الممرضة سعدية من اوائل المتقاعدات العسكريات انموذج عطاء في بناء الوطن

تم نشره الأحد 27 أيّار / مايو 2012 12:16 مساءً
الممرضة سعدية من اوائل المتقاعدات العسكريات انموذج عطاء في بناء الوطن

المدينة نيوز - قبل نحو نصف قرن من الزمان التحقت سعدية يوسف رشيد الحاصلة على شهادة التمريض من احدى مدارس وكالة الغوث في ذلك الوقت بالقوات المسلحة الاردنية ، ممرضة في عيادة عائلات الضباط - معسكر الزرقاء .

(سستر سعدية) كما تحب ان تسمى , والمولودة في الخليل ، هي من اقدم المتقاعدات العسكريات ممن عملن في مجال التمريض وانموذج لعطاء المرأة الاردنية في السلك العسكري ، وعنوان عطاء وشموخ تستحق جبهتها تاج الجيش العربي واوسمة الخدمة المخلصة والكرامة واليوبيل التي تقلدتها خلال سني خدمتها .

الممرضة سعدية استقرت بعد رحلة عمل دامت اربعا وعشرين عاما , حيث امضت معظم سني خدمتها في مستشفى الامير هاشم - مستشفى التضميد سابقا - .

قبل عملها في عيادة الضباط في معسكر الزرقاء عملت سعدية في مستشفى الاميرة عالية بمدينة الخليل , وكان عمرها آنذاك 16 عاما تقول : قرأت في الصحف عن حاجة القوات المسلحة الاردنية لممرضين وممرضات فتقدمت وقبلت .

تتابع : غادرت الخليل الى عمان ثم الزرقاء ، وفي ذلك الوقت كان الترحال والتنقل بين مدن الضفتين كما هو بين مدن كل منهما ، فكان الامر عاديا ان يذهب سكان الخليل مثلا الى عمان او الزرقاء او الكرك او غيرها من باقي محافظات المملكة ، بقيت لمدة شهرين لوحدي وبعدها استقر بي السكن في الزرقاء مع والدي ووالدتي .

وتضيف : تاريخ تعييني كان في الرابع من تشرين الاول 1958 بوظيفة مدنية لستة اشهر براتب مقطوع يبلغ عشرين دينارا , بعدها تقدمت باستدعاء لتحويلي الى وظيفة عسكرية ، ونلت الموافقة وحصلت على رتبة (شاويش) .

تسترسل في حديثها بفخر واعتزاز بالقول : بعد ست سنوات من عملي في عيادة الضباط في مدينة الزرقاء انتقلت للعمل في مستشفى الامير هاشم ( التضميد سابقا ) ، فتعاملت مع الآلاف من سكان المدينة ممن كانوا يؤمون المستشفى العسكري لتلقي العلاج المناسب وعشت تلك الفترة التي كان يوصف فيها ال ( اكس باكتورانت ) لعلاج السعال و(الكاولين) لعلاج امراض المعدة الى ان وصل مستوى الخدمات الطبية الاردنية لما هو عليه الآن من سمعة عربية وعالمية متميزة .

وتقول : " تبسمك في وجه اخيك صدقة " ، فكيف اذا كان مريضا ، هكذا كنت اتعامل مع الجميع الذين كانوا يبادلونني الاحترام ويقدرون كل جهد يبذل ، خاصة المريضات اللواتي كن يفضلن التعامل مع الممرضات .

تتذكر اسماء اوائل الاطباء الاردنيين منهم فهمي الرفاعي ، محمد ارشيدات ، فؤاد الكيلاني ,مصطفى المعايطة , سعيد النجار ، سعيد عبد الصمد ، وديع نصار , حيدر عناب , اسماعيل حجازي , نورز شقم , مهند عبد الكريم ، منير عريضة ,عوني الريحاني ,عبد اللطيف وريكات , متروك العون وكساب الحرفوشي .

وتحتفظ بثلاثة دفاتر (اوتوغراف) تلك الدفاتر الزاهية الالوان التي استخدمها الكثيرون قبل عصر التكنولوجيا لتأريخ ذكرياتهم واسماء من يعرفونهم ، يخطون فيها كلمات تبقى للذكرى ، وفيها شهادات لعبد الرحيم ملحس وعبد الرحيم صبار وغيرهما عن تميز عمل سعدية خلال فترة خدمتها .

شهدت سعدية حرب حزيران عام 1967 , ومعركة الكرامة الخالدة عام 1968 ، وكانت وزميلات وزملاء لها ممن قاموا بالاضافة للكوادر الطبية الاردنية المتميزة باسعاف جرحى معارك البطولة والشرف.

حين سألتها عن اكثر اللحظات فخرا وحزنا في آن واحد اوجزت من مخزون ذاكرتها قصة الطبيب نورز شقم احد الذين كانوا في الخدمة العسكرية في المستشفى العسكري في الزرقاء ، وناداه الواجب ليلتحق بصفوف الجيش العربي على الجبهة الشرقية في احدى معارك البطولة والشرف التي خاضها جيشنا الباسل مع العدو الاسرائيلي ، واصيب بقذيفة في بطنه واستشهد على ارض المعركة ، وتم استرجاع جثمانه الطاهر ليدفن في ثرى الاردن الطهور بعد سنوات من استشهاده .

تزوجت سعدية وكان شرطها الوحيد عدم ترك مهنة التمريض فكان لها ما ارادت، رزقت بثلاثة اولاد اكبرهم ايمن وبنت واحدة ، تقول ان اثنين من ابنائي اكملوا تعليمهم في مجال المحاماة والآخر يعمل في مجلس الاعيان ، اما الفتاة فاختارت ان تسير على درب والدتها فدرست في كلية الاميرة منى للتمريض وعملت ممرضة في الخدمات الطبية الملكية لمدة ستة عشر عاما ، لتختار التقاعد اخيرا وتصبح الزميلة القديمة الجديدة لوالدتها .

وتزين احدى واجهات منزلها شهادة موشحة بتوقيع المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ، وباعتزاز وكبرياء تقول : هذه الشهادة حصلت عليها مع تشرفي بحمل النجمة الاولى على كتفي قبل حوالي اربعين عاما .

قبل ختام الحديث وجهت الممرضة سعدية التحية والمباركة للوطن ولقائده جلالة الملك عبدالله الثاني ولجلالة الملكة رانيا العبدالله بمناسبة عيد الاستقلال الميمون وتمنت ان يبقى الاردن على الدوام واحة امن واستقرار .

تقضي الممرضة سعدية اوقات فراغها في العمل التطوعي من خلال جمعيات خيرية تقدم المساعدة من خلالها للاطفال والايتام وهي عضو في جمعية المتقاعدات العسكريات .

لقد اثبتت الفتاة الاردنية في القوات المسلحة كفاءتها في العمل بامانة واحتراف عاليين من خلال القيام بواجباتها الوطنية سواء في مجال التمريض او التعليم او التوجيه المعنوي او الهندسي او الطبي وغيرها من المجالات .

وبدأت المرأة العمل في القوات المسلحة الاردنية عام 1950 كمعلمة في مدارس التربية والتعليم والثقافة العسكرية وجرى التوسع في تجنيد المرأة في مجال التعليم حيث تدير المدارس نخبة نسائية تربوية ومؤهلة من حيث التحصيل الاكاديمي او الخبرات العملية والعلمية .

وفي عام 1962 تأسست كلية الاميرة منى للتمريض بهدف اعداد وتأهيل الفتيات الاردنيات للعمل في القوات المسلحة الاردنية في مجال الخدمات الطبية والتمريضية والمهن الطبية المساعدة , وتم تجنيد الفوج الاول من خريجي الكلية عام 1965 برتبة ملازم اول وكان عددهن انذاك ثماني ضابطات . ( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات