النشامى والساموراي.. لمن الفوز الأول؟

المدينة نيوز- سيكون ملعب سايتاما مسرحا للقاء تاريخي عندما يستضيف المنتخب الياباني نظيره المنتخب الاردني ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثانية للدور الحاسم بتصفيات كأس العالم المؤهلة للبرازيل 2014. فهذه هي المرة الأولى التي يحل فيها الأردنيون ضيوفا على اليابانيين، إذ لم يسبق لهما أن لعبا على أرضهما عندما التقيا ثلاث مرات فقط على مدار 24 عاما.
ويبدو أن عدم لعب أي منهما على أرضه في تلك المواجهات الثلاث قد أفضى لنتيجة واحدة لم تتغير على مدى 270 دقيقة من اللعب، فقد شاءت الأقدار أن يفرض التعادل نفسه سيدا لهذه اللقاءات بل أن الأرقام كانت ذاتها، 1-1 هي النتيجة التي آلت إليها مواجهات النشامى مع الساموراي.
حكاية قديمة في ماليزيا
بدأت حكاية المواجهات في نيسان عام 1988، حيث كانا يتنافسان للتأهل إلى نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في قطر بذات العام. استضافت كوالالمبور مجموعة التصفيات التي ضمت معهما الكويت وماليزيا وباكستان، وقد حكمت الظروف على أن تكون المواجهة الأخيرة هي الفاصلة بينهما، حيث حسمت الكويت أمر البطاقة الأولى وبقيت الثانية. دخل الأردنيون المواجهة متأخرين بفارق هدف وحيد بالترتيب عن اليابان ولذلك توجب عليهم تحقيق الفوز للظفر بالبطاقة الثانية وبلوغ كأس آسيا للمرة الأولى.
لكن مجريات اللقاء لم تجر كيفما أرادوا ونجح اليابانيون في تحقيق مأربهم وخرجوا بنقطة إثر التعادل 1-1 الذي منحهم شرف الوصول الأول للنهائيات القارية، وفي تلك النهائيات تعرضت اليابان لثلاث هزائم وانتزعت تعادلا وحيدا، لكن بعد أربع سنوات بدأت بحصد اللقب تلو الآخر لتحرز الكأس الكبيرة أربع مرات خلال البطولات الست الأخيرة.
موقعة غريبة في الصين
بعد 16عاما حقق الأردنيون حلم التأهل الأول لنهائيات كأس آسيا التي جرت في الصين 2004، وقد حققوا إنجازا لافتا بالتأهل لربع النهائي، وتحتم عليهم منازلة اليابان، لكن هذه المرة كان "الساموراي" حاملا للقب ومرشحا بقوة للحفاظ عليه نظرا لما امتلكه من إمكانيات. جرت المنازلة وعلى غير المتوقع أحدث "النشامى" المفاجأة وباغتوا منافسهم بهجوم مبكر وهزوا الشباك بعد 11 دقيقة عبر رأسية من محمود شلباية، لكن اليابانيين أدركوا التعادل بسرعة عبر سوزكي. استمر التعادل 1-1 حتى نهاية الوقتين الأصلي والإضافي، وكان لابد من حسم الموقف في ركلات الترجيح. كانت تلك الركلات "درامية" لأبعد الحدود، تقدم الأردنيون 3-1 وباتوا بحاجة لهدف وحيد من آخر ركلتين، لكن الضغط الكبير وقع عليهم وأهدروا في مشهد "غريب" أربع ركلات متتالية منحت التعادل ومن ثم الفوز لليابان 4-3.
كان حارس مرمى الأردن الحالي عامر شفيع والذي يلقب بـ "الحوت" نظرا لمهاراته الكبيرة في الذود عن مرماه، يافعا يخوض أولى بطولاته الكبيرة، وقد تألق بشكل كبير في تلك الموقعة وصد العديد من الكرات خلال المباراة ثم أبعد ركلة ترجيحية. وقد عاد شفيع بالذاكرة لهذه الموقعة التاريخية وقال "لقد كانت مباراة لا تنسى، لم يكن أحد ينتظر منا الوقوف ندا لليابان، ولكن أثبتنا قدراتنا وقدمنا لقاء تاريخيا بالفعل. كان يمكن أن نخرج فائزين ولكن الحظ لم يقف معنا في اللحظات الحاسمة من المباراة وركلات الترجيح".
