مطالبة بتنفيذ حملة وطنية لانقاذ اشجار البلوط من الانقراض

المدينة نيوز- طالب مواطنون ومهندسون زراعيون في لواءي الطيبة والوسطية بمحافظة اربد وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية بحماية الغابات والبيئة والطبيعة بتنفيذ حملة وطنية ودولية لمكافحة حشرة حفار الساق التي تهدد اشجار المنطقة الحرجية وبخاصة الملول (البلوط).
وقالوا انها اصابت حاليا ما نسبته 60 - 70 بالمئة من الرقعة الحرجية في المحافظة مشكلة خطرا يحتاج الى مواجهته فورا .
واكدوا اصابة اشجار المنطقة بالحشرة محذرين من التهاون مع اثارها المدمرة والتي ستؤدي خلال فترة بسيطة في حال عدم المكافحة الجادة والسريعة الى موت اعداد كبيرة من اشجار الملول (البلوط) المعمرة والبالغ عددها نحو 100 الف شجرة.
وقال المهندس مازن الكيلاني من المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي بالطيبة ان حفار الساق ذا القرنين والبالغ طول الحشرة 5-7 سم اصاب لغاية اليوم قرابة 17 الف شجرة، موضحا انه تمت مكافحة جزء بسيط من الحشرات، الا انها غير مجدية ، الامر الذي يهدد اشجار البلوط في لواء الطيبة بالانقراض مشيرا الى ان اعلى نسبة اصابة للاشجار باللواء كانت في منطقة زبدة .
واوضح لـ (بترا) ان شعبة الحراج في مديرية زراعة الطيبة عالجت الاشجار المصابة بالمبيدات الحشرية وقلمت بعض الاشجار المصابة وحرقت بقايا التقليم الا ان الامر غير كافٍ برأيه لارتفاع نسبة الاصابة وخطورتها وانتشارها على مساحات واسعة .
وحذر رئيس شعبة حراج لواء الوسطية الباحث المهندس محمد الجراح من خطورة اصابة اشجار الملول بحفار الساق الذي يترك على ساق الشجرة المصابة فتحات عديدة ما يصعب مكافحتها .
وبين انها انتشرت في اشجار الملول بطريقة تدريجية اذ بدأت عام 2009- 2010 بسبب تقلبات المناخ وشح الامطار وتعرض الاشجار للجفاف، لافتا الى ان شعبة الحراج كافحت الحشرة خلال العام الماضي بالمبيدات الحشرية الغازية بالحقن في منطقة مندح حيث تم حقن 3200 شجرة على مساحة 320 دونما .
واستطرد : ان النتائج كانت في غير المستوى المطلوب لوجود ثقوب عديدة على سيقان الشجرة مبينا ان طريقة العلاج مكلفة وتشكل خطورة على الطيور وخاصة نقار الخشب وابو زريق اللذين يعدان العدو الرئيس لحفار الساق .
وطالب الجراح باستعمال طريقة مكافحة تكون ذات كفاءة عالية وتحتاج الى جهود وطنية كبيرة وربما الى جهود دولية لاجراء عملية المكافحة في وقت واحد تمنع الحشرة الهروب من موقع الى اخر .
واضاف انه اطلع على عملية مكافحة هذه الحشرة في لبنان بمنطقة الباروك موضحا انها تمت عبر عمل احواض على جذور الشجر بالاحجار ثم يتم وضع الاتربة داخل الاحواض لتجميع الامطار او المياه والرطوبة حول ساق الشجرة لتصبح مسقطا مائيا الى جانب اغلاق كل الفتحات على ساق الشجرة بخلطة الاسمنت والرمل بهدف القضاء على دودة الحفار وبيوضها ويرقاتها .
ودعا الجراح الى تكاتف جهود كل المؤسسات العامة والخاصة لتوفير العلاجات والايدي العاملة والاليات من خلال اعتماد خطة مكافحة طويلة الامد لانقاذ غاباتنا، موضحا انه يمكن الاستعانة بافراد القوات المسحلة او المدارس او أي جهة تبدي اهتمامها وتعاونها للمحافظة على ثروتنا البيئية والجمالية لغاباتنا .
وأكد مدير عام المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي الدكتور فيصل عواودة اهمية معالجة اصابات اشجار الملول والمحافظة على الثروة الحرجية لما لها من اهمية في المحافظة على استقرار المناخ وتشكل الامطار وتلطيف الطقس .
وابدى استعداد المركز للمشاركة الى جانب وزارة الزراعة والجهات المعنية في تنظيم حملة المكافحة من خلال تقديم الدعم الفني عبر توجيه باحثيه ومهندسيه وعماله للمساهمة في المحافظة على غاباتنا وغطائنا الاخضر .
ودعا مدير مديرية الحراج في وزراة الزراعة المهندس محمد الشرمان الى تكاتف الجهود ومواصلة مكافحة حفار الساق والتي بدأت من خلال تشكيل لجان فنية العام الماضي لمكافحة هذه الآفة، مبينا ان حفار الساق انتشر ايضا في غابات بني كنانة والكورة وغيرها .
وبين ان المديرية بالتعاون مع منظمة (الفاو ) وضعت خطة مكافحة تعتمد على علاج الحالات المستفحلة والمصابة بالحقن والتقليم الفني ، مشيرا الى انه تم طلب المخصصات اللازمة في موازنة العام الحالي للمكافحة والحفاظ على الثروة الحرجية .
وقال ان اللجان الفنية التي شكلت لمتابعة اوضاع الحراج اجرت اعمال التقنيب الفني خلال العام الماضي في بعض المواقع للتخفيف من المجموع الخضري والاصابة في لواء الطيبة .
(بترا)