المشاركون في المؤتمر العربي الأول : الثروة البشرية هي الطاقة الوحيدة التي لا تنضب

المدينة نيوز - رعت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذة الدكتورة رويدا المعايطة حفل افتتاح فعاليات المؤتمر العربي الأول لـ"استراتيجيات التعليم العالي وتخطيط الموارد البشرية" الذي نظمته كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في الجامعة الهاشمية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع جامعة القاهرة، واتحاد الجامعات العربية.
ودعت الدكتورة المعايطة إلى تنمية الموارد البشرية من خلال تركيز الجامعات على تجذير ثقافة التميز والإبداع والابتكار وتنمية مهارات الطلبة وإكسابهم مهارات القيادة والحوار والتواصل والتفاوض والتفكير النقدي، لمواجهة العالم المتغير بشكل متسارع، وقالت: على أعضاء هيئة التدريس والجامعات أن تعلم طلبتها طرق التفكير لا أن تفكر عنهم، وتعلمهم طرق البحث لا أن تبحث لهم، وتدربهم على تأسيس العمل الخاص والمشاريع الريادية، ودعت قطاع التعليم العالي العربي أن يغير من خططه وبرامجه ومناهجه وأساليب تدريسه لمواجهة التغيرات المتسارعة الجارية في العالم.
وتحدثت عن خطط وزارة التعليم العالي الأردنية في إقرار تصنيف الجامعات، وتجدير ثقافة الإبداع، وإنشاء الحاضنات العليمة وحاضنات الأعمال، وتعزيز العلاقة مع قطاع الصناعة، والاستمرار في عملية ضمان الجودة الأكاديمية، وتطوير برامج الدراسات العليا وتحسين مستوي رسائل الماجستير والدكتوراة، وتعديل البرامج الدراسية بحيث تسمح للطالب بتخصص رئيسي وآخر فرعي أو تخصصين رئيسيين، والتواصل مع العلماء العرب في الخارج.
وأوضح الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي أمين عام اتحاد الجامعات العربية أن هناك ضعفا في العلاقة بين التعليم الجامعي وسوق العمل لابد من تجديد التعليم العالي وتحديثه وجعله أكثر ملاءمة لحاجات المجتمع، وقال أن مواجهة التحديات يحتاج إلى تضافر الجامعات العربية المقدر عددها بقرابة (500) جامعة رسمية وأهلية.
وأكد الأستاذ الدكتور رفعت الفاعوري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية "أننا نواجه في البلدان العربية إشكالية بالغة التعقيد تتمثل في العلاقة بين التعليم العالي وتنمية الموارد البشرية، والاهم من ذلك أننا نتعامل اليوم مع تداعياتها دون التركيز على الأسباب، وبالتالي فلن يكتب لعلاجاتنا النجاح إن استمرت رؤيتنا التقليدية لطبيعة هذه العلاقة". وأضاف إن الخسائر المترتبة على ارتباك العلاقة بين التعليم وسوق العمل غير قابلة للتعويض.
وتابع حديثه قائلاً: "ما زالت مدارسنا وجامعاتنا تعتمد منهج التلقين والحفظ والاسترجاع، بدلاً عن منهج الاستقراء والاستنباط والتحليل، وتقدمت أولوية العنف الطلابي على ضروريات البحث العلمي، وزادت العطوات العشائرية في جامعات الأردن على براءات الاختراع، على الرغم من العديد من خطط تطوير التعليم العالي وتغيير وتعديل قوانينه حتى أصبحت موسمية". وأكد أن الثروة البشرية هي الطاقة الوحيدة التي لا تنضب بل تتجدد وتنمو وسمتها الاستدامة.
وبين الأستاذ الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي السابق في مصر ممثلاً عن جامعة القاهرة، أن المؤتمر يناقش قصية إستراتيجية على درجة عالية من الأهمية من حيث تأثيرها على مستقبل الوطن العربي ومنظومته التعليمية وموارده البشرية وأسواق عمله ونظمه الاقتصادية. وأضاف أن معظم مؤشرات التنمية الدولية تؤكد على الارتباط المباشر أو العلاقة الطردية بين نجاح الدول في تحقيق أداء اقتصادي واجتماعي متميز، وما أنجزته من تقدم في مجالات التعليم والبحث العلمي والتنمية التكنولوجية.
وبين أن الأسباب الرئيسية لتراجع الأداء الاقتصادي المعرفي العربي وتنامي معدلات البطالة بأسواقه، تكمن في أوجه القصور التي تعاني منها منظومة التعليم العالي العربية من اختلال إتاحة التعليم العالي وحجم الطاقة الاستيعابية، وتدني معدلات الإنفاق على التعليم العالي والبحث العلمي، والقصور الكبير في الكفاءات العلمية والمهارات المهنية والعامة للخريج التي تتطلبها أسواق العمل في العصر المعرفي
وقال الأستاذ الدكتور كمال بين هاني رئيس الجامعة الهاشمية: "إن رسالة الجامعة هي الوصول إلى مؤسسة تعليم عالي متميزة وملتزمة بالمشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية المستدامة، وإعداد كوادر بشرية واعية ومنتمية ذات معرفة وكفاءة وتنافسية، وإيجاد بيئة جامعية محفزة للإبداع والتميز، ورفع مستوى البحث العلمي للمستويات العالمية، وإنشاء شراكة حقيقية مع مؤسسات القطاعات الصناعية والخدمية".
وذكر الأستاذ الدكتور سامر الرجوب عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في الجامعة الهاشمية رئيس اللجنة العليا أن المؤتمر يناقش على مدار يومين استراتجيات التعليم العالي العربي وسياساته واستجابتها لمتطلبات سوق العمل، وقدرة الأسواق العربية على استيعاب مخرجات التعليم العالي، كما يقدم المشاركون رؤيتهم المبنية على نتائج الأبحاث العلمية وأوراق العمل المقدمة وخبراتهم لتجسير الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل العربي. كما يتناول المؤتمر مشكلة بطالة الخريجين وأسبابها الكامنة في التعليم العالي وسوق العمل.
أضاف الدكتور الرجوب أن المشاركين يمثلون نخبة متميزة من وزراء التعليم العالي، والمسؤولين في التعليم العالي، ورؤساء الجامعات، والخبراء، والأكاديميين، والباحثين، والاقتصاديين والمختصين في العلوم الإدارية والموارد البشرية والعلوم التربوية والاجتماعية. ويمثل المشاركون العديد من الدول العربية وهي: السعودية، مصر، والسودان، وفلسطين، وتونس، والعراق، وليبيا، والجزائر، وسلطنة عُمان، وسوريا إضافة إلى الدولة المضيفة الأردن.
وقال الدكتور أحمد الخصاونة رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية رئيس اللجنة التحضيرية إن المؤتمر يناقش (22) ورقة علمية موزعة على (5) جلسات.