اختتام ورشة اقليمية حول الالتزام الضريبي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي
المدينة نيوز- اختتمت ورشة العمل الخاصة بالالتزام الضريبي التي نظمها المركز الإقليمي للمساعدة الفنية للشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي أعمالها الأربعاء في منطقة البحر الميت والتي شارك فيها خبراء من11 دولة عربية إلى جانب خبراء أجانب في المجال الضريبي.
وبين مدير عام دائرة الموازنة موسى الموازرة، الذي افتتح الورشة، "كانت فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الدول العربية الشقيقة في مجال الالتزام الضريبي والاستفادة من تلك التجارب ومن أوراق العمل المتخصصة في مجال الالتزام الضريبي التي تم تقديمها من الوفود الشقيقة المشاركة".
وبين في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الالتزام الضريبي في جميع دول العالم يعتمد على سياسات الدولة وتشريعاتها وعلى العامل الأخلاقي والقيم الاجتماعية لدى الأفراد المكلفين، حاله حال القوانين الأخرى سواء أكان هذا الالتزام طوعيا أو قسريا.
واوضح أن الالتزام الطوعي يحكمه الجانب الأخلاقي والاجتماعي أو تحقيق أهداف ومنافع شخصية في حين إن الالتزام ألقسري هو نتيجة شدة العقوبات ورقابة المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني للمكلف المخالف والنظرة السلبية تجاهه.
وأضاف أن تضمين تشريعات الدولة بتجريم ومعاقبة كل المتهربين وغير الملتزمين وصولا إلى أن الالتزام الضريبي حق مقدس للوطن والمواطن ستجبر الأفراد على الالتزام بدفع الضرائب وعدم اللجوء إلى التهرب والتحايل على القانون وتقديم الإقرارات في مواعيدها المحددة.
وأشار الموازرة إلى أن عدم الالتزام هو انتهاك للقانون وسلب للحق بالقوة من خلال التحايل الضريبي والتحايل يكون من أجل تحقيق دخل أكبر، وكلما شعر المتحايل بالخوف من أن يتم اكتشافه والقبض عليه، كانت العقوبة المتوقّعة أعلى، وفي حال وجود ضوابط رخوة نسبيا، وعقوبات أقل، تكثر عمليات الانتحال ولا تقل.
وأوضح أن الالتزام بدفع الضريبة والخوف من عواقب فرض العقوبات لا بد من أن يتم ضبطه عن طريق الأنماط والقواعد النابعة من ضمير الفرد، أو المبادئ الدينية.
وأكد أن مصداقية الالتزام الضريبي في الأردن لدى عدد كبير من المكلفين وخاصة الكبار هو "عقد ضريبة سيكولوجي" يلتزم به كل مكلّف بالضريبة تجاه الحكومة، وينشأ عن مثل هذا العقد حقوق والتزامات على لكلا الجانبين: حيث يتوقّع المكلفون مقابل دفعهم الضريبة تزويدهم بالمنافع العامة.
وقال "إذا لم تتناسب علاقة (السعر بالخدمة) من وجهة نظر المكلّف بالضريبة، عندها تزداد دوافع التحايل والتجنب. إلا أن إتباع سياسة حكومية رشيدة وعادلة، سيعمق علاقة المكلّف بالضريبة وكلما لقي المواطنون تعاملاً أكثر احتراماً من قبل المسؤولين الحكوميين، تحسّنت تعاملاتهم للالتزام بالضريبة ودفعها طوعا".
وبين الموازرة انه كلما كانت المنافع العامة أفضل قياسا بقدر حجم الضرائب المفروضة، ازداد التزام المواطنين من خلال تعاملهم مع الحكومة، وبالتالي سيُقدمون على دفع الضريبة الملزمين بها.
من جهته، أشادت منال الأسير من المركز الإقليمي للمساعدة الفنية في الشرق الأوسط التابع لصندوق النقد الدولي بالدور الذي قامت به دائرة ضريبة الدخل والمبيعات في استضافة الورشة وتقديم جميع التسهيلات لضمان نجاحها كما وشكرت الوفود المشاركة على دورهم ومشاركتهم ونقاشاتهم التي أثرت هذه الورشة.
