الاوقاف تحتفل بالأسبوع العالمي للوئام بين الاديان
المدينة نيوز-احتفلت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في قاعة المؤتمر الكبرى بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الخميس بالأسبوع العالمي للوئام بين الأديان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام استجابة لمبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي في كلمة له في الحفل أهمية الاحتفال بهذه المناسبة، مشيرا الى ان الشريعة الاسلامية جاءت جامعة وشاملة لكل مناحي الحياة كما نظمت الواقع الانساني للبشرية جمعاء وأكدت ان الخروج عن جادة الحكمة والمصلحة يعد مفسدة وهو ليس من الشريعة في شيء.
وأشار الى قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا".
وأضاف لقد أكد الاسلام على وحدة الجنس البشري وان الاختلاف بين الشعوب يجب ان يكون للتعارف والتعاون وأن الناس متساوون في الحقوق والواجبات لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على اسود الا بالتقوى، مشيرا الى قوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
كما اكد الاسلام على حق الإنسان في الحياة والكرامة والحرية دون النظر الى لونه او جنسه او دينه وأنه لا يجوز للإنسان أن يعرض نفسه للهلاك او أن يتهاون في العناية بنفسه وصحته، لافتا الى قوله تعالى "ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما".
وقال ان الاصل في علاقة المسلمين بغيرهم هو السلم وبالتالي يجب التعامل مع غير المسلمين بالإحسان والالتزام بمبادئ الرحمة والعدالة، مشيرا الى قوله تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليه ان الله يحب المقسطين".
وبين ان الاسلام سجل في هذا الاطار سبقا وتميزا على ما يعرف بالقانون الانساني الدولي الذي يحدد حقوق ضحايا النزاعات المسلحة وشروط استخدام القوة واقتصارها على المقاتلين.
وأوضح ان المسلمين مطالبون بتعميق العلاقة مع غير المسلمين والاستفادة منها لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية خاصة ان أعداء الاسلام يسعون لتشويه صورة الإسلام أمام المجتمعات الانسانية من غير المسلمين للحد من انتشاره من خلال اثارة الشبهات والطعنات التي لا تمت الى واقع الاسلام بصلة.
من جهته اكد مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور كامل أبوجابر أهمية الاحتفال بالاسبوع العالمي للوئام بين الأديان، مشيرا الى ان الأردن يشكل نموذجا للاعتدال والوسطية والتسامح.
وقال انه لا توجد مقارنة بين هذه الرحابة وسعة الصدر مع حضارة الغرب التي لم تعرف يوما التعددية التي عرفتها حضارتنا العربية والاسلامية التي تؤكد دوما انه لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى بحيث نجد في بلدنا الاردن المسلم والمسيحي والعربي والكردي والشيشاني والشركسي والارمني جنبا الى جنب يتفيأون ظلال هذه الحضارة العظيمة بجميع أطيافها ومللها.
وأضاف لقد انطلقت من هذا البلد رسالة عمان العظيمة التي تذكر بالمعاني النبيلة والقيم السامية للدين الاسلامي، كما انطلقت من هنا مبادرة (كلمة سواء) بمباركة ملكية من جلالة الملك عبدالله للحوار والتفاهم والتعاون الاسلامي المسيحي.
من جهته رفض رئيس جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور ناصر أبوالبصل فكرة الإكراه في الدين، مؤكدا اهمية تبني مجموعة من المبادئ والقواعد الناظمة للحياة الانسانية خاصة فيما يتعلق بتكريس مفاهيم الحوار والحرية الدينية واحترام كرامة الانسان والعدل.
وقال ان اطلاق مبادرة اسبوع الوئام بين الاديان تشكل دعوة صريحة لمواجهة ثقافة الكراهية وتصحيح الصورة النمطية المغلوطة عن الاسلام كما انها تسهم في ردم الفجوة بين الشرق والغرب ودليلا قاطعا عن حسن نية الامة الاسلامية ومقصدها.
وقال مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد ان الوئام الديني هو تقاسم روحي وأخلاقي يؤسس لمجتمعات أفضل وهو ليس وليد مساومة يقبلها الفكر او العقل او الدين بل هو اعتراف موضوعي وصادق بوجود الانسان واحترام التباين الذي يميز البشرية.
واضاف "هذه عمان الداعمة لفضاءات الحوار وآفاقه على الانسانية وهي تجسد الصورة الصادقة لأصالتنا وحداثتنا الواعية والرزينة في مزيج اردني فريد دعمه فكر الملك عبدالله الثاني وانسانيته ويتسع لمنظومة رائعة من القيم التي تحقق التعايش والوئام بين أتباع الاديان والحضارات.
وقال المفكر الدكتور حمدي مراد إن الاردن بقيادته الهاشمية التي ينتهي نسبها الشريف بآل البيت الاطهار حمل رسالة الاسلام بوسطيتها واعتدالها وهي رسالة تؤكد على وحدة الانسانية على أساس من المحبة والتعاون ومنهاج الخير.
واضاف لقد سطر الهاشميون على مر التاريخ دروسا في الحكمة والانسانية وعلمت هذه المنهجية قادة الفكر والرأي كيف يجب أن يكون المجتمع الانساني أسرة متحابة متعاونة لما فيه خير البشرية جمعاء.
وحضر الحفل عدد من المسؤولين وعلماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي وسفراء الدول العربية والاسلامية. (بترا)