الأرجنتين: إدانة قادة "الحرب القذرة" بخطف أطفال

المدينة نيوز - أدانت إحدى المحاكم في الأرجنتين اثنين من قادة "الحرب القذرة"، التي شهدتها الدولة الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي، بالتورط في اختطاف العشرات من الأطفال الرضع من ذويهم، ومنحهم لعائلات عسكريين، ممن كانوا يقودون البلاد في ذلك الوقت.
وأصدرت المحكمة حكماً بمعاقبة جورج رافائيل فيديلا، الذي حكم الأرجنتين بقبضة حديدية خلال الفترة من عام 1976 إلى عام 1981، بالسجن لمدة 50 عاماً.. بينما عاقبت خليفته الجنرال رينالدو بينيتو بينوني، الذي قاد البلاد منذ منتصف عام 1982، حتى استعادة الديمقراطية أواخر العام التالي 1983، بالسجن 15 عاماً.
ويعتبر كل من فيديلا وبينوني أكبر مسؤولين تتم إدانتهما من قبل المحكمة الخميس، في وقائع "الاختطاف الممنهج" لعشرات الأطفال من سجناء سياسيين، ومنحهم هوية جديدة، وهي القضية التي ضمت عدداً آخر من المتهمين، من أعضاء المجلس العسكري، الذي كان يحكم الأرجنتين خلال تلك الفترة.
ووصف فرانسيسكو ماداريغا كوينتيلا، البالغ من العمر 35 عاماً، وهو واحد من عشرات الأطفال الذين تم اختطافهم خلال تلك الفترة، إلى أن تمت إعادته إلى والده في عام 2010، عمليات اختطاف الرضع بأنها "كانت الأسوأ على الإطلاق.. أكثر الوقائع فساداً للفترة الديكتاتورية، كما أعتقد، هو ما فعلوه بنا."
وتابع كوينتيلا بقوله: "إنها مأساة تمتد لسنوات، بدءاً من عمليات البحث التي قامت بها الجدات، إلى أفراد الأسرة، إلى كل شخص."
وقد حضر عدد من المراقبين الجلسة التي عقدتها المحكمة الخميس، وأطلق بعضهم صيحات التأييد، عندما سمعوا القاضي ينطق بالحكم على فيديلا، البالغ من العمر 86 عاماً.
وخارج المحكمة، أبلغ عدد من أعضاء الأسر الذين فقدوا أطفالهم بسبب تلك الممارسات، القناة 7 بالتلفزيون الأرجنتيني، الشقيقة لـCNN، بأنهم راضون عن الحكم.
وأضاف أحد الآباء قائلاً: "هذا ما كنا نسعى إليه.. لم نطلب أبداً الانتقام أو القصاص.. لم نطلب سوى العدالة، وهذا ما كافحنا من أجله طوال 36 عاماً."
وشهدت فترة "الحرب القذرة"، التي أعقبت انقلاب عسكري أطاح برئيسة البلاد، إيزابيل مارتينيز دي بيرون، قيام العسكر باختطاف وتعذيب وقتل المعارضين للنظام القمعي، وامتدت لنحو سبع سنوات، وخلفت ما يزيد على 30 ألف قتيل. ( سي ان ان )