وبينت أن الورشة كانت فرصة لتبادل الخبرات لمواجهة كافة التحديات في إدارة وتصميم خطط الالتزام الضريبي الحديث المواكب لأحدث التطورات على الساحات المحلية والإقليمية والدولية.
وقالت إن الورشة سعت إلى وضع وبناء نموذج التزام ضريبي يهدف إلى ايجاد توازن بين تقديم أفضل الخدمات الضريبية للمكلفين، تؤدي إلى زيادة التزامهم الضريبي، وبين التنفيذ الجبري المبني على المخاطر.
وتمنت أن تساهم هذه الورشة في بناء نموذج للالتزام الضريبي محدث لدى الإدارات الضريبية المشاركة والذي يؤدي في النهاية إلى تقديم خدمات أفضل وتحصيل ضريبي اقوي.
كما أشاد رئيس الوفد المصري رئيس مصلحة الضرائب المصرية احمد رفعت بالورشة والفائدة المتبادلة من الخبرات بين الوفود حيث جرى فيها مناقشات مهمة مع الوفود المشاركة خاصة الوفود الأردنية واللبنانية والعراقية وتحديدا المشكلات التي تتشابه مع بعض الأنشطة مثل نشاط الدروس الخصوصية وغيرها.
وكان رفعت قدم ورقة عمل باسم الوفد المصري حول التجربة المصرية في مجال الالتزام الطوعي والتخطيط الضريبي واحدث المستجدات في قانون الضرائب المصري لمواجهة الأحداث الجارية لتحفيز دافعي الضرائب المصريين في المشاركة في دعم موازنة مصر كما وعرضت الورقة تجربة مصر المحاسبة في مجال البترول والشركات الأجنبية غير المقيمة.
وعبر رئيس مصلحة الضرائب المصرية عن شكر وامتنان جمهورية مصر العربية لكل من صندوق النقد الدولي (المركز الإقليمي للمساعدة الفنية للشرق الأوسط) ولدائرة ضريبة الدخل والمبيعات الأردنية عن دقة التنظيم واختيار الموضوعات وكرم الضيافة، وضم الوفد المصري محمد طارق رئيس مركز كبار الممولين في مصلحة الضرائب المصرية.
وقال مدير إدارة الإيرادات العامة والضرائب في وزارة الاقتصاد والمالية في دولة قطر مفتاح قاسم المفتاح "اتقدم بالشكر الجزيل لإدارة دائرة ضريبة الدخل والمبيعات في الأردن الشقيق على حسن التنظيم وكرم الضيافة وكذلك للمسؤولين في المركز الإقليمي للشرق الأوسط للمساعدة الفنية التابع لصندوق النقد الدولي على أهمية اختيار موضوع الحلقة وورشة العمل (الالتزام الضريبي).
وأضاف انه ومن خلال هذه الورشة تم الاطلاع على مفاهيم وتنظيم معايير الالتزام الضريبي والاستفادة من خبرات بعض الدول العربية والمتطورة الأمر الذي أدى إلى مزيد من الفهم والوضوح "ونحن في دولة قطر يسعدنا أن نستفيد من تجارب الآخرين وتطبيقاها في دولة قطر والاستفادة من هذه التجارب، متمنياً للجميع التوفيق.
وقال الوكيل المساعد لمصلحة الضرائب اليمنية للشؤون الفنية طارق البراق أن أهمية الورشة تأتي، من خلال الاطلاع على تجارب الدول والاستفادة من الخبرات وتبادلها في القضايا الضريبية الحيوية وأفضل الممارسات الدولية المطبقة بشأنها.
وقال "نجدها مناسبة طيبة لان نرفع أجمل التهاني واصدق التبريكات إلى جلالة الملك عبدالله الثاني في ذكرى يوم ميلاده الميمون أعاده الله وجلالته ينعم بموفور الصحة والعافية والأردن وشعبه أكثر ازدهارا وتقدما بقيادته الحكيمة".
(بترا)
