رجل في الثامنة والسبعين يصر على اختيار موعد “وفاته”

المدينة نيوز - هانز هيليبراند في الثامنة والسبعين من عمره وهو يؤمن بأنه هو من يحدد مصيره بنفسه، لذا خبأ في منزله حوالى خمسين قرصا من المهدئات تهيئة لليوم الذي يرغب فيه في وضع حد لحياته.
يشرح هانز هيليبراند لوكالة فرانس برس «أفضل أن أقوم بذلك بنفسي.. أن أكون مسؤولا عن ذلك».
وهيليبراند المدير السابق في إحدى الشركات، مازال أنيقا ويقظا وبالكاد احدودب ظهره، كما تستهويه الأوبرا والقراءة والاعتناء بأزهاره. ويؤكد «سوف أقوم بالتخطيط لوفاتي».
ففي اليوم الذي يرى فيه أنه ملزم بالاتكال على سواه وغير قادر على المشاركة في نشاطات قريته الصغيرة الواقعة عند الحدود مع ألمانيا، سوف «يفكر جديا» في الرحيل.
ويشدد على أنه «لا يرغب أبدا في محاربة» أي مرض «خبيث» ولا أن «يضطر للعيش محتجزا ومن دون قدرة على اتخاذ قرار ومن دون حيوية» في مستشفى أو دار للرعاية.
وقد قرر الإمساك بزمام الأمور بدلا من أن يترك للطبيب القرار لتحديد ما إذا كان يلبي الشروط التي يحددها القانون والتي لا تسمح باللجوء إلى الموت الرحيم إلا في حال كان المرء يعاني من آلام غير محتملة ومزمنة ناجمة عن مرض عضال، لذا، تزود هانس هيليبراند بطريقة غير شرعية بعقاقير مهدئة من هولندا. هو يرفض الإفصاح عن كيفية تمكنه من ذلك، إلا انه يقول بأن «الأمر سهل جدا».
لم يرغب هيليبراند الذي ينوي وهب جسده للعلم بعد وفاته، في أن يترك الأمور للصدفة سواء حانت ساعته بعد خمس سنوات أو عشر أو عشرين، لذا جهز المظاريف الخاصة بأوراق النعي.
ويؤكد تون فينك من مؤسسة «دي آيندر» أن «المتقدمين في السن اليوم هم أبناء جيل اعتاد اتخاذ القرارات بنفسه في ما يتعلق بأمور كثيرة، أكثر مما كانت تفعل الأجيال السابقة».
والتقى فينك بهانز هيليبراند مرات عدة كونه مكلفا، قانونيا، بـ «توفير النصح» للأشخاص الذين يرغبون في وضع حد لحياتهم بأنفسهم.
وفي هولندا ترتفع أكثر فأكثر الأصوات المطالبة بحق الحصول على مساعدة «للرحيل بطريقة لائقة» عندما يجد المرء أن حياته قد «أنجزت بالكامل» وليس فقط عند استيفاء شروط اللجوء إلى الموت الرحيم.
(وكالات)