نشيد كلية الطب البشري في الجامعة الهاشمية بين الق الصورة ودلالة اللفظ
المدينة نيوز - على وقع موسيقى انسيابية حالمة صاغها الموسيقي المبدع محمد حماد بقافية وثابة متغيرة تغطي مساحات واسعة من فضاء المعنى أبدع الشاعر صابر الهزايمة نشيد كلية الطب البشري للجامعة الهاشمية وهو أول نشيد يوضع لهذا الغرض في الأردن وعلى اعتبار أن الشاعر لا يوجد بمعزل عن التأثر بما حوله ولا بمن سبقه أو عاصره وأن قراءاته وتأملاته هي منهل يمده بالمعرفة في إثراء المعنى خاصة عندما تكون الريادة في الحدث والمعاصرة لها سبباً من أسباب الإبداع ولذلك يأتي نشيد كلية الطب في قيمته الحقيقية الفاعلة بالدلالة على تأكيد السعي للعلم من هؤلاء الشباب (الأطباء) وسعيهم السامي لذلك وأمانيهم التي تحققت بظلالها الحانية عطفاً ورأفة وتماهياً مع أنات المريض وضجيج ألمه لتكون بلسماً شافياً تؤكده روح وإخلاص ومثابرة هذا الطالب (الطبيب) فيمسح الألم ويحيي القسم لحظة بعد أخرى وليزرع صبحاً صافياً مورقاً ومبتسماً ولذلك يقول الشاعر مخاطباً كلية الطب:-
فيك للعلم شباب قد سما
والأماني ظلها الحاني همى
فامسحي الآلام احيي القسما
وازرعي صبحاً صفا وابتسما
وفي ضوء هذا الخطاب الواعي بصوره ورموزه وأسلوب تعبيره يأتي التأكيد على المواءمة بين الروح والمادة إذ يؤكد الشاعر خطابه لكلية الطب باستخدام الدواء بعناصره الكيمائية متوازية مع النور الأثيل ليكون علاجاً اختلطت فيه قيم المادة العلاجية وتفاعلاتها مع قدسية ما وراء المكان او الميثافيزيقيا لعلاج الروح العليلة لتكون كلية طب الهاشمية باعثاً لأمجاد الوطن وسبباً في رقيه وتطوره جيلاً بعد جيل ولتكتب أيضا بإرادة وعزم أبنائها (طلبتها) أن لا مفرده عندهم تعني مستحيلاً.
كما يؤكد الشاعر الهزايمة أن كلية طب الهاشمية قد وجدت تحقيقاً لرؤى المخلصين من أبناء الوطن وجهودهم الحثيثة لترى النور على أسس من بنيان متين راسخ لتنشر الآمال ويخضر المدى بعد تحقق وعد الهاشميين في ذلك:-
أنت للأردن نور وهدى
والرؤى تنساب فجراً أغيدا
فانثري الآمال يخضرّ المدى
هاشمياً جاء يحيي الموعدا
وعليه يختم الشاعر النشيد بالتأكيد المطلق على العهد الذي يحمله القسم، قسم الطبيب بأن يسهر على مريضه ويبذل له الجهد والعلم ويقوم على خدمته تحت شتى الظروف وفوق ذلك يؤكد الشاعر على إضافة الجديد لطبيب الهاشمية بأن يحمي العلم وأن يسري هذا الطبيب للمعالي وأن عهده مع المريض والإنسان والأردن هو عهد لا انفصام له:
نحن عاهدنا وأطلقنا القسم
أن نداوي الجرح أن نحمي العلم
للعلا نسري وفيــه نعتصـــم
عهدنا الإيثار لا ... لن ينفصم
على أن الشعر وحده سيظل عاجزاً إن لم يجد الحاضنة الآمنة والرجال الصادقين في ترجمة حلم الشعر إلى واقع معاش والتأسيس لمفاهيم جديدة في الإدراك العلمي والثقافي وصبر أولئك الرجال وعزمهم واحتضانهم للهاشمية (الجامعة) والهاشمية (المصطلح) برؤاها الفياضة والواسعة ليجعلوا من كلية طب الهاشمية قضية يكون الوطن فيها بأسمى معاني البهاء والألق والوئام والمجد والهناء صابرين لتحقيق ذلك مؤكدين كل يوم بتأثيرهم من وحي إنسانيتهم مثلما حال الدكتور كمال الدين بني هاني عميد كلية الطب ورئيس الجامعة في الوقت نفسه وهو الجراح الذي يستقصي كافة السبل للوصول لتشخيص دقيق للعلّة ويحشد كافة الأساليب والوسائل الفضلى والمتطورة لاجتثاث الداء واستئصاله وللأبد حيث الرجل لا يتغنى بأمجاد الماضي فقط بل يعد العدة لبناء جديد دائماً ويهيئ الظروف الملائمة في سجل الانجاز ليكون صفحة أخرى مشرقة للأردن وهو يسير بنهره منذ ى آلاف السنين يسقي العطاش ويروي الأرض ارض النشامى المؤسسين والبناة والمعززين للمسيرة التي تترسخ في وجدان الناس وعقولهم على مدى الأيام والسنين.
ولذلك كان دعمه لكلية الطب بلا حدود ولا تستوقفه العوائق أبداً فكانت كلية طب الهاشمية سيمفونية رائعة أهدتها الجامعة للوطن في عيد استقلاله وذكرى جلوس قائده وأيام جيشه العربي الأبي، ممتزجاً علم هؤلاء الشباب بسواعد الأبطال في ساحات وميادين التدريب كل يكتب نوتته وبآلته الخاصة لتشكل لحناً أردنياً عذباً يأسر الروح ويخطف الأسماع، ولقد أبدع كذلك الموسيقي محمد حماد وهو الشفيف في جمله الموسيقية الرقيقة والرشيقة في تلحينه لنشيد كلية الطب لينصهر كل ذلك في بوتقة الهاشمية؛ التاريخ والجامعة والأم الرؤوم.
مبارك للوطن جامعته الهاشمية ومباركة كلية طبها ونشيدها كذلك.
