الرفاعي لـ"الجزيرة" : الملك المؤسس عرض على اليهود حكما ذاتيا في تل ابيب لمنع قيام دولتهم في فلسطين ولكنهم رفضوا

تم نشره الإثنين 30 آذار / مارس 2009 10:33 صباحاً

المدينة نيوز -  بالوثائق والشهادات التاريخية، فند رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي ادعاءات ومزاعم الكاتب المصري محمد حسنين هيكل بحق جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، التي بثتها فضائية الجزيرة القطرية على حلقتين في الأسابيع الماضية.


الرفاعي، الذي كان شاهدا على عهد الحسين، وكان لصيقا بجلالته لفترات طويلة، وعاين عن قرب مفاصل كثيرة من تاريخ الأردن في عهد الملك الراحل، أبى إلا أن يقول كلمته ويودع شهادته ويتصدى لحكايات هيكل وتخيلاته ورواياته الانتقائية والمجتزأة.


ومن المنبر ذاته، (الجزيرة) أطل الرفاعي ليل السبت، ليقطع الشك باليقين ويفصل الماء عن الزبد، ويثبت بالتقارير الرسمية ومحاضر الجلسات العربية، والمصرية، حقيقة ما أغفله هيكل من مواقف الحسين العروبية، التي دفع بسببها الكثير وعانى، كما عانى آباؤه وأجداده وضحوا واستشهدوا من أجله.. من أجل كرامة العرب وسيادة الأردن وحفاظا على الأرض الفلسطينية والمقدسات دون انتظار تقدير من أحد ودون حساب للخسارات أو الكلف.


في حلقة خاصة أجراها معه مدير مكتب الجزيرة في عمان الزميل ياسر ابو هلالة أوضح الرفاعي للعرب، وليس للأردنيين الذين يعرفون الحسين حق المعرفة، من هو الحسين، وبيّن، بشهادات الأخ والصديق والعدو معا، كيف كانت مواقفه حيال القضية الفلسطينية، ونضالاته المتواصلة لجمع كلمة العرب، وكيف كانت علاقته بالغرب عموما، والولايات المتحدة وبريطانيا تحديدا في عالم مليء بالتوترات، ومفاوضاته مع الجانب الإسرائيلي، تجري جميعها من منظور واحد: كرامة الأمة وسيادة الأردن والحفاظ على الحقوق الفلسطينية، وكيف أنه لم يقبل أن يسجل عليه أنه فرط بجزء من حقوق الأمة أو بذرة من ترابها، وكيف عوقب وعوقب معه الأردن، تارة من الغرب، وتارة من ذوي القربى في سبيل الثبات على مواقفه ومبادئه. وفيما يلي النص الكامل لحديث الرفاعي خلال الحلقة الخاصة، كما بثته فضائية الجزيرة:-

 

* تضحيات الحسين معروفة

 

أود أن أوضح في البداية أنني لن يكون هدفي الدفاع عن المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، فالملك الحسين لا يحتاج الدفاع مني او من غيري. فشخصيته ومواقفه القومية والوطنية وتضحياته في سبيل قضايا الأمة العربية وبخاصة القضية الفلسطينية وإنجازاته ومكانته وحتى جنازته هذه كلها أمور تتحدث عن نفسها مع ان الجنازة لم تعجب السيد هيكل لأن 96 رئيس دولة من جميع أقطار العالم شاركوا فيها.
هذه الامور تتحدث عن نفسها، والملك الحسين، واكرر جلالة الملك ليس بحاجة لمن يدافع عنه.
لن أتهجم على السيد هيكل ولن أسيء إليه لا سمح الله فقد كان بيننا مودة ومعرفة لكنني فوجئت واستغربت وحزنت عندما استمعت الى ما قاله السيد هيكل تلفزيونيا.

 

*اتصال الدول  مع اعدائها امر طبيعي

 

* كان هناك اتصالات بين الهاشميين والإسرائيليين.. ما تفسيرك للاتصالات المبكرة خلافاً للمزاج العربي المعادي لإسرائيل؟
إن اتصال الدول ورؤسائها واجهزتها مع الخصوم والاعداء أمر طبيعي وضروري، وهي ممارسة معروفة ومستقرة عبر التاريخ فتاريخنا العربي والإسلامي مليء بتفاصيل الاتصالات مع الاعداء. وفي عصرنا قامت وتقوم جميع الدول بالاتصال مع اعدائها فالدول تفاوض الاعداء ولا تدخل في مفاوضات مع الاصدقاء والاشقاء. والمهم ليس الاتصال ولكن الهدف ونتيجة الاتصال، وهو معيار الحكم على الاتصال مع الاعداء الهدف والنتيجة.
جلالة الملك المؤسس المغفور له الشهيد عبدالله الاول كان سابق عصره وكان يستشرف المستقبل وكان يدرك أنه بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين ستقوم دولة يهودية في فلسطين وكان يدرك ان الدول العربية التي استقلت حديثا قبل عام 1948 لم تكن تملك القدرة العسكرية للحؤول دون اقامة هذه الدولة اليهودية وبخاصة مع مواقف الدول الكبرى (بريطانيا، فرنسا، الاتحاد السوفياتي، والولايات المتحدة الاميركية) وبالتالي قام بالاتصال مع قيادات يهودية، ولكن الهدف من الاتصال كان الحؤول دون قيام دولة يهودية في فلسطين.


وما حدث في تلك الاتصالات، وهذا الكلام موثق وموثق حتى عند الجانب الاسرائيلي وليس عند العرب، وكان الهدف الوحيد من اللقاء عرض المغفور له على القيادة اليهودية بإقامة حكم ذاتي في مدينة تل أبيب ومنطقة صغيرة محاذية لها وضمن إطار دولة عربية واحدة.
النتيجة كانت أنه لم توافق القيادة اليهودية على ذلك. وعندما انسحبت بريطانيا واشتعلت الحرب قام الجيش العربي بواجبه، وكان في ذلك الوقت اصغر الجيوش العربية وأقلها عددا وعدة. خاض الحرب وقاتل بشرف وبطولة وتمكن برغم كل الصعاب من المحافظة على الضفة الغربية وعروبتها وأهم من ذلك كله حافظ على عروبة القدس ولم تتمكن اسرائيل من احتلالها رغم الهجمات المتواصلة عليها.

 

*الملك المؤسس ضحى بحياته

 

*  لكن هناك اتهامات للجيش العربي انه سلّم اللد والرملة؟
الجيش العربي لم يسلم اللد والرملة، لكن حين كثفت اسرائيل هجماتها على القدس، وكما قلت الجيش العربي كان عدده محدودا جدا وسلاحه محدودا جدا، أخذ قرارا بأن تتحرك القوات من اللد والرملة الى القدس للدفاع عنها والمحافظة على عروبتها. وكان الترتيب انه مع انسحاب الجيش العربي ان تحل محله القوات العراقية التي كانت موجودة هناك. وكان التحرك تكتيكيا فرضته ظروف المعركة، والأولوية كانت للقدس. ولم تتمكن القوات العراقية من المحافظة على اللد والرملة في ذلك الوقت.
وبالتالي عند الحديث عن الملك المؤسس فإنه ضحى بحياته دفاعا عن القدس وفلسطين تماما كما سبق وفعل والده (الشريف الحسين بن علي) الذي ضحى بملكه واعتقل ونفي لانه رفض التفريط بعروبة فلسطين وعروبة واسلامية القدس.


الجزيرة: شخصية الملك المؤسس تُتهم بأنه كان، حسب ما يورد هيكل، بأنه كان يقول ملك بلا مملكة والآخرون ممالك بلا ملك، وانه كانت تربطه علاقات معقدة بالهاشميين في العراق وانه كان يعتقد أن الهاشمية في العراق في بلد ثري، وهو في رقعة صغيرة لا سكان ولا ثورات. العلاقة بين الملوك الهاشميين، وهم أخوة، علاقتهم علاقة أخوة وصداقة ولم تكن كما يدعى غيرة او حسدا. على العكس من ذلك حتى ان بعض المصادر كانت تقول ان الملك المؤسس كان على استعداد أن يتنازل عن عرش الأردن مقابل ان تكون هناك دولة هاشمية، مملكة واحدة في المشرق العربي.
واذا كان ملك مستعد للتنازل عن عرشه مقابل ان تكون هناك مملكة هاشمية كبيرة وان كانت بقيادة أخ من اخوانه فكيف ينسجم ذلك مع الحديث عن حسد.

 

*اتصالات موثقة بين  دول عربية واسرائيل

 

* في حقبة الملك الحسين، استمرت الاتصالات مع الإسرائيليين، هذه الاتصالات ظلت سرية وأيضا استمرت لفترة طويلة، فلماذا أولا التكتم على هذه الاتصالات؟ وما هي أهميتها في ظل حالة العداء المُعلن بين إسرائيل من جهة والأردن وكل الدول العربية؟
الاتصالات مع إسرائيل لم تستمر. قبل 1948 كانت بهدف الحؤول دون قيام دولة يهودية في فلسطين. والجيش العربي حافظ على عروبة الضفة الغربية والقدس حتى اخرج اليهود من القدس القديمة.


ووثيقة استسلام قائد الحامية اليهودية موجودة وموثقة، واستسلموا وانسحبوا من القدس والجيش العربي حافظ على عروبتها. بعد ذلك انقطعت الاتصالات حتى عام 1963 ولم تكن هناك أي اتصالات.


