روسيا تتقدم بمشروع قرار دولي حول سوري

تم نشره الخميس 12 تمّوز / يوليو 2012 01:02 صباحاً
روسيا تتقدم بمشروع قرار دولي حول سوري

المدينة نيوز - اقترحت روسيا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، لا يتطرق لفرض عقوبات على أطراف النزاع، لكنه يقترح تمديد تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وبينما أكد المجلس الوطني السوري- الذي يزور وفد منه موسكو- أن مواقف الجانبين «لاتزال متباعدة»، خصوصا حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وألا وجود مرحلة انتقالية قبل رحيل الأسد، ولا بديل عن التدخل الخارجي لوضع حد للأزمة السورية، أطلع المبعوث المشترك كوفي عنان مجلس الأمن على نتائج زياراته لدمشق وطهران وبغداد.

وينص مشروع القرار الروسي- الذي وزع مساء الثلاثاء على أعضاء مجلس الأمن- على «التمديد ثلاثة أشهر لتفويض» بعثة المراقبين الذي ينتهي في العشرين من الجاري، حتى يمكنها تحويل التركيز من مراقبة الالتزام بهدنة لا وجود لها إلى العمل لإيجاد حل سياسي للصراع.

ويطالب المشروع «بالأخذ في الاعتبار» التوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أوصى الأسبوع الماضي بخفض عدد المراقبين العسكريين في سوريا (300 حاليا) إلى نحو مائة، وإعطاء أعضاء البعثة دورا سياسيا أكبر.

ويجدد المشروع «التأكيد» على دعم خطة عنان، ويطالب السلطة والمعارضة السوريتين بـ«البدء فورا في تطبيق» هذه الخطة، وتنفيذ التوصيات الصادرة عن مجموعة العمل بشأن سوريا خلال اجتماعها الذي عقد في الثلاثين من الشهر الماضي في جنيف بشأن العملية الانتقالية السياسية في البلاد. لكن هذا الاجتماع لم يشر صراحة الى تنحي الرئيس السوري.

ويختلف الغربيون من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية على تفسير هذا الاتفاق، إذ تصر موسكو وبكين على أن السوريين هم الذين يقررون مصيرهم، في حين يعتبر الغربيون أن اتفاق جنيف يطالب بتنحي الأسد.

كذلك ينص مشروع القرار الروسي على أن مسألة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، تعود للشعب السوري، ويشدد على الحاجة إلى أن يكون لدى مهمة الأمم المتحدة في سوريا قدرات مراقبين عسكريين لإجراء عمليات فعالة للتحقق وتقصي الحقائق.

ولا يتضمن المشروع أي تهديدات بعقوبات محتملة، مكتفيا بالإشارة الى أن مجلس الأمن «سيقيم تطبيق هذا القرار، وسيدرس اتخاذ تدابير لاحقة إذا لزم الأمر».

غير مُرض

ومن المستبعد أن يُرضي المشروع الروسي واشنطن والأعضاء الأوروبيين في مجلس الأمن الذين دعوا لإصدار قرار بموجب الفصل السابع من الميثاق الأممي الذي يسمح للمجلس باتخاذ إجراءات تتراوح من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية إلى التدخل العسكري. كما يطالبون بضغوط أقوى على الحكومة السورية لحملها على احترام خطة عنان.

وفي السياق، وصف دبلوماسي في مجلس الأمن- طلب عدم نشر اسمه- مشروع القرار بأنه «في جوهره تمديد» للمهمة القائمة. وأضاف أنه يجب على أقل تقدير أن يقترن ببعض الضغوط الحقيقية على الأطراف، وأن يعالج المجلس المشكلة السورية «بطريقة أكثر شمولية».

فشل

الى ذلك، فشل وفد المجلس الوطني السوري بقيادة عبد الباسط سيدا في إقناع روسيا بوقف دعمها لنظام الأسد الذي يشترط المجلس تنحيه قبل البحث في أي مرحلة انتقالية. كما تطالب الأمم المتحدة بدعم التدخل العسكري.

وأكد سيدا، بعد اللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن مواقف الجانبين «لاتزال متباعدة»، وأن المحادثات بشأن التوصل الى تفاهم مشترك لوقف إراقة الدماء في سوريا «فشلت».

ويذكر هنا أن ميشيل كيلو القيادي المعارض من خارج المجلس، كان قد وجه رسالة مماثلة للقيادة الروسية (الاثنين الماضي)، ودعاها الى المساهمة في «استقرار الوضع» في سوريا.

لكن موسكو ترفض بشدة مطلب التنحي، وتصر على أن المستقبل السياسي للسوريين يجب ألا يفرض من الخارج.

