السفير الروسي يشيد بمسيرة الإصلاح الأردنية

المدينة نيوز - أشاد السفير الروسي في عمان الكسندر كالوغين بمسيرة الإصلاحات التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية.

وقال في حوار خاص الاثنين بمناسبة احتفالات روسيا بعيد النصر بالحرب الوطنية العظمى ان الاردن من اوائل الدول التي تشكل هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات النيابية وادارتها، ما يؤكد حرص القيادة الاردنية على الشفافية والنزاهة في اجرائها.

واضاف ان المراجعة الشاملة التي اجريت للدستور الاردني والتعديلات، وادخلت عليه اضافة الى إنشاء المحكمة الدستورية وغيرها كلها تعكس الجدية في عملية الاصلاح في الاردن.

وردا على سؤال حول علاقات الصداقة الثنائية بين الاردن وروسيا قال كالوغين انها تاريخية وتعود الى عام 1963 تاريخ إقامة علاقات دبلوماسية كاملة على مستوى السفارات بين البلدين، مشيرا الى ان الزيارات الملكية الى موسكو منذ عام 2001 والتي تتكرر سنويا ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والعسكرية.

واوضح ان أول زيارة ملكية الى موسكو قام بها جلالة الراحل الملك الحسين بن طلال عام 1968 اسست لبناء علاقات طيبة ومتميزة بالرغم من وجود الفوارق الايديولوجية والاجتماعية في البلدين آنذاك.

واكد وجود مشروع اقتصادي كبير يتمثل ببناء صوامع لتخزين القمح الروسي في العقبة مع اعطاء اولوية الاستثمار الروسي، وإعادة التوزيع بالمنطقة للاردن، مشيرا الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي اكثر من 400 مليون دولار.

وحول عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط قال كالوغين انها تشهد حالة غير مسبوقة من الجمود وتواجه صعوبات كبيرة، مشيرا الى انه بالرغم من الجهود التي تبذل من قبل جهات دولية عديدة ومنها الرباعية الدولية لدفع عملية السلام لكن للأسف فإن التعنت الاسرائيلي والاجراءات الاستيطانية المستمرة من جهة والانقسام الفلسطيني ــ الفلسطيني من جهة اخرى يحولان دون تحقيق أي تقدم في المدى المنظور.

وكشف عن ان موسكو ستستضيف هذا الصيف لقاءات فلسطينية ــ فلسطينية لتقريب وجهات النظر ومحاولة التوصل الى موقف فلسطيني موحد لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيدا بالجهود الاردنية التي بذلت في بداية العام من خلال استضافة لقاءات استكشافية في عمان بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتهيئة البيئة المناسبة التي تسمح بالبدء بمفاوضات جادة تفضي بالنهاية الى إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة جغرافيا.

وحول ما يثار من قبل المثقفين والمفكرين العرب حول الربيع العربي إن كان طوفانا على العرب ام سبيلا للتخلص من الديكتاتوريات والظلم والعبودية ومدى تأثر العلاقات العربية ـــ الروسية بهذا الربيع، قال السفير الروسي ان الربيع العربي ظاهرة شعبية وطبيعية وليس طوفانا وليس مستوردا على الرغم من ان بعض الجهات او القوى السياسية تحاول تغيير مسار هذه الظاهرة بما يخدم مصالحها الا انها تسعى الى إحداث تغييرات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي بسبب الفقر والبطالة التي تشهدها دول المنطقة، مؤكدا ان العلاقات العربية ـــ الروسية لن تتأثر بالاحداث الجارية في المنطقة.

واضاف ان روسيا منذ البداية تؤيد التغييرات الايجابية من اجل تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين ومواجهة ظواهر الفساد والبطالة والفقر ولكننا نفضل التغيير بالحوار وليس بالثورات لأننا عانينا اثارها كثيرا.

وحول تطورات الموقف الروسي من الملف السوري وما يجري من أحداث على الساحة السورية قال كالوغين إن أي تغيير سلبي في الوضع السوري يمكن ان يؤثر جذريا على الواقع الجيوسياسي في المنطقة وسيؤدي الى عراق ثان وفوضى وحرب اهلية في سورية.

واضاف ان روسيا ومنذ البداية مع الإصلاحات والديمقراطية في سورية ولكن للأسف القيادة السورية تأخرت واضاعت الوقت في التعامل مع الاحتجاجات وإنجاز الاصلاحات مبكرا، مشيرا الى ان المعارضة اكثر تشددا الآن وترفض الحوار مع النظام والخيار الآن إما الحرب الأهلية او الحوار.

وحول الاحتجاجات التي جاءت عشية تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس وتزامنها مع احتفالات روسيا بعيد النصر ودلالاتها على المرحلة المقبلة في روسيا قال كالوغين ان روسيا تحيي في التاسع من ايار من كل عام ذكرى النصر في الحرب الوطنية العظمى وفاء وتكريما لملايين الشهداء وإكبارا لمن قدموا حياتهم في سبيل الحرية ورد الظلم، وفي هذا اليوم يتوافد آلاف المواطنين وعشرات المحاربين القدامى وابطال الاتحاد السوفييتي السابق الى الساحة الحمراء وسط موسكو لوضع الزهور على ضريح الجندي المجهول والشعلة الخالدة، مشيرا الى ان عيد النصر في روسيا مناسبة للاحتفال وتمجيد لذكرى الابطال.

وقال انه لن يكون هناك ربيع روسي على غرار الربيع العربي، وذلك للتأييد الشعبي الكبير للرئيس بوتين والسياسة التي ينتهجها، مشيرا الى ان نتائج الانتخابات الرئاسية في آذار الماضي اثبتت ذلك اذ بينت ان حوالي 64 بالمئة من الناخبين صوتوا لصالح الرئيس بوتين.

واضاف ان ظاهرة الاحتجاجات هي ظاهرة طبيعية وبخاصة ان اكثر من 60 مليون روسي أي ما يعادل نصف سكان روسيا يستخدمون اليوم الانترنت ويتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكنهم من الاطلاع على ما يجري في العالم ولا يمكن منع هذه المعلومات وعلينا تطوير هياكل ومؤسسات المجتمع وإثراء الحوار وصولا الى تصورات مشتركة مع كل الاطراف السياسية في روسيا.

وفيما يتعلق بمنظومة الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا قال السفير الروسي ان روسيا تمتلك علاقات مع الولايات المتحدة واتفاقيات للحد من الأسلحة الاستراتيجية وعدم نشر أسلحة تهدد الامن القومي الروسي، مشيرا الى ان منظومة الصواريخ في اوروبا هي ما يهدد روسيا اليوم وسنعمل على تكثيف جهودنا مع اميركا والغرب لإزالة هذه المخاوف من هذه المنظومة.

وقال إذا شعرنا بالقلق سنطالب بضمانات قانونية تؤكد ان المنظومة غير موجهة ضد روسيا، مؤكدا عدم سعي بلاده للمواجهة مع اميركا والغرب لأن مثل هذه المواجهة تضعف روسيا كما حدث ذلك مع الاتحاد السوفييتي السابق.

وحول التعاون النووي الروسي ــ الايراني اكد كالوغين ان البرنامج النووي الايراني لا يشكل أي تهديد للسلم العالمي وان البرنامج يخضع بالكامل لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويستخدم للأغراض السلمية فقط.(بترا)