وبعد الخسارة في الحرب وانهيار اتفاقية الدفاع المشترك، ومعروف ان تسليح الجيش الاردني العربي هو سلاح غربي، جرت اتصالات مع الجانب الاسرائيلي ولم تكن سياسية. وكان الهدف الوحيد هو تحييد معارضة اللوبي الصهيوني في اميركا، المعروف حجم نفوذه على الكونغرس وعلى الادارة الاميركية. وكان دائما يضغط لمنع تزويد الجيش العربي بالسلاح.


فكان الهدف تمكين الأردن من الحصول على السلاح والدعم من الولايات المتحدة، فالسياق الطبيعي كان الاتصال لهدف محدد يخدم المصلحة الاردنية وبالتالي العربية للحصول على السلاح الاميركي. وفي الوقت الذي لم تكن اتصالات اردنية مع الجانب الاسرائيلي كانت اتصالات بين بعض الدول العربية والاسرائيليين، وهذه الأمور موثقة، وأمامي كتاب من ''ميديل ايست ميشين''، يتكلم بالتفصيل عن الاتصالات التي جرت بين القيادة المصرية في ذلك الوقت واسرائيل والولايات المتحدة.
فالاتصالات لم تكن محصورة في الأردن ولم تكن في مراحل متزامنة في ذلك الوقت بل اتصالات من جهات مختلفة لاهداف مختلفة في مراحل مختلفة.


* في الفترة التي كانت تجرى فيها اتصالات مع الإسرائيليين في لندن، كان هناك تحرش إسرائيلي واحتكاك على الجبهة، كيف تنظر إلى هذه الازدواجية قبل عام 67؟
الاتصالات لم تكن مستمرة ومتواصلة، انقطعت في الخمسينيات حتى عام 63، والهدف من الاتصال في ذلك الوقت كان لغرض محدد ويتعلق بعملية تسليح الجيش العربي، سلاحنا كما هو معلوم غربي، عقيدتنا القتالية غربية، وكان اللوبي الصهيوني في ذلك الوقت معروف نفوذه في الكونغرس والإدارة الاميركية فكان دائماً يعارض تزويد الأردن بأي سلاح، وكان الهدف من الاتصالات بإيعاز للإدارة الاميركية مساعدتها على تزويد الأردن بالسلاح ومحاولة تحييد اللوبي الصهيوني في أميركا من خلال الاتصال مع إسرائيل، فكان الهدف محددا وواضحا ويتعلق بعملية التسليح ولم يكن هناك أية اتصالات سياسية أو أهداف سياسية او غيرها. الجبهة كانت مشتعلة ومتكررة في الخمسينات.
بدأت في قبية وآخر هجوم نهاية عام 1966 في قرية السموع، وكانت معركة وهجوما كبيرا استشهد فيها 50 فردا من قواتنا المسلحة وحرس الحدود، وعلمنا فيما بعد ان إسرائيل كانت تخطط لحرب لاحتلال الضفة الغربية وكانت تريد ان تكون الحرب في ذلك العام (1966) ولم تتمكن بسبب صمود الجيش العربي في الضفة الغربية، إضافة للاتصالات التي قام بها الملك الحسين. وأجلت اسرائيل الحرب.
وما حصل في عام 1967 كان استمرارا لما بدأته اسرائيل في السموع عام 1966، وقبل حرب حزيران عام 67 كانت العلاقات بيننا ومصر شبه مقطوعة.

 

*خلافات بين الدول فـي المواقف

 

لكن عندما شعر المغفور له الملك الحسين ان المنطقة مقبلة على حرب وبدأت إسرائيل تهدد سوريا وقامت مصر بإغلاق مضائق تيران وربط المغفور ما حصل في ذلك الوقت مع ما حصل بالسموع، شعر ان اسرائيل ستشن هجوما على الدول العربية، فذهب الى القاهرة واجتمع مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أخبره أنه وقع على اتفاقية مع سوريا، وكان رد جلالة الملك أنه على استعداد للتوقيع على نفس المعاهدة معك ولا داعي للتحضير لأي شيء جديد فقط إئتني بالمعاهدة المصرية السورية بنفس نصوصها ونوقعها ونضع الأردن مكان سوريا.


