اولياء امور يدعون لتنمية احساس الابناء بالمسؤولية المالية لاسرهم

المدينة نيوز - امهات واباء عدة يحاولون ما استطاعوا توفير متطلبات اطفالهم التي لاتنتهي، وبخاصة الكمالية كالالعاب الكرتونية، واجهزة الحاسوب،التي تعرضها وسائل الاعلام المتعددة يوميا، وفي الوقت ذاته يسعون جادين لتنمية الاحساس بالمسؤولية لدى الابناء في عدم الانفاق غير المبرر، والزائد عن الحاجة.
وتقول سلوى المشاقبة (ام لثلاثة اطفال) ان أطفالها يحبون اقتناء كل جديد من اجهزه حديثة، والعاب رغم محاولاتها المتكررة لبيان ان المال ليس متوفرا دائما لتحقيق رغباتهم الكثيرة .
وتبين سمارة محمد (ام لطفلتين) انها توفر متطلبات ابنتيها بقدر امكاناتها المادية؛ مع حرصها على مواكبة الجديد لهما، مشددة انها لا تسير خلف عاطفة حبها لابنتيها بتوفير كل ما يطلبن دون معرفة اهمية تلك المتطلبات لهن .
ويذكر ابو محمد (اب لسبعة اطفال) انه لا يحقق مطالب اولاده كافة ليس بخلا، وانما ليتعودوا على العيش حسب واقعهم، ولتعليمهم الاسس التي يجب ان تراعى في الحياة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي للاسرة .
وفي السياق ذاته قالت الاخصائية الاجتماعية حنان المجالي ان مطالب الاطفال جمة وواجبنا كوالدين عدم الانصياع لانانية الطفولة مبينة ان المغريات كثيرة ومهما يملك المرء من المال فلن يستطيع تلبيتها كافة، ويجب اعلامهم بالمشقة التي يتكبدها الوالدان لتوفير مستلزماتهم الاساسية، وان المال ليس متوفرا دائما، مؤكدة ان الاستجابة لرغباتهم بشكل دائم تعد تنشئة بعيدة عن المعايير التربوية السليمة وممهدة لفسادهم.
واضافت ان الام في اكثر الاحيان هي الاساس في تمادي طفلها في متطلباته؛ لتلبيتها له مهما كانت مكلفة، وعليها اتباع طرق واسس سليمة تعلمه فيها مقدار المسؤولية الواقعه عليه باشراكه ووالديه في وضع الخطط والتدابير لميزانية الاسرة وسبل انفاقها وتعريفه بالالتزامات المترتبة على العائلة من مصروفات من مأكل وملبس وفواتير الكهرباء والماء والمدارس وغيره، واشراكه في شراء مستلزمات المنزل لتعليمه طرق توجيه المال ضمن حدود الميزانية المرصودة للشراء.
واوضحت المجالي ان معرفة الطفل بالارتباطات المالية لعائلته تغرس لديه حس المسؤولية، ويبدأ بترتيب الالويات لمعدلات انفاق المال واتجاهاته حتى يصل لقناعات انّ التمتّع بالحياة يجب أن يكون بحدود المعقول وان هنالك اولويات تتقدم الرفاهيات .
وقالت المرشدة التربوية راكزة القاضي انه يجدر بالأم أن تشرح لطفلها أنّ لكل أسرة، مهما كانت درجة ثرائها أو فقرها، متطلبات أساسية، ويجب أن يفكر كل فرد من أفرادها في تحديد إنفاقه بما يتناسب مع الدخل الذي يتوافر لها، فلا يصحّ أن يبالغ أحدهم في طلباته ويعمل على تبذير الدخل ارضاء رغباته دون النظر للآخرين.
وذكرت ان هنالك اطفالا يتركون مقاعد التعليم لمساعدة عائلاتهم في البحث عما يسد رمقهم ، داعية الاسر الميسورة الى تقديم المساعدة لهم ولو كانت بسيطة، خاصة عندما تفقد تلك الاسر مصدر دخلها .
ولتنمية الاحساس بالمسؤولية لدى الاطفال شددت على اسناد اعمال منزلية لهم مقابل اجر مثل تنظيف غرفته او الحديقة او العناية باخوته الصغار وغيرها من الاعمال التي لا تكون عبئا كبيرا عليه، ليشعر بقيمة المال الذي حصل عليه من تعبه .
وقالت القاضي ان من انجح الوسائل لتعليم الاطفال كيفية انفاق المال في الامور التي تستحق استخدام الادخار منذ المراحل المبكرة من عمر اطفالنا بتعليمهم بان يوفر جزءا من مصروفه الشخصي او قيمة الهدايا المالية التي يتلقاها في الحصالة المخصصة له ليتسنى له فيما بعد استخدام هذا المال في شراء حاجاته اوهدية لصديق . (بترا)