انسحاب اوروبي واجنبي من مؤتمر "دوربان" احتجاجا على وصف نجاد لاسرائيل بـ"العنصرية"
المدينة نيوز- شهد مؤتمر العنصرية المنعقد في دوربان بسويسرا حاليا انسحابا جماعيا لدول اوروبية وغربية احتجاجا على كلمة الرئيس الايراني احمدي نجاد.
افتتح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين مؤتمر "دوربان 2" لمناهضة العنصرية في جنيف، والذي اعلن عدة دول تغيبها عنه بسبب مشاركة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خشية ان يكيل الاتهامات لاسرائيل.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة معاداة الاسلام شكلا من اشكال العنصرية مثل معاداة السامية، خلال افتتاحه المؤتمر.
وقال "ان العنصرية هي بكل بساطة انكار لحقوق الانسان. ويمكن ممارستها على مستوى نظام، وهو ما تذكرنا به المحرقة باستمرار. كما يمكن التعبير عنها بشكل غير رسمي - كمعاداة السامية على سبيل المثال او معاداة الاسلام اخيرا".
ومفهوم "معاداة الاسلام" موضع جدل كبير اذ تعتبر المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان والدول الغربية انه يفسح المجال لقمع التجديف والتنديد بـ "الاساءة الى الاديان".
وقبيل الافتتاح دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "انكار المحرقة" كما اعلن المتحدث باسمه في بيان.
واعلنت الولايات المتحدة والمانيا وكندا وهولندا وايطاليا واسرائيل وبولندا عدم مشاركتها في المؤتمر حول العنصرية الذي يعقب مؤتمر دوربان الاول العام 2001، خشية ورود مواقف معادية للسامية خلاله على خلفية حضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد .
واعتبرت حماس انسحاب دول من مؤتمر مكافحة العنصرية تواطؤا مع اسرائيل .
فيما انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين دعوة محمود احمدي نجاد للمشاركة في مؤتمر الامم المتحدة "دوربان الثاني" حول مناهضة العنصرية واصفا الرئيس الايراني بانه "عنصري".
وقال نتانياهو عند بدء الجلسة الاسبوعية للحكومة "في وقت نستعد فيه لاحياء ذكرى ضحايا المحرقة يستقبل مؤتمر يزعم انه يكافح العنصرية، عنصريا انكر المحرقة ولا يخفي نيته في شطب اسرائيل عن الخارطة".
واضاف نتانياهو "اهنىء الدول التي قررت مقاطعة مهرجان الكراهية هذا".
وتحيي اسرائيل اعتبارا من مساء الاثنين اليوم السنوي لذكرى المحرقة.
وسيلقي الرئيس الايراني المعروف بخطبه النارية المعادية لاسرائيل، خطابا بعد ظهر الاثنين في مقر الامم المتحدة في جنيف حيث يعقد مؤتمر دوربان الثاني.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من جهته في بيان ان "دعوة احمدي نجاد وهو عنصري معروف بدعواته الى تدمير اسرائيل الى هذا المؤتمر الدولي، يكشف بوضوح الاهداف الحقيقية من هذا المنتدى".
واضاف ليبرمان المتهم هو نفسه بانه عنصري لتصريحاته ضد الاقلية العربية في اسرائيل، "ان اسرائيل لا يمكنها تجاهل واقع ان هذا المؤتمر الذي يستضيف منكرا للمحرقة يعقد تحديدا في اليوم الذي يحيي فيه الشعب اليهودي ذكرى ستة ملايين ضحية قتلوا على يد المانيا النازية ومناصريها".
وخلص الى القول "ان دولة اسرائيل تحيي بامتنان الدول التي قررت مقاطعة مؤتمر النفاق هذا وتدعو الدول الاخرى الى اقتفاء اثرها".
واستدعت اسرائيل الاثنين سفيرها في برن للتشاور بعد لقاء بين الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على هامش مؤتمر "دوربان 2" لمناهضة العنصرية في جنيف، كما افادت مصادر اسرائيلية
رسمية.
وقالت المصادر ان السفير استدعي للتشاور اثر افتتاح مؤتمر دوربان 2، ولقاء الرئيس السويسري بنظيره الايراني. "انها ليست قطيعة وانما تعبير عن انزعاج اسرائيل ازاء موقف سويسرا المتساهل من ايران".
وعقد اللقاء مساء الاحد بعد وصول الرئيس الايراني الى جنيف.
حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اعتبرت ان مقاطعة بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة لمؤتمر مكافحة العنصرية يشكل "غطاء لجرائم" اسرائيل.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان "ان انسحاب هذه الدول يعطي غطاء واضحا للكيان الصهيوني العنصري على جرائمه الرهيبة بحق الأطفال والنساء وأبناء الشعب الفلسطيني".
واوضح "ان انسحاب الإدارة الأمريكية بالذات يتناقض تماما مع دعوات (باراك) اوباما للأمن والسلام واحترام حقوق الإنسان في المنطقة، وينم هذا الانسحاب على أنه لا جديد ولا تغير فعلي في سياسات الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال".
واعتبر ان انسحاب بعض الدول "يكشف حقيقتها (..) في استجابة سريعة للضغوط الصهيوأمريكية على زعمائها وابتزازهم بطرق عدة لاجبارهم على مقاطعة مؤتمر مكافحة العنصرية لما فيه من فضح وتعرية للكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا في استخدامه كافة أساليب القتل والدمار ضد الشعب الفلسطيني وسعيه لإقامة دولة يهودية عنصرية
متطرفة على أنقاض حقوق الشعب الفلسطيني".
وقررت المانيا وايطاليا وهولندا التغيب عن مؤتمر جنيف على غرار الولايات المتحدة، في حين اعلنت بريطانيا وفرنسا مشاركتهما على مستوى سفيريهما.