نتنياهو ينشر "قائمة غسيل" على "حبال واشنطن" تتضمن: وقف نووي ايران.. وانفتاح مع "عرب معتدلين".. و"التفاوض"من عدة قنوات !
المدينة نيوز- يبدو من خطة يعدها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرضها على الرئيس الاميركي باراك اوباما عندما يجتمعان في واشنطن الشهر المقبل ان نتنياهو سيشترط لقيام دولة فلسطينية منقوصة السيادة ان اعترف الفلسطينيون "باسرائيل دولةً للشعب اليهودي"، الامر الذي سيفسره الاسرائيليون بعد ذلك بانه تنازل من الجانب الفلسطيني عن "حق اللاجئين في العودة الى ديارهم" التي سيطرت عليها اسرائيل وشردتهم منها في حرب العام 1948 من خلال عمليات تطهير عرقي.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الخميس ان نتانياهو يطور "قائمة غسيل" سيعرضها على الرئيس الأميركي الشهر المقبل.وكشفت ان خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي تتكون من ثلاثة اجزاء تتضمن "وقف برنامج ايران النووي، واقامة علاقات اوثق مع مع دول عربية معتدلة والتعامل مع القضية الفلسطينية من خلال قنوات عدة".
وقالت الصحيفة العبرية: "سيخبر نتانياهو الرئيس اوباما انه لن يعترف بدولة قومية توفر حق تقرير المصير للفلسطينيين اذا لم يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. ومن وجهة نظر رئيس الوزراء الاسرائيلي، فان مطلب اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي هو مطلب اساسي في اية مفاوضات حول الوضع النهائي. وانه ليس شرطا مسبقا لاجراء المفاوضات، ولكنه ضروري للتقدم باتجاه التوصل الى اتفاق".
واضافت "هآرتس": "أثناء سير المفاوضات لتشكيل حكومته الائتلافية، كشف نتانياهو ان حكومة اولمرت طلبت الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية خلال محادثاتها مع الفلسطينيين، ولكنها سحبت هذا المطلب في غضون 24 ساعة فقط بسبب اعتراض المفاوضين الفلسطنيين. ويعتزم نتانياهو وقف التآكل في المواقف الاسرائيلية الأساسية، كما كان موقفه خلال فترة ولايته السابقة كرئيس للوزراء في اعقاب اتفاقيات اوسلو.
لماذا يصر نتانياهو على اعتراف الفلسطينيين باسرائيل "كدولة قومية للشعب اليهودي"، رافضا ما يقوله النقاد الذين يرون المطلب بأنه وسيلة لتعطيل المفاوضات؟ هناك عدة تفسيرات لموقفه. اولا، يريد نتانياهو عرض مطلب اسرائيلي بالاعتراف بحقوق قومية على انه مساو للمطلب بأن تعترف اسرائيل "بحقوق فلسطينية". وثانيا، هو قلق من انه اذا تملص الفلسطينيون من مثل هذا الاعتراف في مفاوضات سياسية، فانهم سيمتنعون ايضا عن ابلاغ دوائرهم بأن اسرائيل هي دولة للشعب اليهودي، وسيواصلون الصراع حتى بعد التوصل الى تسوية. وثالثا، ان الاعتراف بدولة يهودية سيحيد مطالبة الفلسطينيين "بحق العودة" للاجئين الفلسطينيين.
ولكن لدى رئيس الوزراء اعتبارات سياسية ايضا. فلكي يحشد الدعم من الجمهور الاسرائيلي ومن الـ"كونغرس" الاميركي لمواقفه في مواجهة ضغط محتمل من اوباما، يحتاج نتانياهو الى بناء قاسم مشترك يتجاوز الخطوط الحزبية والفصائلية. ويتمتع مبدأ "الدولة اليهودية" بدعم واسع في اوساط القطاعات المهمة في الجمهور، وسيكون من الاسهل حشد الدعم لذلك أكثر من سياسة تعارض الانسحاب من الاراضي الفلسطينية واخلاء مستوطنات.
ويسعى نتانياهو ايضا للتوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة يحدد "قيودا على السيادة" سيتم فرضها على الكيان الفلسطيني المستقبلي. وهذا يشمل منعها من الاحتفاظ بجيش او عقد اتفاقات عسكرية او تحالفات، وان تواصل اسرائيل مراقبة الحدود والمجالات الجوية والكهرومغناطيسية. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت قد فشل في محاولاته لتأمين مثل هذه الضمانات من ادارة بوش، على رغم انه اقترح انسحابا من كل الضفة الغربية تقريبا. ويولي نتانياهو أهمية كبرى للضمانات الأمنية من جانب الاميركيين، ويعتقد انه سيكون انجح في الحصول عليها مما كان اولمرت.
وفي المداولات التي يجريها نتانياهو لتطوير خطته السلمية، ستكون هناك اهمية للمبادرات التي ستقوم بها اسرائيل تجاه الفلسطينيين، بالاضافة الى رد اسرائيل على طلب تجميد البناء في المستوطنات واخلاء المواقع الاستيطانية العشوائية وازالة الحواجز. ويعتزم نتانياهو عرض مسألة المستوطنات على الحكومة للتوصل الى قرار، ومن المفترض انه سيعرض موقفه فقط بعد زيارته الى البيت الأبيض مباشرة.
ويعتقد نتانياهو ان التهديد الايراني يوفر لاسرائيل فرصة غير مسبوقة تتمثل في انه للمرة الأولى منذ عام 1920، تشاطر دول عربية معتدلة اسرائيل نفس التقييم الاستراتيجي. وفي الحقيقة فان ايران ستكون موضوعا محوريا في الخطط التي سيعرضها نتانياهو على اوباما. وسيوضح نتانياهو للرئيس الأميركي أن وجود اسرائيل هو الضمان الوحيد لوجود الشعب اليهودي بعد المحرقة، وأن الاسلحة النووية لا يمكن ان تقع في ايدي اولئك الذين ينكرون وجود دولة يهودية. وسيفضل نتانياهو ان تتعامل الولايات المتحدة مع التهديد الايراني، وانه اذا سأل اوباما عما ستكون اسرائيل مستعدة لتقديمه في المقابل، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيبدي اهتماما كبيرا بالأمر".