خلافات تعيق انعقاده..وابو علي شاهين يؤكد:مؤتمر فتح "سيطير"رؤوسا كثيرة !
المدينة نيوز- تشهد حركة فتح نقاشا واسعا وتحضيرات مكثفة لعقد مؤتمرها العام السادس, مع وجود خلافات عميقة بين عدة تيارات قد تحول دون عقد هذا المؤتمر الذي سيكون في حال انعقاده الاول منذ عشرين عاما.
وتتباين وجهات النظر بين عدة تيارات داخل الحركة التي قادت النضال الفلسطيني منذ الستينات وتشكل التنظيم الرئيس في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية, وتتركز هذه التباينات خصوصا حول مكان انعقاد المؤتمر.
فبينما يدعو تيار لعقده في الاراضي الفلسطينية, يرفض تيار اخر بشدة هذه الدعوة بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي.
وهناك تيار ثالث من الداخل والخارج وحتى من اعضاء اللجنة التحضيرية يعتبر ان عدم عقد المؤتمر حتى الان تتحمل مسؤوليته اللجنة المركزية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, رئيس حركة فتح. ويقول اصحاب هذا التيار ان اللجنة المركزية لا تريد التغيير وبالتالي تحاول تأجيل عقد المؤتمر.
وقال قدورة فارس احد قياديي حركة فتح من الجيل الشاب ان هناك ترددا في اللجنة المركزية بعقد المؤتمر لكن انا واثق من ان المؤتمر سيعقد خلال الصيف المقبل.
لكنه اشار الى البعض يتخوفون على مواقعهم.
بدوره حمل ابو علي شاهين عضو المجلس الثوري للحركة مسؤولية عدم انعقاد المؤتمر الى اللجنة المركزية, مؤكدا ان اللجنة المركزية عبر تاريخها تعودت على الموقع, واذا انعقد المؤتمر فان كثيرا من الرؤوس ستطير.
وكان عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي اصدر بيانا الخميس قال فيه ان الايام القادمة سيتحدد خلالها مكان وموعد انعقاد المؤتمر حيث سيعقد اجتماعين للجنة المركزية والتحضيرية للمؤتمر سيتحدد خلالهما الموعد والمكان.
وكانت اللجنة المركزية طلبت من مصر والاردن السماح بعقد المؤتمر على اراضيهما, فيما يريد اتجاه عقده في الاراضي الفلسطينية, وهو ما عبر عنه قدوره فارس الذي شدد على ضرورة عقده في الضفة الغربية.
رسالة لعباس موقعة من امناء سر حركة فتح في قطاع غزة تطالبه بعقد المؤتمر في مصر كأنسب مكان من اجل تامين حضورهم للمؤتمر.
وقال عزام الاحمد عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان هناك اتجاها قويا يصر على عقده في الخارج, وخاصة اقاليم غزة واقليمي سورية ولبنان بسبب عدم تمكنهم من الدخول, اضافة الى اخرين لا يملكون هويات مواطنة فلسطينية.
واوضح الاحمد ان كل وثائق المؤتمر جاهزة من برنامج سياسي ونظام داخلي, ووثائق المؤتمر سبق ان اعتمدت في اللجنة التحضيرية منذ خمسة اشهر, وطلبنا من الرئيس عباس واللجنة المركزية منذ اشهر الرد على موعد ومكان المؤتمر, ولم نتلق اي رد لحد الان.
وعن الخلافات في فتح قال الاحمد ان الخلافات طبيعية وليست عائقا امام انعقاد المؤتمر.
واستذكر الاحمد المؤتمر الاقتصادي الذي عقد العام الماضي في بيت لحم حيث وضع الجيش الاسرائيلي لافتات ترحيب باعضاء المؤتمر لاستفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني, وتساءل كيف لو تم ذلك الترحيب باعضاء مؤتمر فتح فانه بالتاكيد سيكون اكبر فشل للمؤتمر ولن نتحمل هذا المشهد.
بدوره اعتبر استاذ العلوم السياسة في جامعة القدس عبد المجيد سويلم ان السبب الحقيقي وراء تاخير انعقاد المؤتمر هو الصراع السياسي بين تيارات او وجهات نظر على البرنامج السياسي والجهة السياسية للحركة للسنوات المقبلة.
وتوقع ان يكون داخل المؤتمر اذا ما عقد نقاشات وتعارضات اكبر بكثير مما يتصور البعض.
وتابع اضافة الى ذلك, هناك خلافات بين اجيال وتجارب مختلفة في الحركة وبين اللجنة المركزية والهيئات القيادية الاقل, وهذه الخلافات بسبب نفوذ ومواقع مكتسبة. ثم ان هناك خلافات على طريقة ادارة المجتمع الفلسطيني والدولة الفلسطينية.
واعتبر انه اذا لم تعقد حركة فتح مؤتمرا ديمقراطيا فان ذلك سيؤدي الى خلافات اعمق, اما اذا لملمت صفوفها فانها ستنهض بكل الوضع الوطني الفلسطيني.
وتواجه حركة فتح تحديا كبيرا بعد ان خسرت الانتخابات التشريعية في العام 2006 وما تلا ذلك من سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في حزيران .2007 ويعود آخر مؤتمر عقدته الحركة الى آب 1989 وعقد يومها في تونس.
واعتبر سويلم ان عدم نجاح المفاوضات مع اسرائيل اضافة الى اخطاء السلطة الفلسطينية التي تشكل فتح الفصيل الاساسي بها هو ما ادى الى تراجع شعبية فتح.
اما جبريل الرجوب عضو المجلس الثوري لفتح فقال ان الحركة تواجه ثلاث ازمات هي سياسية وتنظيمية واخلاقية, ونريد مؤتمرا ينهي هذه الازمات ولا يوقعها في مستنقع الاحتلال والاحتواء.
واعرب عن اعتقاده ان الحل لهذه الازمات هو عقد المؤتمر الذي تأخر كثيرا, ولكن يجب ان يعقد المؤتمر على نار هادئة لتعود فتح وتأخذ دورها التاريخي والطليعي.