وقال سيدا للصحافيين عقب المحادثات «أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية أن الحوار غير ممكن ما لم يرحل الأسد. لكن روسيا لها رأي آخر، وهي لم تغير موقفها تجاه الأزمة السورية.. لم نلمس أي تغيير.. كما لم نتمكن من إقناعها.. وبالتالي فان الحل الافضل سيكون تدخل مجلس الأمن الدولي».

أما عضو المكتب التنفيذي في المجلس برهان غليون، فقال «إننا لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي، كنت هنا قبل عام والموقف الروسي لم يتغير».

وقال عضو المجلس منذر ماخوس «لقد تباحثنا في الموقف الروسي، ونحن نتفهم موقف المسؤولين الروس بشكل أفضل، لكن موسكو لم تغير موقفها، وهي تعتقد أن الرئيس السوري لايزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري»
 

الحوار لتقرير المصير

وكان وزير الخارجية الروسي أكد، خلال استقباله الوفد، تمسّك بلاده بموقفها تجاه الأزمة السورية، داعيا الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة إلى بدء حوار يتيح للسوريين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم.

وقال لافروف «إننا إذ أيدنا خطة عنان، أكدنا تمسكنا بضرورة وقف فوري لكل أشكال العنف من قبل جميع الأطراف، والتحول لحوار بمشاركة الحكومة والمجموعات المعارضة كافة، يقوم السوريون خلاله بتقرير مصير بلادهم بدءا من الاتفاق على أبعاد ومدة العملية الانتقالية».

وأضاف لافروف «نريد أن نفهم ما هي آفاق توحيد صفوف المعارضة على قاعدة الحوار مع الحكومة.. ونسعى للحصول على مزيد من التفاصيل حول علاقات المجلس مع مختلف مجموعات المعارضة، وبالدرجة الأولى المعارضة الداخلية».

«ثورة»

وكان سيدا قد صرح قبيل المحادثات بأن «الأحداث في سوريا ليست مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل ثورة». وشبه الوضع في بلاده بما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

كما ألمح سيدا الى أنه والوفد المرافق له جاؤوا الى موسكو «لنقل مقترحات وأفكار الى الجانب الروسي، تتعلق بتسوية الأزمة في سوريا. وفي الوقت نفسه، جئنا نبحث عن سبل تؤدي إلى انتهاء الأزمة في سوريا».

دون التوقعات

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا في مجلس الامن الدولي «دون توقعات القسم الاكبر من الأسرة الدولية».

واعتبر فاليرو انه «من الضروري نقل كل السلطات التنفيذية الى هيئة حكومية انتقالية (في سوريا)».

تأثير إيران «غير إيجابي»

رفضت الولايات المتحدة كلام مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان حول دور «ايجابي» لإيران في الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «لا اعتقد أن بإمكان أحد القول جديا أن إيران كان لها تأثير إيجابي على التطورات في سوريا»
 

الصين مع إشراك إيران

ألقت الصين بثقلها وراء مبعوث السلام الدولي كوفي عنان، أمس، وأيدت دعوة لإشراك إيران في محادثات تجرى تحت رعاية دولية لحل الأزمة السورية في مواجهة معارضة قوية من الغرب.

وقال ليو وي مين، المتحدث باسم الخارجية الصينية: «تعتقد الصين أن الحل الملائم للقضية السورية لا يمكن فصله عن دول المنطقة، خاصة دعم ومشاركة تلك الدول التي لها تأثير على الأطراف المعنية في سوريا».

العراق يحذر من حرب أهلية في سوريا

عبّر رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، أمس، عن قلقه من أن يتحوّل الوضع في سوريا الى حرب أهلية، داعيا المجتمع الدولي الى التدخّل السريع.

وقال بيان صادر عن رئاسة المجلس إن النجيفي أعرب خلال استقبال السفير البريطاني الجديد سايمون بول كولينز، في بغداد اليوم، عن قلقه من تحوّل الوضع في سوريا الى حرب أهلية، داعيا المجتمع الدولي الى «التدخل السريع لإيقاف نزيف الدم وإنهاء الأزمة» في سوريا.

وصول مركب على متنه 25 مهاجرا سوريا إلى إيطاليا

أعلنت السلطات الإيطالية، أمس، عن وصول 25 مهاجرا سوريا غير شرعي إلى الشواطئ الإيطالية على متن مركب. واصطحبت قوات خفر السواحل المركب إلى الشاطئ، حيث تبيّن أن على متنه 12 امراة و4 أطفال والباقي من الرجال، وبعض النساء كن يعانين من حالة صحيّة سيّئة. وذكرت الشرطة الإيطالية أن المهاجرين أخبروها أنهم «سوريون خرجوا من بلدهم منذ 10 أيام في رحلة إلى الأراضي الإيطالية، ومنها إلى ألمانيا».(رويترز).( أ ف ب)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات