آريين روبن: لقد حان الوقت

المدينة نيوز - حمل قميص بايرن ميونيخ الكثير من اللاعبين الهولنديين العالميين، ولعل أبرزهم يان فوترز و روي ماكاي و مارك فان بومل و آريين روبن، إلى جانب المدرب لويس فان غال. هذه فقط قائمة مختصرة لبعض الأسماء الهولندية اللامعة التي تركت أثراً دامغاً في ذاكرة العملاق البافاري.

استحضر ماكاي النجم الهولندي السابق بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي (فيفا) ذكريات الماضي قائلاً: "لقد كان ذلك بكل تأكيد من الأسباب التي جعلت بايرن من أفضل الأندية في أوروبا. يرغب كل لاعب في اللعب على أعلى مستوى، وهذا ممكن مع بايرن. في السابق لم أتردد في التوقيع له. لقد قضيت هناك سنوات جميلة ليس فقط على المستوى الرياضي بل أيضاً على المستوى الشخصي." وكان هذا المهاجم السابق قد انتقل عام 2003 إلى بايرن ميونيخ بصفقة قياسية وقتها بلغت 19 مليون يورو، وحتى بعد رحيله في سنة 2007 ما زال يحافظ على علاقته بزميله السابق وكابتن الفريق الثاني باستيان شفاينشتايجر.

وقد شهد في الفترة التي قضاها في مدينة ميونيخ أيضا النزالين الوحيدين ضد نادي تشيلسي ضمن دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا في موسم 2004/2005. وفي هذا السياق علّق ماكاي قائلاً: "خسرنا خارج الميدان بنتيجة 2-4 ثم فزنا على ملعبنا 3-2. وفي النهاية لم يكن ينقصنا سوى هدف واحد، ولقد كان ذلك محبطاً للغاية."

روبين ومواجهة الماضي

 بعد مرور سبع سنوات تستضيف الآن قلعة النادي البافاري "أبرز حدث في تاريخ نادي بايرن"، على حد قول رئيس النادي أولي هونيس. ويعتبر بايرن ميونيخ أول فريق في تاريخ دوري الصفوة الأوروبي يبلغ مباراة النهائي التي ستجرى في ملعبه، وهو ما يعد إنجازاً تاريخياً بالفعل. أوضح ماكاي قائلا: "إنه أمر لا يصدق، ولم يحدث من قبل. ويملك بايرن حظوظاً وافرة للظفر باللقب. فامتياز الأرض والجمهور سيكون بدون شك حافزاً كبيراً".

السبت ستسلط الأضواء على نجم هولندي آخر، آريين روبن، ليس فقط لأنه من أفضل الأجنحة في العالم لكن أيضا لأن ذكريات الماضي لاحقته خلال هذا الموسم. خاض ابن الثامنة والعشرين في أول الأمر مباراتين ضد ريال مدريد الذي دافع عن ألوانه من عام 2007 حتى 2009، وها هو الآن سيواجه نادياً آخر لعب في صفوفه، إذ سبق لوصيف بطل العالم أن تألق بقميص أبناء قلعة ستامفورد بريدج بين عامي 2004 و2007 حيث خاض هناك 106 مباراة رسمية سجل فيها 19 هدفاً.

وصرح هذا المهاجم السريع قائلاً: "إنه بالطبع أمر مميز. فهما نادياي السابقان، إذ تفوقنا أولاً على ريال مدريد، ويتعين علينا الآن التغلب على الفريق الآخر. أمضيت فترة رائعة في تشيلسي، وما زالت أتابعه، وأشعر بالسعادة عندما أراه يحقق النجاح لأنني أعلم كيف يعيش الأنصار ذلك. لقد كانت لدي دائماً علاقة جيدة مع الجمهور. عندما يحققون النجاح، أفرح للغاية لكن هذا النهائي هو مختلف قليلاً بالطبع."

الشغف الكبير

لا عجب أن يشعر هذا النجم الهولندي هناك بالراحة، فقد توّج خلال ثلاث سنوات بستة ألقاب بما فيها لقب الدوري الإنجليزي في مناسبتين (2005 و2006) وكأس إنجلترا في عام 2007. وأكد روبين في هذا الصدد قائلاً: "ما كنت دائماً أجده مبهراً هو شغف اللاعبين الإنجليز. قبل خمس أو عشر دقائق من الخروج إلى أرض الملعب يكون اللاعبون مسترخين ويمزحون لكن عندما يحين الوقت يتحولون إلى أشخاص مختلفين تماماً. من الجميل رؤية هذا الشغف الذي يميز ثقافة الإنجليز والكيفية التي يعيشون بها كرة القدم."

لكن السبت، سيحظى بايرن بكل الأهمية، وسيحتاج بدون شك إلى تألق وبراعة روبن، الذي سجّل خلال هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا أربعة أهداف ومرر تمريرتين حاسمتين، من أجل تجاوز البلوز. وقد أفصح بقوله: "لا يمكن القول إنها ستكون مباراة سهلة. إنه نهائي دوري أبطال أوروبا، وسنواجه أحد أقوى الفرق في أوروبا. فقد فاز على برشلونة ولعب بشكل جيد جداً ضد نابولي. فهناك خطر كامن، ويمكننا أن نشعر أن الكثيرين يعتبروننا المرشح الأكبر لأننا نلعب في ملعبنا. لذلك يجب توخي الحذر."

"حان الوقت"

بمعية لاعب يشبهه في السرعة والمهارة في الجهة اليسرى وهو فرانك ريبيري، يتوقع أن يتألق روبن ويتفوق في الجهة اليمنى. فالسرعة الفائقة والمهارات الخارقة والفعالية التهديفية العالية، كلها صفات تؤهل الثنائي "ربيري" ليكون من أفضل الأجنحة في العالم. وأوضح روبن قائلاً: "ينبغي علينا أن نعمل كفريق. إذا نجحنا في ذلك، يمكن عندها للاعبين مثل فرانك وأنا حسم مباراة كهذه. من الجيد أن يكون معنا هذه المرة، فهو مهم للغاية بالنسبة لنا." وكان النجم الفرنسي قد غاب في عام 2010 عن النهائي ضد نادي إنتر بسبب تلقيه البطاقة الحمراء في دور الأربعة. وقد خسر بايرن النهائي بهدفين نظيفين.

وختم روبن حديثه قائلاً: "حان الوقت ليتوّج المرء لمرة واحدة في حياته بلقب دوري الأبطال. أظهرنا في أوروبا خلال هذا الموسم أننا من أفضل الفرق، ونأمل أن نصبح السبت أفضل فريق في القارة، وسيكون ذلك أعظم إنجاز."