عباس يقيل ياسر عبد ربه والأوروبيون يحذرون من إقالة فياض

المدينة نيوز - مسؤولون في حركة فتح أن ياسر عبد ربه اقيل من منصبه كمسؤول الإعلام الرسمي في السلطة الفلسطينية على أثر خلاف بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسط مطالبات بأن يتم سحب منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منه، لكن الجميع يؤكد ان هذا الخلاف يعود لأشهر مضت، وتحديداً لفترة التحضير للتوجه للأمم المتحدة.
وأن الرسالة الموجهة من الرئيس عباس إلى بنيامين نتنياهو والتي رفض عبد ربه هو وفياض المشاركة في حملها مع الدكتور صائب عريقات، كانت 'القشة التي قصمت ظهر البعير'، بحسب ما قاله مسؤول كبير في حركة فتح، لكنه أشار إلى أن خلافات كامنة كانت بين الرجلين تختمر إلى أن وصلت الأمور لهذا الحد.
ويرى مطلعون على الأزمة أن الرئيس طلب إشراك عبد ربه في الوفد المتوجه برسالته لنتنياهو، ليضعه بموقف لا يمكن خلاله التملص من إعلان معارضته لسياسة الرئيس، وأنه كلفه بالمهمة هذه وهو يتوقع أن يتراجع عبد ربه عن المشاركة في أي لحظة، لكن وفق المعلومات لم يكن أحد يتوقع من القيادة الفلسطينية أن يتراجع فياض هو الآخر عن المشاركة.
وكان الرئيس يعلم جيداً طوال الفترة الماضية التي سبقت التوجه للأمم المتحدة في ايلول (سبتمبر) الماضي لطلب عضوية لدولة فلسطين، وفي الفترة التي تلتها أن عبد ربه لم يكن من السياسيين المحيطين به الموافقين على هذا التوجه السياسي، حيث انحاز عبد ربه الى مواقف عربية تضغط على عباس لعدم الذهاب الى مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطين.
وبحسب المعلومات فإن عبد ربه كان يقلل من أهمية التوجه لتقديم طلب العضوية، ويبلغ من يستقبلهم سواء كانوا ساسة فلسطينيين أو دوليين بأن الرئيس وضع خطة التوجه كـ'مناورة' فقط، يهدف من ورائها الضغط على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وإسرائيل.
ويدل على ذلك بحسب مسؤول مطلع عدم اصطحاب الرئيس لعبد ربه في جولاته الخارجية التي تلت التوجه للأمم المتحدة، لحشد تأييد لصالح القضية الفلسطينية، والاكتفاء فقط بأخذه إلى الأمم المتحدة فقط.
وكان عبد ربه بالعادة يرافق الرئيس بصفته أمين سر اللجنة التنفيذية، وهو ثاني أعلى منصب قيادي في المنظمة بعد الرئيس، لكن خلال جولات الرئيس الأخيرة اختفى ولم يلاحظ مشاركته في أي زيارة خارجية.
مصادر كانت قريبة من السيد عباس لاحظت اثناء توقفه في عمان في طريقه لتوقيع اتفاق الدوحة، عدم وجود حرارة او مودة بين الجانبين، وقيل لها عندما استفسرت عن ذلك ان عبد ربه لم يعد مقربا من الرئيس.
وان الرئيس عباس كان بصدد اصدار قرار بتجريده من ملف الاعلام وخاصة التلفزيون، ولكنه تريث بسبب جهوده لانجاز الاعتراف بدولة فلسطين.
ويتوقع مسؤولون في المنظمة وحركة فتح أن يبادر الرئيس إلى اتخاذ قرار ثان بحق عبد ربه، يجرده خلاله من مهامه كأمين سر للجنة التنفيذية، على أن يعطي هذا المنصب لأحد أعضاء حركة فتح في التنفيذية، كما كانت تنادي الحركة خلال الفترة الماضية، على اعتبار أن هذا المنصب من حقها، إذ كان يشغله خلال رئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات للمنظمة الرئيس الحالي أبو مازن.
ويشير هؤلاء المسؤولون إلى ان قرار إعفاء عبد ربه من مهامه كمشرف على الإعلام الرسمي في السلطة، والذي يضم هيئة الإذاعة والتلفزيون سيكون مقدمة لإعفاء الرجل ومعاونيه من الكثير من المناصب الحكومية الأخرى.
ونشر موقع مفوضية العلاقات الوطنية التابع لحركة فتح خبراً أشار فيه نقلاً عن مصادر مطلعة إلى أن قرارا رئاسيا جديدا صدر يقضي بأن يباشر ياسر عبد ربه المشرف العام على الإعلام الوطني مهامه الجديدة كمستشار سياسي بهيئة الإذاعة والتلفزيون، بعد أن صدر قرار بإعفائه من مهامه.
لكن عبد ربه وفي تصريحات صحافية نفى أن يكون قد أبلغ بقرار إعفائه من مهامه.
وكان المجلس الثوري لحركة فتح وهو بمثابة 'برلمان الحركة' طلب في بيانات رسمية تلت اجتماعات سابقة له في مدينة رام الله من الرئيس عباس واللجنة المركزية بالعمل على إقصاء عبد ربه من منصبه، وتكليف شخصية فتحاوية بهذا المنصب.
إلى ذلك، استبعد سياسيون فلسطينيون كبار أن تطال عمليات سحب الصلاحيات هذه من قبل الرئاسة الدكتور سلام فياض، وذلك بعد تردد أنباء بورود مطالبات من شخصيات فتحاوية باستبداله.
وفي ذلك الاطار تحدثت بعض الانباء بأن الدول المانحة للسلطة الفلسطينية حذرت عباس من محاولة إقالة فياض أو استبداله أو مصادرة ما وصفتها بسيطرته على وزارة المالية، وفق ما نسبته صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية لمصدر دبلوماسي غربي لم تسمه يقيم في إسرائيل.
وقالت الصحيفة نقلا عن الدبلوماسي الغربي: 'إن هذه الدول على علم بمحاولات أبو مازن المتواصلة لإزاحة فياض عن وزارة المالية التي يحتفظ بها منذ أن عينه أبو مازن رئيسا لحكومة تصريف أعمال خلفا لإسماعيل هنية رئيس حكومة غزة.
وقال الدبلوماسي 'إننا لن نسمح بذلك.. لقد أوضحنا للرئيس عباس أن المساعدات الدولية ستتأثر إذا ما أقال فياض'. ( القدس العربي )