ناجيات من السرطان يتحدين الخجل والمرض

المدينة نيوز - وقفن بقوة وصلابة يتحدين الخجل والخوف كما تحدين المرض ليعرضن تجربة نجاتهن من مرض سرطان الثدي، والمعاناة التي مررن بها منذ صدمة نبأ الاصابة مرورا بمراحل العلاج المعقدة وصولا الى الشفاء التام.
هؤلاء سيدات جمعهن في فندق حياة عمان البرنامج الاردني لسرطان الثدي ليعرضن تجربتهن بمناسبة عيد الام وليقدمن النصائح في التعامل مع المرض، ولحث السيدات على الفحص المبكر لسرطان الثدي.
معظم الناجيات من السرطان لم يكن في اللقاء لوحدهن بل أتى برفقتهن الزوج والابن والابنه والاخ والاخت، مؤكدات أهمية الدعم الاسري حين وقوع الاصابة بالمرض.
جميع المتحدثات في اللقاء شددن على أهمية دعم الزوج المعنوي، مبينات الاثر النفسي الكبير لهذا الدعم سواء في المساعدة على الشفاء أو التعبير عن الوفاء لسني العمر التي قضاها الزوج والى جانبه رفيقه تعينه على مشاق الحياة.
عدد من الازواج تحدثوا عن تجربة إصابة الزوجة بمرض السرطان، معتبرين انها عماد البيت وأي خلل يصيبها يتأثر به كل من في المنزل.
بعض الازواج الحاضرين والذي حظي بثناء كبير من زوجته على وقفته مع معاناتها في المرض وقبوله لها بحالها الجديد بعد عملية استئصال للثدي قال إنه رغم مرارة التجربة والمعاناة خلالها الا ان جميع افراد الاسرة استفادوا من التجربة بشكل او بأخر فالابناء اصبح لديهم حس اكبر بالمسؤولية واهتمام اكبر في البيت، كما ان التجربة زادت من التآلف والود بين افراد الاسرة.
وكانت مديرة البرنامج نسرين قطامش بينت ان هذا اللقاء يأتي دعما للناجيات من السرطان تزامنا مع عيد الام وتأكيدا من البرنامج على اهمية الدعم المستمر للناجيات من السرطان خاصة من قبل الرجال المحيطين سواء اكانوا ازواجا أو ابناء أو اخوان.
وأعربت قطامش عن تقديرها للدعم الذي يتلقاه البرنامج من مركز الحسين للسرطان ومن عدد من الداعمين في القطاع الخاص مبينة اهمية هذا الدعم في استمرار البرنامج بتقديم العون والسند لكافة المصابات والناجيات من المرض.
من جانبه عرض نائب رئيس برنامج الرعاية النفسية والاجتماعية في مركز الحسين للسرطان الدكتور بسام رجائي المراحل التي تمر بها المصابة منذ لحظة معرفتها بالاصابة والتي تبدأ بالنكران ثم الحسرة والاكتئاب والغضب الى أن تسلم وتعترف بالاصابه لتبدأ رحلتها بالبحث عن العلاج وتفاصيله.
كما عرض السمات العامة للمصابات بسرطان الثدي وهي مخاوف متنوعه حول مستقبل الابناء والرغبة في الابتعاد عن الزوج خوفا من عدم تقبله لها بشكلها الجديد، وتنتابها افكار خاطئه تنتهي بها بارهاق وتعب عام، وتصبح شديدة الحساسية تجاه التعامل مع الاخرين، وينتابها احساس بالعجز، ما يجعلها تنطوي على نفسها.
واشار الدكتور رجائي الى ان هذه الاعراض لا تنسحب على جميع السيدات المصابات بمرض سرطان الثدي ويعتمد ذلك على الظروف المحيطه مثل الدعم المستمر من الاسرة والمجتمع كما تحكمه ظروف خاصة بالمريضة وشدة المرض وطبيعة المصابة نفسها. (بترا)