هيكل يدعي ان الملك الحسين لم يكن جادا في دخول الحرب عام 67 وانه اتفق مع اسرائيل وأميركا على إطلاق ما وصفه السيد هيكل بـ''رصاصة صوت''، حتى انه استكثر علينا قنبلة صوتية، يقول رصاصة. ويقول ان جلالة الملك اختار الفريق المصري عبد المنعم رياض لقيادة الجيش العربي. هذا الكلام غير صحيح، فجلالة الملك لم يكن يعرف الفريق رياض في ذلك الوقت ولا يعقل ان يطلب ضابطا معينا في الجيش المصري لقيادة الجيش الأردني. ويدعي هيكل ان الفريق رياض حضر الى عمان مع جلالة الملك الحسين في طائرته وهذا لم يحصل، فهو زار الأردن لأول مرة بعد عودة الملك بيوم واستلم قيادة الجيش في بداية حزيران وهيكل لم يكن موجودا، ولو كان هناك أي صحة لاتهامات هيكل فهل يعقل ان الملك لم يكن جادا ويوقع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر ويسلم قيادة جيشه إلى ضابط مصري. وإذا كان يريد ان يبقى خارج المعركة فكيف يدخل المعركة ولماذا دخلها إذا كان هذا الهدف.


*الحسين ردا على رسالة اسرائيلية بحرب 67 : جوابي ستأخذونه من مدفعيتنا ودباباتنا وطائراتنا


اليوم الذي بدأت فيه المعركة والقتال أتى الجنرال المعين من الأمم المتحدة للإشراف على اتفاقية الهدنة الى عمان ونقل رسالة من إسرائيل يدعون فيها ان الهجمة فقط على مصر وان الأردن ليس طرفا في الحرب إذا لم نختر ان يدخلها. وكان جلالة الملك يدرك تماما ان الهدف الإسرائيلي هو لتمكينهم من احتلال الضفة الغربية قبل سيناء والجولان وان الضربة لمصر لتتمكن من احتلال الضفة الغربية. وجلالة الملك أجابه، وأنا كنت شاهدا على تلك الرسالة بنفسي، ''جوابي على هذه الرسالة ستأخذونه من مدفعيتنا ودباباتنا وطائراتنا فالهجوم على مصر هو هجوم على الأردن والأمة العربية بكاملها''، فكيف ينسجم هذا الموقف وهذه الحقائق مع الادعاءات التي نسمعها والتي تشكك بهذا الموقف؟.

 

*عبد الناصر يشيد بشجاع الحسين

 

السيد هيكل كما كان يصر انه من اقرب المقربين للرئيس الراحل عبد الناصر وانه إلى جانبه دائما ومستشاره الأول..
أقول في اليوم الثاني من بدء المعركة في يوم 6 حزيران عام 67 أرسل عبد الناصر هذه البرقية إلى جلالة الملك، وإذا كان السيد هيكل قريبا من عبد الناصر كما يصر، فمن المؤكد انه علم بهذه البرقية ان لم يكن كتبها بنفسه.


يقول الرئيس عبد الناصر في البرقية: ''أخي الملك الحسين.. تلقيت برقيتك وإنني لأقدر أننا نواجه لحظة من تلك اللحظات التي تمر فيها الأمة في تاريخها والتي تتطلب شجاعة تفوق طاقة البشر. عندما يكتب التاريخ، سوف يذكر التاريخ لك جرأتك وشجاعتك وسوف يذكر للشعب الأردني الباسل انه خاض هذه المعركة فور ان فرضت عليه من دون تردد ومن دون أي اعتبار إلا اعتبار الواجب والشرف، ان العدوان قد فرض علينا وكان علينا مجابهته بكل ما فيه من قوة وما فيه من غدر وتواطؤ، ان القرار الذي أراه هو ان نختار ثاني الحلول التي تفاهمت عليها مع الفريق عبد المنعم رياض وهي اخلاء الضفة الغربية الليلة على أن نضع في اعتبارنا رأيكم الأول الخاص بتدخل مجلس الأمن لإيقاف القتال. إن تاريخ الأمم فيه الأخذ والعطاء وفيه التقدم والتراجع فليكن فيما نختاره في هذه اللحظة الحاسمة وان كان اختيارا عصيبا علينا، خطوة نستطيع أن نتقدم منها''.

توحيد الجبهة العربية .

 

الجزيرة: كيف تفسر دخول الأردن في الحرب وتوقيعه اتفاقية دفاع مشترك رغم كل التحذيرات والمخاوف من تحذيرات إسرائيلية بشن حرب سيكون الأردن هو ضحيته الأولى؟ الرفاعي: كان جلالة الملك الراحل يعتقد ان الهدف الإسرائيلي الأول هو احتلال الضفة الغربية ولم يكن الهدف الإسرائيلي مرتبطا بأن الأردن وقف مع مصر او سوريا، فإسرائيل هدفها احتلال الضفة الغربية.


وعندما قرر الملك الحسين أن ينضم إلى الموقف المصري والسوري كان بهدف توحيد الجبهة العربية لأنه كان يعلم ان الحرب لم تكن على مصر وسوريا بل على جميع الجبهات والهدف الرئيسي الضفة الغربية. وكان يدرك ان الحرب مقبلة وأن إسرائيل تحضر لها. وكما ذكرت، ان تقديراته كانت الحرب بعد السموع نهاية عام 66 وأرسل رسالة إلى الرئيس عبد الناصر بأن الحرب على وشك أن تبدأ ويجب أن نكون مستعدين، ويشير السيد هيكل إلى هذه الرسالة ويقول انه بسبب البيروقراطية لم تصل الرسالة إلى عبد الناصر وانه اطلع عليها، وكأن رسائل الملوك يطلع عليها هيكل ولا تصل إلى رئيس الدولة.
كان واضحا ان إسرائيل تخطط لاجتياح جميع الجبهات العربية ولكن الهدف الرئيسي هو الضفة الغربية وبالتالي كان الموقف منسجما، وكان هدف الملك الحسين ان تكون هنالك جبهة عربية واحدة تقاتل للدفاع ليس عن جبهة واحدة بل على كل الجبهات.


* في ظل الحرب هناك وثيقة اميركية استخدمها هيكل وهي أن رئيس الأركان الأردني طلب من الاميركيين أن ينقل الطائرات الأردنية إلى قبرص، فكيف تجمع بين ذلك ووثيقة الدفاع المشترك؟

 

طائراتنا هي الوحيدة  التي اغارت على اسرائيلي 67

هذه من حكايات السيد هيكل الغريبة، أولا: وهذه الأمور موثقة، كان سلاح الجو الأردني في ذلك الوقت صغيرا جدا فكان لدينا 21 طائرة ''هوكر هنتر'' وهي الطائرات العربية الوحيدة التي أغارت على إسرائيل عام 67 فعندما أرسلت إسرائيل طائراتها للهجوم على مصر في الضربة الأولى ردت طائرات سلاح الجو الأردني بالإغارة على إسرائيل وعادت الطائرات لتتزود بالوقود والعتاد، وعندها إسرائيل أدركت خطر حتى سلاح الجو الصغير الصغير، فشنت هجمات عنيفة على قواعدنا العسكرية ومطاراتنا ودمرت جميع الطائرات الأردنية ففقدنا الـ21 طائرة ''هوكر هنتر'' التي كانت عندنا واستشهد الشهيد الطيار فراس العجلوني وهو في محاولة إقلاع من القاعدة للإغارة الثانية على إسرائيل.


السيد هيكل يقول أننا طلبنا إرسال طائراتنا إلى قبرص، ولا اعلم كيف ستصل إلى قبرص، ونحن في حالة حرب، وتحليق أي طائرة فوق إسرائيل يعني أنها ستدخل في معركة.
والطريق الثانية ما هي؟ فوق سوريا ولبنان.. هل السوريون لا يعلمون ذلك؟ ولماذا ترسل إلى قبرص وليس إلى أي مطار عربي آخر في السعودية أو العراق أو اي مكان آخر؟ هذا الكلام ليس له أساس من الصحة ولا أدري من أين يأتي السيد هيكل بهذه الخيالات التي يعتمد عليها في كثير من قصصه وحكاياته؟.


* هنا بدأت المرحلة الثانية من الاتصالات مع الإسرائيليين، والآن بعد هزيمة 67 بدأت اتصالات أردنية إسرائيلية بقصد سياسي وليس كالاتصالات التي جرت قبل، وكنت احد شهود تلك الاتصالات، فما كان هدف هذه الاتصالات بعد عام 67؟
وبعد الكارثة التي حلت في الـ67 واحتلال إسرائيل للضفة الغربية بكاملها والقدس وسيناء والجولان ومناطق في جنوب لبنان كانت هناك ضرورة سياسية للاتصال. والهدف، مرة ثانية نعود للمعيار والمقياس الوحيد لأي اتصال (الهدف والنتيجة). الهدف كان في شقين، أولا: رعاية المواطنين الفلسطينيين الأردنيين تحت الاحتلال وكان لا بد من وجود اتصالات لنتمكن من المحافظة على بقاء أهلنا في الضفة الغربية وعلى العناية بهم. والسبب الآخر: محاولة إقناع إسرائيل بضرورة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة جميعها إلى حدود 67 مقابل إقامة سلام عادل ودائم.


وهذه الاتصالات لم تكن محصورة بالأردن، وكانت تجري بعلم القادة العرب المعنيين وأحيانا تتم بطلب منهم، وبالتالي كانت جزءا من التحرك العربي السياسي، ونمتلك الوثائق الكثيرة ومحاضر جلسات. وحتى لا يعتب علينا السيد هيكل فسأستعمل الوثائق المصرية. فالسيد عبد المجيد فريد كان أمينا عاما لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة منذ عام 1959 وحتى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان بحكم منصبه يحضر جميع الاجتماعات ويدون المحاضر، وهذه المحاضر التي نشرها السيد فريد تثبت ما يتعلق بشأن الاتصالات، ونحن عندنا محضر اجتماع قمة الخرطوم.

 

*عبد الناصر طلب اجراء اتصالات لاستعادة الضفة والقدس

 

لكن سأتكلم من المحضر المصري لقمة الخرطوم التي عقدت في 29/ 8/ 1967، وهذا كلام الرئيس المصري جمال عبد الناصر في القمة ''لا بد أن ندرك جميعا أن هنالك أمرا حيويا وعاجلا وهو استعادة الضفة الغربية والقدس في أقرب وقت، ومن أجل تحقيق هذا الهدف العاجل أنا قلت للملك الحسين أمام الوفد الجزائري في القاهرة وأكرره اليوم في هذه القاعة وأمامكم جميعا، لأن أي تأخير في استعادة القدس والضفة الغربية سيساعد على تغيير معالمها لتصبح في النهاية جزءا من إسرائيل، إني أرى أن يذهب الملك حسين كي يتفاهم مع الأميركان ويتفق معهم على استرجاع الضفة الغربية، وأنا على استعداد أن اذكر هذا على الملأ لأن أميركا وحدها هي التي تستطيع أن تأمر إسرائيل برفع يدها عن الضفة الغربية''.


عندما بدأت الاتصالات في تلك المرحلة بعد حزيران 1967 كانت لمساعدة أهلنا في الضفة الغربية ولإقناع الإسرائيليين بالانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة، وليس فقط من الضفة الغربية، مقابل سلام عادل ودائم.


ويعلم الجميع انه كان هنالك جهود دولية كبيرة (قرار مجلس الامن 242 و338 ومبادرة ياري ومهمته ومبادرة الأربعة الكبار والاثنين الكبار وحكماء افريقيا) كلها تسعى من أجل الوصول إلى حل سلمي من خلال التفاوض والاتصالات، كلها من أجل التمهيد لإنجاح هذه المساعي، ومع الأسف لم نحصل على شيء، وهناك أكثر من اجتماع كانت إسرائيل تعرض على جلالة الملك مقابل سلام منفرد مع الأردن ان تنسحب ولكن ليس من الضفة الغربية. وفي إحدى المرات عرضت الانسحاب حتى 98% من الضفة الغربية باستثناء القدس، وكان جلالة الملك يرفض أولا أي حديث عن سلام منفرد ويصر على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة ومن ضمنها القدس.


* في كتاب ''افيش لايم'' عن سيرة الملك الحسين يتحدث عن ألف ساعة مع الإسرائيليين .. ألا ترى أن هذا الوقت مبالغ به مع الأعداء؟
وبخصوص موضوع جلوس الملك ألف ساعة مع الإسرائيليين واستشهاد هيكل بالكاتب افيش لايم، فإن الموضوع ليس ألف ساعة أو خمسمائة ساعة، الموضوع ماذا حصل الإسرائيليون من هذه الألف ساعة؟ لم يحصلوا على أي تنازل من الملك الحسين أو أي شبر من الأرض ولا حق من حقوق الشعب الفلسطيني.


والسيد هيكل يستشهد بالكاتب افيش لايم وهذا الكاتب اعتمد على مصادر إسرائيلية في معظم كتابه وحتى لو استشهدنا به فالسيد هيكل كان انتقائيا كمن يقول ''ولا تقربوا الصلاة'' ويقف، فذات الكاتب يقول انه كان ألف ساعة ولم يحصل اليهود في خلالها من الملك الحسين على أي شيء من الذي يريدونه.
وحتى لايم يقول في مقابلته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحاق رابين، أبلغه انه قال للملك الحسين بعد معاهدة السلام ''أثناء مفاوضاتنا كنت عنيدا جدا ولم تعط أي شيء''، وكان جواب جلالة الملك: نعم كنت كذلك لأنني لم أكن على أي استعداد لأن أتنازل عن سنتيميتر من الأراضي الفلسطينية ولا أي ذرة من حقوق الشعب الفلسطيني''.
هذا ما يقوله الكاتب الذي يستشهد به السيد هيكل، وبالتالي الموضوع كما ذكرت أي اتصالات تقاس بأهدافها ونتائجها.

 

*السي اي ايه لا تدعم احداً دون مقابل

 

