السعوديون يبحثون عن حياة خالية من التعقيد في عالم الـ"سكندلايف"
المدينة نيوز - لجأت أعداد من السعوديين والخليجيين الذين يبحثون عن عالم خاص بلا مشاكل إلى جزيرة سعودية افتراضية تحقق أعلى نسبة زيارة ومشاركة من بين الجزر العربية الموجودة في عالم الـ"سكندلايف" الافتراضي والبالغ عددها 36 جزيرة.
وتشهد الجزيرة إحتفالات لا يستطيع هؤلاء الشباب إقامتها أو المشاركة فيها جنبا إلى جنب مع النساء في الحياة الواقعية بسبب الضوابط والتقاليد الإجتماعية والشرعية، ومنها الفالنتين "عيد الحب" الذي يتلقى فيه هؤلاء الهدايا من أصدقائهم من النساء ويشاركوهن الرقص، بالاضافة إلى الحفلات الراقصة في الديسكو وعلى وقع الدي جي.
وتصدرت هذه الجزيرة المعروفة باسم "ميدل إيست" والمملوكة لسعوديين قائمة الجزر بتعداد بلغ خلال أقل من شهرين 21 ألف زائر وزائرة، أغلبهم من الخليجيات، وذلك وفق الإحصائية الصادرة من عالم السكندلايف.
ولتفادي أي علاقات غير مشروعة أو ملابس غير محتشمة لجأت جزيرة إفتراضية أخرى باسم "المملكة العربية السعودية" إلى وضع شعار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد أركان معرض للصور والملصقات، بهدف تفادي ارتداء الزائرات ملابس قصيرة ومتبرجة، دون أن يكون هناك بالفعل ممثلون افتراضيون للهيئة. وتم رفع هذا الشعار فيما بعد لأسباب غير معروفة.
وقال مالك الجزيرة أبوفهد الجاسر، وهو سعودي مقيم بالرياض إن فكرة إنشاء الجزيرة أتته بعد ملاحظته أن عالم السكندلايف أو الحياة الافتراضية بدأ يجذب جمهوراً سعودياً عريضاً، وبدأ يسحب البساط من المواقع الاجتماعية الأخرى مثل "الفيس بوك"، خاصة أوساط الفتيات اللواتي يبحثن عن حياة خالية من أي تعقيد يحركونها بأيديهم، حيث يشكلون عالماً خاصاً بهن.
وأضاف الجاسر " أنه لم تكن هناك جزيرة تناسب السعوديين من حيث العادات والتقاليد، فقرر إنشاء جزيرة تحاكي الواقع السعودي وتكون تجمعاً وملتقى للسعوديين الموجودين في جميع أنحاء العالم، وأكد الجاسر أن الجزيرة في غضون شهرين حققت رواجاً كبيراً حتى بين مواطني الدول الخليجية والعربية.
واضاف إنه يدفع رسوماً شهرية تبلغ 400 دولار، مشيرا إلى وجود عوائد مادية مجزية تأتيه من خلال تبرعات الزوار، ومن خلال تأجير الأراضي والمحال التجارية للزوار، حيث يتم فيها بيع الملبوسات والمنتجات السعودية، بالإضافة إلى هامش الربح الذي يحصل عليه من تغيير العملة الحقيقية، سعودي أو دولار إلى عملة افتراضية "ليندن"، حيث يساوي الدولار الواحد 270 ليندن.
من جهته، قال معاذ ابوحميد، أحد زوار الجزيرة الدائمين، وهو طالب سعودي يدرس بأمريكا "حنيني للدفء الوطني هو الذي جعلني من الزوار الدائمين للجزيرة".
ويمثل الفتيات لاسيما الخليجيات أغلبية زوار الجزيرة، وتختلف أسباب الزيارة من فتاة لأخرى، حيث تقول هناء محمود إحدى الزائرات الدائمات من الدمام إن أغلب الفتيات الموجودات هنا مصابات بالكبت النفسي.
وأضافت أن دخولهم للحياة الافتراضية هروب من الواقع عبر تقمص شخصية ثانية مثالية لم يستطيعن تحقيقها واقعياً.
أما فاطمة والتي رمزت باسمها "سويت غيرل" فتقول إن زيارتها للجزيرة بمثابة هروب إيجابي، لأنه ينعكس بالإيجاب على حياتها الواقعية، حيث يمكنها عبر الحياة الافتراضية التخلص من مشاكلها الحقيقية.
تجدر الإشارة إلى أن وجود العرب في عالم السكندلايف مازال ضئيلاً للغاية، وتتألف طبقة المستفيدين من اقتصاد "سكندلايف" من أشخاص ابتكروا نشاطات تجارية من أبرزها تصميم وبيع الأزياء، وبيع واستئجار الأراضي، وتقديم الاستشارات في مختلف المجالات، ويقدر محللو الأسواق العالمية حركة التداولات التجارية داخل هذا الاقتصاد الافتراضي بنحو مليوني "ليندن" يومياً.