ويضيف "لقد واجهتهم مرتين في كأس آسيا، كانت الثانية في قطر العام الماضي والحمد لله وقفت ندا قويا أمام ضغطهم الهجومي، أعلم أنهم سيحاولون النيل من شباكي، أتمنى أن أكون جاهزا وبتوفيق من الله ومساعدة زملائي بأن أحرمهم من مبتغاهم ونعود بنتجية إيجابية تخدمنا في بقية التصفيات".
منازلة تكتيكية في قطر
شاءت الظروف أن تجمع الفريقين مرة جديدة في كأس آسيا التي أقيمت بقطر بداية عام 2011، حيث افتتحا مشوارهما في دور المجموعات، هذه المرة انتهج الأردنيون بقيادة مدربهم العراقي عدنان حمد أداء تكتيكيا عال المستوى، حيث استوعبوا منافسهم وحموا مرماهم وانطلقوا بهجمات سريعة. نجحوا لحد بعيد في ذلك، إذ قام حسن عبدالفتاح بحركة "خادعة" للدفاع وسدد الكرة لتهز شباك كاواشيما بعد أن ارتدت من قدم المدافع. وقبل ثوان معدودة على نهاية اللقاء سمح الدفاع الأردني لمنافسه في استغلال ركلة ركنية لإدراك التعادل القاتل 1-1 عبر المدافع العملاق يوشيدا.
كان حاتم عقل قائد الكتيبة الأردنية وصخرة الدفاع قد بذل مجهودا كبيرا في تلك المواجهة الثانية له أمام اليابان، وقد تعرّض لإصابة خطيرة قبل دقائق على النهاية أبعدته عن البطولة ولفترة طويلة فيما بعد، وقد اتجه عقل رفقة زملاءه لمنازلة اليابان فوق أرضهم، يقول حاتم " في كل مرة نلتقي فيها باليابان نكون في موضع الشك حيث لا ننال الترشيحات، ولكن في كلا المواجهتين السابقتين بكأس آسيا أثبتنا أننا نكون في المستوى لمنازلة بطل كبير (اليابان)، وهذه المرة لن تختلف الأمور، لكن المباراة صعبة نظرا لعدة ظروف، هي نهاية الموسم بالنسبة لنا وسافرنا لساعات طويلة مباشرة بعد لقاء العراق في عمّان. لكن على الجميع أن يعلم أن هذه تصفيات طويلة والتأهل سيكون بالنقاط ومهما كانت النتيجة سنواصل التنافس.نريد العودة ينتيجة إيجابية من هناك".
عقلية حمد
سيكون العراقي عدنان حمد قائدا لكتيبة "النشامى" من جديد عند مواجهة اليابان، إذ يملك هذا الرجل "عقلية" أثبتت فوق أرض الملعب نجاحا مميزا في مختلف المواجهات. يدرك حمد أن هذه المرة ستكون الأمور مختلفة أمام اليابان، حيث يقول " أعتقد أنهم يعلمون تماما أننا قادرون على فعل أي شيء أمامهم، سيكونون حريصين على كل التفاصيل. لدينا قدرات على تعديل النهج الخططي والتكتيكي بين مباراة وأخرى، اللاعبون لديهم خبرة المواجهات معهم ولدينا عددا من الذين خاضوا اللقاء التاريخي في 2004 ولم نغير الكثير على الفريق الذي خاض منازلة 2011، أعتقد أن تلك النتائج (التعادل في كافة اللقاءات السابقة) ستمنحنا الثقة لتقديم العرض المطلوب للخروج بالنتيجة المرضية لنا".
ثقة أردنية
يدرك كل المتابعين في الأردن أن الثقة لن تهتز بالمنتخب الوطني مهما كانت نتيجة هذه المباراة، فكل الظروف تضغط على فريقهم بداية التصفيات، وحتى بعد التعادل مع العراق 1-1 في الجولة الأولى، باتت القناعة أن التصفيات طويلة ومع مرور الوقت سترتفع درجات الإعداد، ويمكن أن تتحقق النقاط حتى خارج القواعد، فقد أثبت النشامى أنهم قادرون على كل شيء. (فيفا)