* لننتقل إلى الملف الاميركي الذي هو من أكثر الأمور حساسية، علاقة الملك الراحل مع ةء وهذه القضية نُشرت ونشرها صحفيون اميركيون ما حقيقة هذه العلاقة وكيف تقبل مثل هذه العلاقة مع جهاز استخباري غربي؟
أولا: كان هناك علاقة بين الدولة الأردنية والولايات المتحدة الأميركية، فالعلاقة لم تكن شخصية بل علاقة دولة مع دولة.
فالسيد هيكل يدعي ان العلاقة بين الملك حسين والمخابرات الأميركية بدأت عام 1956 وهذا الكلام غير صحيح. فذاك العام لم تكن هنالك أي علاقات على مستوى عسكري أو أمني أو استخباري مع الولايات المتحدة ، ففي ذلك الوقت (1956) كنا ما نزال مرتبطين بالمعاهدة مع بريطانيا وهي المعاهدة التي ألغاها جلالة الملك.
وبعد ذلك قام بتعريب قيادة الجيش العربي وأول زيارة رسمية لجلالته كانت عام 1959 وبدأت المساعدات الأميركية للأردن منذ عام 1960 ونعم، نحن نأخذ مساعدات من أميركا مالية لدعم الموازنة ولمشاريع التنمية والبنية التحتية ونأخذ مساعدات عسكرية وأمنية، ونحاول دائما أن نضغط دائما على أميركا لزيادة هذه المساعدات للدولة لتصب لخدمة المصلحة الوطنية.


أما ''علاقة شخصية بين جلالة الملك والـ CIA' فهذا كلام لا يحتاج لرد، ويدعي السيد هيكل ان CIA تدعم جلالة الملك شخصيا بشكل مادي. هذا كلام غير صحيح لأن أي دعم كان يأتي من الولايات المتحدة لأجهزة الدولة المختلفة.
ويعلم السيد هيكل عندما سربت المعلومات التي تحمل الاتهام الشخصي عن العلاقة الشخصية كان الهدف واضحا. فهذه المعلومات اختلقت عام 1977 ونشرت وكان الهدف الضغط على جلالة الملك، وربما هو نوع من الانتقام لأنه رفض المشاركة في اجتماعات كامب ديفيد. وكان الهدف الضغط على الأردن ليكون طرفا في كامب ديفيد لكن جلالة الملك رفض ذلك ونتيجة هذا الرفض بدأت الهجمة على الأردن وكان جزء من هذه الحملة ما نشر من العلاقة مع ال'CIA. منطقيا عندما يدعى ان جلالة الملك كان له علاقة مع الـةء والمقصود من هذا الادعاء ان الملك كان يعمل لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة، وأقول لا احد ولا دولة تساعد شخصا بموقع رئيس دولة ماديا إلا إذا كان هنالك مقابل.

 

*اميركا فرضت حظراعسكريا على الاردن

 

والسيد هيكل يعلم أن مواقف الملك الحسين في تعامله مع أميركا هو خدمة الأردن وليس لحساب الولايات المتحدة وهو يعلم انه بعد حرب 67 وهي الفترة التي يقول انه كنا نستلم مساعدات مالية شخصية، أن الولايات المتحدة قامت بفرض حظر عسكري على الأردن ولم تزودنا بسلاح ولا حتى ذخائر ولا قطع غيار بحجة أننا قمنا بالاعتداء على إسرائيل حيث اعتبروا ان دخول الأردن في حرب 67 اعتداء وهجوما أردنيا على إسرائيل وعوقبنا لغاية العام 1971.

 

*طرد السفير الأميركي

 

والسيد هيكل يعلم، أو قد لا يعلم، انه في مطلع عام 1970 كان السيد جوزيف سيسكو مساعد وزير الخارجية الأميركي يريد زيارة المنطقة وكان الوضع في الأردن مضطربا حيث يوجد 52 منظمة فدائية وكان هناك خلل في الأمن الداخلي، وكان ضمن جولته في المنطقة زيارة الأردن. فقام السفير الأميركي بنصيحة سيسكو بعدم زيارة عمان لأن الحكومة الأردنية لن تستطيع توفير الحماية له بمعنى تشكيك في قدرة الأردن حتى على حماية ضيف يأتي إلى أراضيه، فغضب جلالة الملك وأمرني شخصيا أن أبلغ رئيس الوزراء بضرورة طرد السفير الأميركي وإمهاله 12 ساعة لمغادرة المملكة ورجوت جلالة الملك أن نتأنى ونتريث وقلت للملك عندنا مشاكل أكثر مما يكفينا الآن ولا نريد مشكلة إضافية مع أميركا فقال جلالته ان هذا الرجل أساء إلى كرامة الأردن وأنا لا يمكن ان أتساهل مع أي جهة تمس كرامة المملكة وأصر على موقفه ونقلت أمره إلى الحكومة وقاموا بإبلاغ السفير وطرده.


ويمكن أننا نحن أول دولة في تاريخ العالم التي تطرد سفيرا أميركيا وتقول له إنه غير مرغوب به ويجب عليه المغادرة خلال 12 ساعة.
اختلافاتنا مع الولايات المتحدة استمرت، وفي مطلع التسعينات كان في موقف معاد لأميركا. وفرض حصار على الأردن وحوصرنا حتى في ميناء العقبة.
السيد هيكل يستشهد بكتاب الصحفي ''بوب وود وورد'' ومصادر غربية، وهي مصادر مشكوك فيها. وأنا أمامي كتاب مايلس كوبلاند الذي كان مدير محطة Gd'CIA في القاهرة ويكيلون نفس الاتهامات لرؤساء دول عربية أخرى وفي مقدمتهم الرئيس الراحل عبد الناصر. وهذا كلام جزء من الحملات للتشكيك في القادة العرب ولا يجوز ان يكون الشخص انتقائيا يقبل مصدرا ويرفض آخر، فإما يرفض الجميع لأنها غير صحيحة أو يقبلها جميعا ويكون الأمر أوسع من الأردن ويشمل المنطقة كاملة.


* ألا تعتقد أن الإسرائيليين كانوا يفضلون التعاون مع الملك الحسين لتهميش الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهو المنظمة، كان هناك مصلحة إسرائيلية في التواصل مع الأردن وتغييب الفلسطينيين؟

 

*هم الحسين استعادة الضفة والقدس

 

لا اعتقد ذلك، لأن التعامل مع الملك الحسين كان يعني أن تقوم إسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية كاملة ومن القدس، فكانت الولايات المتحدة تعلم أن هذا موقف الملك الحسين والأردن، وبالتالي عندما قرر العرب ان تكون منظمة التحرير مسؤولة عن الضفة الغربية، كان الملك الحسين أول الموافقين على ذلك في مؤتمر الرباط لأنه كان الهم الأصلي هو استعادة الضفة.


وكان جلالة الملك - رحمه الله - يقول وذكر ذلك في أكثر من مناسبة واجتماعات الدول العربية، والمحاضر والوثائق موجودة، ''دعونا نستعيد الضفة الغربية والقدس ولا أريدها أن تعود إلى الأردن، نضمن انسحابا إسرائيليا منها نضعها تحت إشراف دولي والشعب الفلسطيني يمارس حقه في تقرير مصيره ويختار أن يكون دولة مستقلة إذا كان هذا خياره''.


فكان هدف الحسين انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وليس ضمها للأردن أو دور أردني، فالمهم كان الانسحاب، وبعد ذلك تقام الدولة الفلسطينية إذا كان هذا خيار الشعب الفلسطيني.


وعندما تقرر ان تكون المنظمة هي المسؤولة عن المفاوضات ابتعد الأردن وبالتالي كان قرار الرباط 1974وسنة 1988 كان قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية مع التمسك بدور الأردن في الحفاظ على المقدسات في القدس والأوقاف الإسلامية الأردنية إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية لتستطيع ان تلعب هذا الدور.
كل طرف عندما يتفاوض مع طرف آخر يسعى لأهداف لتحقيقها. والطرف الإسرائيلي كان يطمح في تقديري للحصول على تنازلات من الملك الحسين، وكان جلالة المغفور له مصرا على موقفه ''انسحاب إسرائيلي كامل ولا سنتيميتر من الأرض ولا أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني''.
هذا موقف ثابت لم يتغير والنتائج تثبت ذلك. يتحدثون عن ساعات طويلة من اللقاءات. صحيح ساعات طويلة لكن ماذا حصل الإسرائيليون منها؟ كانوا يضغطون للحصول على تنازلات وكان موقف جلالته ثابتا: الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة.
وعندما يتحدث السيد هيكل، يحلل معلومات.. ينتقي معلومات.. يقرأ..


*يسمع.. يشاهد من بعيد.


لكن أنا أتكلم بكل دقة وصراحة وصدق، وأنا كنت مشاركا، وأنا موجود ولم يتنازل الملك الحسين عن موقفه إطلاقا بغض النظر عن الظروف كلها، وكان دائما متمسكا أولا بالمصلحة الاردنية وثانيا بالمصلحة الفلسطينية وثالثا بالمصلحة العربية وهذا موقف لم يتغير. وهناك شواهد كثيرة على ذلك..
فتذكرون جميعا حتى بعد توقيع معاهدة السلام التي حصل الأردن فيها على كامل حقوقه حيث انسحبت إسرائيل من بعض الأراضي التي كانت تحتلها في جنوب وشمال المملكة (شرقي نهر الأردن) وحصلنا على حقوقنا في المياه كاملة وأصر المغفور له ان يكون هنالك دور للأردن في القدس والمقدسات إلى ان تقام الدولة الفلسطينية المستقلة. ومع ذلك، عندما قامت إسرائيل بمحاولة الاعتداء على السيد خالد مشعل في عمان بالأردن، اعتبر جلالة الملك ان ذلك اعتداء على سيادة الأردن، ووضع إنقاذ حياة خالد مشعل في كفة ومعاهدة السلام في الكفة الأخرى، وكان على استعداد لإلغاء معاهدة السلام بكاملها لأن ذلك اعتداء على سيادة الأردن.

 

 





مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات