الطلاق بعد سنّ الخمسين مأساة ونهاية مرّة لأحلام الحياة:

المدينة نيوز - الطلاق شرّ لا بدّ منه، وهو أيضاً أبغض الحلال عند الله عز وجل. إنه الفاصل الذي يبعد القلوب المُحبّة عن بعضها، وآخر الحلول لمشاكل يستحيل حلّها. أن تتطلّق المرأة أو الرجل في سنّ الشباب قد يكون أقل وطأة وأخف؛ لأن الفرصة تظل سانحة لبدء حياة جديدة والبحث عن شريك أو شريكة أخرى ، لكن ذلك يصعب ويتعقّد عندما يأتي الطلاق متأخراً ليفجّر قنبلة ربما تكون بوقع قنبلة ذرية على القلوب والعقول والمستقبل والأحلام.
هل أتطلّق بعد سنّ الخمسين أم أتحمّل المشاكل لِما تبقّى من الحياة؟
سؤال تصعب الإجابة عليه من قبل النساء بشكل خاص؛ لأن الرجل يظلّ قادراً على إيجاد شريكة تصغره بكثير. أما المرأة التي تتجاوز الخمسين من العمر، فإن الطلاق يعني نهاية مرّة وأليمة، وحلم إيجاد شريك آخر يبقى قائماً، ولكن صعب التحقيق على أرض الواقع.
معهد "جوتوليو فارغاس" البرازيلي للدراسات الاجتماعية في مدينة ساو باولو أكّد في دراسة له تحت عنوان "الطلاق بعد سن الخمسين" أن التردّد والحيرة والارتباك هي ما تصيب المرأة إن شعرت بأنّ الطلاق قادم، ولابدّ منه بعد عِشرة سنوات طويلة من الزواج. تتردّد لأنها تعلم بأن حياة ما بعد سنّ الخمسين صعبة جداً بالنسبة للمرأة. و ترتبك لأنها لا تعرف ماذا تفعل لإصلاح العلاقة الزوجية إذا كان الزوج مصرّاً على الطلاق، وتصاب بالحيرة حول ماذا كان ينبغي عليها تحمّل المشاكل الزوجية طوال حياتها.
الطلاق بعد الخمسين نهاية لأحلام المرأة:
قالت الدراسة التي أعدّها خبراء في الشؤون الاجتماعية إنّ طلاق المرأة بعد سنّ الخمسين يضع نهاية محزنة جداً لأحلامها حول المستقبل، وكل ما يتعلّق بنشاطاتها. وأضافت الدراسة أنّ قلب المرأة يتحطّم تماماً عندما تتخيّل حياتها دون شريك، أو أحد يشاركها أحلامها التي بنتها وعلّقت عليها كل آمالها.
وتابعت الدراسة تقول إنّ المرأة بشكل خاص تبني أحلاماً كثيرة حول مستقبلها، وتخطّط وتعتقد بأنها ستكون قادرة على تحقيق ما خطّطت له، ولكن كل شيء يتبخّر. الحزن يكبر ويتضخّم أكثر عندما يأتي الطلاق في سنّ تكون فيها بأشدّ الحاجة لشريك تكبر معه في السنّ، وتتحسّر لأنها لن تستطيع جني ثمرات سنوات طويلة من العمل والعيش المشترك مع زوج كان وربما مازال حبه يملأ قلبها.
طلاق المرأة التي لم تنجب أطفالاً كارثة:
وصفت الدراسة الطلاق بالنسبة للمرأة التي لم تنجب بعد تجاوزها الخمسين عاماً من العمر بأنه كارثة بكل ما في الكلمة من معنى. إنه يعني بالنسبة إليها الوحدة والعزلة والانتقادات والمجتمع الذي لا يرحم.
وقالت الدراسة إنّ طلاق المرأة بعد سنّ الخمسين يمكن أن يكون أخفّ حملاً إذا كان عندها أولاد يمكن أن يعوّضوها عن انفصالها عن زوجها، ولكن المرأة الوحيدة تدخل ضمن قوقعة ضيّقة ليس فيها إلا هي وخيالها.
المرأة التي لم تنجب ربما تتحمّل على مضض كل مشاكل زوجها لتفادي الطلاق:
أوضحت الدراسة طبقاً لأرقام إحصائية للمعهد أنّ نسبة خمسة بالمائة فقط من النساء اللواتي لم ينجبن أطفالاً تقبّلن الطلاق، فيما تصل النسبة إلى ثلاثين بالمائة بالنسبة للنساء اللواتي أنجبن أطفالاً. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الإحصائية لا تنطبق فقط على البرازيل، بل ربما تكون عالمية. فالمرأة بعد سن الخمسين لديها تفكير متشابه في كل مجتمعات العالم. إنها تدرك بأن قطار الحياة قد فاتها، وطلاقها بعد سنّ الخمسين يعني نهاية لحياتها العاطفية .وهو الأمر الذي يصعب على النساء قبوله في هذه السنّ.
كشفت الدراسة أن نسبة أربعة وخمسين بالمائة من النساء اللواتي تتطلّقن بعد سنّ الخمسين أصبن بأقوى درجات الاكتئاب بسبب الخوف من الوحدة وفقدان أي أمل في الحياة، والتصوّر بأن الحياة قد انتهت بالنسبة إليهنّ. وقالت الدراسة إنّ هذا الاكتئاب يبقى دون علاج؛ لأن الإنسان يتعافى من الاكتئاب إذا شعر بأنّ الآمال مازالت كبيرة في الحياة ولكن المرأة التي تتطلّق بعد سن الخمسين تعتبر نفسها إنساناً من دون آمال.
(سيدتي)