فقد بصره بعصا استاذه .. الطفل الهويمل يبصر بمكرمة الملك وجلالته يمازحه " عندما تكبر ساعينك رئيسا للديوان الملكي"
المدينة نيوز - تابع برنامج "صباح المدينة" الذي يبث عبر اذاعة "صوت المدينة ، 88.7" اليوم الاربعاء اللفتة الملكية السامية التي تخطت كل الحواجز وكسرت خطوط البروتوكول، بتكفل جلالة الملك عبد الله الثاني بدراسة وعلاج الطالب محمد هويمل الذي فقد البصر بعينه اليمنى تحت وطأة عصا أستاذه قبل نحو شهرين. .
وبدأت القصة حين التقط الملك قصة الطفل " محمد هويمل" من بواكيرها، حيث ظل جلالته يتابع تفاصيلها، حتى بات الطفل رمزا لقضية كانت وما تزال تحظى بموقع الصدارة على أجندة الملك.
لا للعنف ضد أحباب الله الأطفال، هذا ليس مجرد قول وكلام يقف عند حدود التوجيه الملكي بأن "العنف ضد الأطفال خط أحمر"، بل ها هو الملك بنفسه يتابع قصة طالب ضربه معلمه في مدرسة أساسية بمنطقة تكاد تكون نائية في لواء الأغوار الجنوبية.
محمد الهويمل (12 عاما) طالب فقد البصر بعينه اليمنى تحت وطأة عصا أستاذه قبل نحو شهرين. كان من الطبيعي أن يكره المدرسة ويرفض العلم بـ"العصا" فيقرر ترك الدراسة حتى لا يتذكر كيف ضربه أستاذه أمام أقرانه.
وكانت اذاعة صوت المدينة من أوائل وسائل الاعلام التي تناولت قصة الطالب محمد الهويمل.
ولما عجزت جهات كثيرة عن فعل أي شيء حيال طفل بات يرفض العلم ويكره المدرسة لأسباب "منطقية" في نظره بحسب ما نشرته صحيفة الغد في عددها الصادر هذا الصباح، فإن جلالة الملك لا يقبل لأي طفل أردني بما لا يقبله لأطفاله. جلالته لم ينتظر وكان المبادر لاحتضان الهويمل، فهو بنظر الملك واحد من أبنائه يقع على كاهل جلالته توفير أفضل سبل العيش الكريم لهم وضمان مستقبلهم. ولأن لا مستقبل بلا علم؛ ربت الملك، الأسبوع الماضي وفي بيت الأردنيين جميعا: الديوان الملكي، على كتف الطفل الهويمل، احتضنه وهمس في أذنه: "ستلتحق بأفضل المدارس وستتلقى العلم بأفضل الجامعات، فأنا كفيلك وسأظل أتابع أوضاعك حتى تصير رجلا يفاخر بأنه أردني ويفخر الأردن بأنك من رجالاته الأوفياء"، بل راح جلالته يمازح الفتى الهويمل في حضور رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي: "عندما تكبر سأعينك رئيسا للديوان"، فكان كلام الملك يغسل أحزان الفتى وينتشله من بؤس الظلمة التي غشيت عينه، ليضعه في دائرة النور الذي لطالما بدد به الهاشميون الظلمات.
وأوعز جلالته لطبيبه الخاص بمتابعة حالة الطفل ومعالجته وإيلائه الاهتمام اللازم والرعاية الطبية.
وليد هويمل والد الطفل نقل تساءل الطفل بحسرة كلما تذكر الحادثة: "ماذا عملت لمعلمي كي يفقدني عيني؟" ، وقال أن ابنه محمد تحول إلى شخص منعزل عن أسرته وأصدقائه بعد علمه بأنه لن يتمكن من الرؤية بعينه اليمنى طوال حياته.
يذكر أن صحيفة الغد قد ذكرت أن هناك جهات رسمية قصرت وحاول بعضها "لفلفة" القضية، الا أن عين الملك ظلت مفتوحة ترقب ويده مبسوطة تقدم العون.