات التي وافقت عليها وتبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويبين الدكتور ابو جابر ان هذه الافكار الثلاثة تشكل الفكر الاردني في موضوع الحوار والتعايش بين الاديان .

ويشير الى ان المعهد سيعقد ندوة في الاسبوع الاول من شهر شباط الحالي بالتعاون مع منتدى الفكر العربي حول مبادرة اسبوع الوئام بين الاديان مبينا ان المملكة تعتبر نموذجا للتعايش الديني .

عميد كلية الدعوة واصول الدين في جامعة العلوم الاسلامية الدكتور زياد عواد ابو حماد يقول ان المبادرة التي اطلقها عميد الهاشميين جلالة الملك عبدالله الثاني وتبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة ، ليست غريبة عن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين حملوا همّ الامة والبشرية ، مسؤولية دينية واخلاقية ، منطلقين من تعاليم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بالتعايش السلمي بين جميع افراد البشرية بغض النظر عن دياناتهم او جنسياتهم او الوانهم او افكارهم .

ويشير الى قوله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات:" يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " والى قوله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء " ولقد كرمنا بني آدم " .

ويقول الدكتور ابو حماد ان هذا التكريم الرباني للانسان يجب ان يقابل بتكريم الانسان لاخيه الانسان واحترامه وتقديره ، موضحا ان حرية التدين والاعتقاد مكفولة للانسان بما لا يضر بالآخرين حيث قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة " لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ".

ويبين ان الناظر لهذا البلد , بلد الهاشميين يرى كيف يتعايش اهل الاديان , فالمسلم والمسيحي فيه يتزاورون في جميع مناسباتهم , في اتراحهم وافراحهم واعيادهم ، لا تكاد تفرق بينهم من حيث العادات والتقاليد ، بلد المساجد فيها آمنة ، والكنائس محمية ، والمعتقد محترم ومصون ومقدر عند الجميع .

ويقول ان اسبوع الوئام يُراد له ان يعمم النموذج الهاشمي في هذا البلد , على العالم كله ليصبح عالما تسوده المحبة الانسانية واحترام الذات البشرية بعيدا عن الارهاب والقتل والدماء .

عضو مبادرة الوئام بين الاديان العين الدكتورة نوال الفاعوري تقول ان مبادرة الوئام بين الاديان والتي تجمع عددا من القيادات الدينية الاسلامية والمسيحية بالاضافة الى المهتمين بالشأن العام والحفاظ على المودة والوئام بين اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية امر في غاية الاهمية لانها تعمل على ادامة الحوار والتفاهم والتواصل.

وتبين ان المسلمين والمسيحيين في الاردن تعايشوا منذ زمن بعيد في تواصل وانسجام ووئام تام مشيرة الى ان الدستور الاردني ساوى بين المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن العرق والدين .

وتقول ان التعايش المتناغم بين الديانتين الاسلامية والمسيحية في هذه المنطقة موجود منذ الفتح الاسلامي واندحار الاحتلال الروماني , لان الاسلام كرم الانسان وشرفه لكونه انسانا , لقوله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء:" ولقد كرمنا بني ادم" .

وتشير الدكتورة الفاعوري الى ان الاسلام يحافظ على حقوق الانسان غير المسلم كما الانسان المسلم ويحافظ على أمن غير المسلم في المجتمع الاسلامي في النفس والمال والعرض ويوفر له الحرية في معتقداته, يقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة "لا اكراه في الدين". وتقول ان رسالة عمان جاءت لتبين الافاق الرحبة لامكانية تعايش المسلمين وغيرهم من الاديان في حدود مصالح المجتمع والمواطنين بشكل عام , وهذه العلاقة بالطبع تقتضي المعاملة بالمثل والعدل والمساواة للجميع .

مطران الروم الكاثوليك ياسر عياش يقول : نحن في هذه الايام بحاجة الى هذه المبادرة التي تعنى بحوار الاديان وبحاجة الى السلام والمحبة والتسامح وروح التعايش .

ويضيف ان مبادرة الوئام هي بمثابة دعوة لان يجسد كل انسان اينما وجد ومن اي دين , المفاهيم والقيم الدينية والاخلاقية والانسانية في حياته اليومية .

( بترا )