هشام يتيم مقعد.. بدون عمود فقري وبلا عناية طبية

المدينه نيوز - منذ ولادته لا يعرف هشام صبري النوايشة ابن السادسة عشرة من الدنيا سوى الألم.
ويتخذ النوايشة من حنان والدته مسكنا لآلامه بعد أن غيب الموت والده منذ خمس سنوات وترك لها مسؤولية رعاية أسرة من سبعة أفراد.
ورغم حالته الصحية يبادرك النوايشة بابتسامة بريئة تحمل عتبا إنسانيا مرا ويرد التحية من على فراشه لأنه لا يقوى على الحراك إلا بمساعدة والدته ويجر أحيانا جسده الصغير المعطل بقوة إرادته بحثا عن متنفس أو رغبة في تغيير مكانه عندما يكون وحيدا في المنزل.
تقول والدته ختام الدغيمات لـ (بترا) إن ابنها يعاني بحسب الأطباء من عدم وجود عمود فقري، تكلف زراعته أكثر من 12الف دينار، وهي التي أضناها عجزها عن الإنفاق عليه وعلى إخوته على مستوى الطعام والشراب.
وتضيف الدغيمات "مصدر دخلنا الوحيد راتب تقاعد يبلغ 150 دينارا يضاف إليها 40 دينارا من التنمية الاجتماعية تم تخفيضها في الفترة الأخيرة إلى 30 دينارا"، مشيرة إلى أن هشام يكلفها شهريا ما يزيد على 130 دينارا لشراء مستلزمات طبية ضرورية نتيجة التقرحات التي يعاني منها.
وتؤكد ان صندوق الزكاة وعدها منذ عام بالمساعدة ولكنها لم تتلق شيئا حتى الآن حتى أنها وبحسب وصفها (تتسول كرسيا متحركا) على بوابة جمعية التأهيل المجتمعي التي لا تبعد عن بيتها سوى عدة أمتار ولكن دون جدوى رغم توزيع أعداد منها على من هم اقل سوءا من حالة ابنها، مشيرة الى انها لم تتلق أي مساعدة باستثناء تبرع من شركة البوتاس لسداد جزء من تكاليف عملية جراحية.
النوايشة الذي يعاني بحسب تقرير طبي صادر عن الخدمات الطبية الملكية من تشوه خلقي في النخاع الشوكي واستسقاء دماغي اخضع لعملية جراحية لوضع وصلة بين التجاويف الدماغية والبطن لتصريف السائل الشوكي وهو الآن يعاني من تقرحات سريرية وبحاجة للعلاج والمتابعة وجراحات أعصاب وتجميل.
خديجة سلمان من المنطقة تقول إن العائلة تعيش وضعا صعبا على المستوى المعيشي حتى الكهرباء فصلت عن المنزل والجهات المختصة لا تقوم بأكثر من دراسات الحالة التي لا تثمر شيئا على الأغلب.. حتى طرود الخير والمساعدات العينية توزع بشكل مزاجي وخاضع لاعتبارات شخصية.
مدير قضاء غور المزرعة والحديثة سليمان الجعافرة من جهته يقول ان حالة هشام من ضمن عشرات الحالات المشابهة في المملكة والتي تقوم الجهات المختصة بإجراء الدراسات والكشف عليها وتقدم تقارير عنها وتصنف الحالات حسب الأهمية الطبية ليصار إلى تقديم اللازم ضمن المتاح سواء أكان كرسيا متحركا أو علاجا.
لكن رئيس جمعية التأهيل المجتمعي في غور المزرعة والحديثة فتحي الهويمل يقول إن هشام يعاني من مشكلة في ظهره وتقرحات وحفر في قدميه ومناطق مختلفة من جسمه بسبب عدم العناية به.
ويضيف الهويمل "أجرينا دراسة لحالته ويحتاج إلى كرسي خاص يفصل على المقاس وحددنا له موعدا لذلك في مركز التأهيل المجتمعي في الربة واسمه على القائمة.
وفي حين ينص قانون المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين بحسب مختصين على التكفل بتعليم النوايشة وعلاجه وصرف معونة طارئة لكن الجمعيات المختصة باتت تهتم بالرعاية وأهملت التوعية بالحقوق الخاصة بالمعوقين.
ففي الأردن 200 جمعية رعاية 18 منها يديرها مختصون بذوي الإعاقة أو من المعوقين أنفسهم ولا بد من تركيز الجهود على التوعية بالحقوق التي كفلها الدستور والاتفاقيات الدولية التي يلتزم بها الإئتلاف الأردني لذوي الإعاقة. ويوضح مدير التنمية الاجتماعية في الأغوار الجنوبية جمعة العشوش ان والدة هشام تتلقى راتبا تقاعديا من الضمان قدره 170 دينارا وكان والده ميسور الحال ومتقاعدا من البوتاس وتعيش في شقة مؤجرة ب 100 دينار، مشيرا الى ان حالة ابنها هشام مصنفة إعاقه حركية وحسب تعليمات الوزارة يستحق 30 دينارا فقط لأن دخل الأسرة اقل من 270 دينارا، لكنه أبدى استعداده لتزويده ببطاقة صحة.
لكن والدة هشام تؤكد ان ابنها بحاجة الى التحويل الى جهات طبية مختصة لعلاجه وتأمين المال اللازم لإجراء العملية الجراحية المطلوبة باهظة التكاليف، عدا عن حاجته الملحة الى كرسي متحرك لمساعدته على الحركة والتنقل، وعلاج طبيعي وتأمين احتياجاته الطبية اليومية، مشيرة الى انها عاطلة عن العمل وتعيل ستة اخرين في ظروف معيشية صعبة جدا تمر بها العائلة.
(بترا)