الاردنيون فرحوا بجود السماء فزادوا بالعمل والعطاء

المدينة نيوز - تجلت طباع الاردنيين وما يتصفون به من نخوة وعزة واباء بشكل لافت خلال الظروف الجوية الاخيرة , وكان تنسيق جهود المؤسسات العامة وتعاون ابناء المجتمع مع بعضهم ترجمة حقيقية لمعاني الانتماء وحب الوطن بالعمل والعطاء .
رجال الامن العام والدفاع المدني وعمال الوطن والاطباء والممرضون والاشغال العامة وعمال البلديات والصحفيون والاعلاميون واصحاب المخابز مرورا بالسائقين وموزعي المحروقات ، وليس انتهاء بالشباب والاطفال الذين كانوا يعاونون كبار السن ، الجميع بلا استثناء كانوا على قلب انسان واحد فرحين مطمئنين يحمدون الله تعالى على فضله وعظيم ما منّ به سبحانه على الوطن من خير وعطاء .
الناس في الازمات والظروف الاستثنائية يكونون اكثر قربا وصبرا وعطاء ، وطبع الاردنيين وما يتميزون به من نخوة وعزة واباء تجلى بشكل لافت خلال الظروف الجوية الاخيرة وفقا لقول استاذ علم الاجتماع في الجامعة الهاشمية الدكتور يحيى علي .
ويضيف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) لقد ربط المواطن حلّ مشكلة شح المياه لدينا - وبشكل عفوي - بتساقط الثلوج والامطار , وكثيرون منا اعادوا ترتيب اولوياتهم حيث تجاوزنا اولوياتنا الخاصة ، وفرحنا للوطن الذي كان هو الصورة الابهى بعيدا عن خلافاتنا واختلافاتنا .
ويزيد الدكتور علي : بشكل استثنائي يرى الانسان اي بارقة امل في بيئته ومحيطه كأنها بارقة امل في حياته الخاصة ، فحتى العاطلون عن العمل او ممن تعرضوا لخسارة او فشل في حياتهم العملية انخرطوا مع افراد المجتمع في تعبير مميز عن الفرح .
ويقول : لاحطنا شدة التواصل بين الناس واطمئنانهم على بعضهم البعض عبر وسائل الاتصال المختلفة وكان ذلك مؤشرا على العطاء والتعاون والخير الذي يعم مجتمعنا .
ويشير الى ان استخدام العلم او الشماغ في التعبير عن فرحة الناس بتساقط الثلوج وتصوير اماكن معينة تظهر تاريخ الاردن وحضارته يشكلان ايضا مؤشرا على الارتباط القوي بالوطن والانتماء الحقيقي له ، لم يفرض ذلك على احد ، والجميع تصرف بعفوية صادقة ومحبة خالصة للوطن.
حب عمان كان باديا ليس على مواطنيها فحسب بل على ضيوفها من عمال وافدين وطلبة علم , احد العمال المصريين حمادة شعبان قال : هذا رزق من الله ، عمان جميلة وازدادت جمالا .
المظاهر والصور التي التقطتها عدسات الصحافة والتلفزيون اهزوجة اردنية بامتياز ، فالرجل الى جانب زوجته خرجوا للتبضع والتزود بما يلزم ، واولئك الشباب الذين كانوا يعاونون من تتعطل مركباتهم في وسط الطريق بسبب تراكم الثلوج .
تدعو الحاجة ام ابراهيم التي يتجاوز عمرها الثمانين عاما الله عز وجل ان يبقي هذا الوطن سعيدا ، وتقول وهي تشاهد التلفاز بصعوبة ، حولنا الدنيا تتقلب , وعروسنا عمان ارتدت اجمل ثوب ابيض ، مكلل بزهر اللوز وبراعم الورد .
عائلات كثيرة استقبلت في بيوتها اقارب واصدقاء لحين غياب الزائر الابيض , فالطرق لم تكن سالكة بسهولة , فكان لا بد من مبيت طارىء في بيت الخال او العم او لدى الاصدقاء .( بترا )