من يرعى أبناء النجوم في غيابهم؟

المدينة نيوز: لا شك أن الاشتغال بالفن يأخذ مساحة كبيرة من أوقات واهتمامات الفنانين والفنانات وغالباً ما يأتي على حساب حياتهم الأسرية واهتمامهم ورعايتهم لأبنائهم وبناتهم خاصة الفنانات، بعض النجمات يتفرغن تماماً لصغارهن في الأشهر الأولى وربما العام الأول والبعض منهن يتركهم في رعاية الجدة أو الخالة أو الصديقة أو المربية! في هذا التحقيق سألنا كبار النجوم والنجمات من الذي يرعى أبناءكم في غيابكم؟ وما أثر ذلك فيهم وفيكم؟ وهل تسببت عدم رعايتكم لهم في مشكلات أسرية بلغت حد الانفصال؟

انحراف أبناء نجوم

قصص كثيرة تداولتها الصحف لأبناء فنانين وفنانات ضاعوا في زحام شهرة آبائهم وأمهاتهم وسقطوا في مستنقع المخدرات والانحرافات بسبب إهمال الآباء والأمهات وانشغالهم بالشهرة والأضواء على حساب الأبناء، ولعل من أشهر هذه القصص علاقة الفنانة صباح بابنتها هويدا، وكيف تأثرت بشكل سلبي في فترات زمنية معينة بسبب انشغال صباح، حيث أدى ذلك إلى انضمام هويدا إلى جماعة تتمتع بسلوكيات تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا العربية، كذلك تم القبض على عديد من أبناء الفنانين في عدد من القضايا مثل ابن الفنان محمد رشدي الذي اتهم في قضية مخدرات، وكذلك ابن الفنان محمد عوض في قضية مماثلة وتم الحكم عليه بالسجن.وفي هذا السياق تعترف الفنانة المعتزلة شمس البارودي بأن الدافع الأول لاعتزالها الفن كان رعاية أبنائها حيث إنها لم تأمن عليهم برعاية مربية أو خادمة!

آراء الفنانين

غادة عبدالرازق: ظروف العمل صعبة

تقول الفنانة عبدالرازق معلقة على علاقة الفنانين بأبنائهم: «دور الأم الفنانة أصعب من دور أي أم أخرى بالنسبة لتربية الأولاد والاهتمام بهم، فالفنانة لا تملك الوقت الكافي للبقاء في البيت والاهتمام بأولادها، لأن ظروف عملها تتحكم بها وتجبرها على السفر والتنقل من بلد إلى آخر وتغيب عن البيت لفترات طويلة والحقيقة أنني كنت أمر بمشكلات وظروف صعبة في السنوات الأولى من عمر ابنتي لهذا تركتها في رعاية أمي التي كانت خير أمين عليها، وتحملت عني مهمة الأمومة، وبعد وفاتها لم أجد غير شقيقتي الكبرى التي حلت محل أمي فتولت عنى رعاية ابنتي والحقيقة أنها أحسنت رعايتها فكبرت ابنتي وسط أولاد خالتها، ولكن عندما دخلت مرحلة المراهقة قررت أن أتفرغ لها وألتصق بها لأن هذه المرحلة العمرية لا تقل أهمية عن مرحلة الطفولة»، وأضافت: «لم أقصر تجاه ابنتي ولم تعاتبني يوماً، رغم أنها كانت تشتاق لي كثيراً، وحرصت على تعليمها في مدارس وجامعات محترمة تضمن لها مستقبلاً أفضل، وبذلت مجهوداً كبيراً كي لا أحرمها من شيء وكنت لا أتركها أبداً في حالات المرض مهما بلغت ارتباطاتي».

بيت منى زكي أولاً

أما الفنانة منى زكي فقد تفرغت تماماً لرعاية ابنتها الوحيدة في العام الأول من ولادتها ولم تتركها لمربية أو خادمة أبداً بل إنها لا تستعين بخادمة في بيتها وتتولى هي وزوجها الفنان أحمد حلمي أمور البيت من غسيل وطهي وتنظيف، منى أكدت أنها لا يمكن أن تكل مهمة تربية ابنتها لخادمة أو مربية، ولا يمكن أيضاً أن تحقق الفنانة نجاحها في العمل على حساب الأبناء أبداً!

«نور» لا تثق بأحد غيرها

وبالرغم من أن الفنانة نور حققت نجاحاً وشهرة وقفزت بهما إلى المقدمة، إلا أنها اختفت عن الساحة الفنية تماماً قرابة العامين بعد إنجابها طفلها الوحيد من زوجها رجل الأعمال يوسف إنطاكي، نور قررت التفرغ لرعاية الصغير مهما كلفها الأمر لأنه الأحق باهتمامها في هذا السن، وأوضحت أنها ربما تتخلف عن زميلاتها لكنها قادرة على التعويض عندما تعود، نور لا تثق بأحد يرعى طفلها سواها والأمومة مهمة مقدسة لا تعادلها أية مهمة أخرى!

«ياسمين» قادرة على تعويض الفن

على نفس المنوال سارت الفنانة الجميلة ياسمين عبدالعزيز، حيث تفرغت تماما لرعاية طفليها ياسمين وسيف ولم تقنع بالاستعانة بمربية حتى لو كانت أجنبية، ياسمين ليست قلقة على مستقبلها الفني فهي على حد قولها قادرة على التعويض، «الفن لن يضيع ولكن من الممكن أن يضيع الأبناء لا قدر الله!».

«مي سليم»: ابنتي تفقدني التركيز

أم الفنانة مي سليم التي أنجبت طفلتها منذ شهور فقد قالت: «ابنتي أحلى حاجة حصلت لي في حياتي، ولم يعد عندي أهم منها في الدنيا فشعور الأمومة جميل لم أعرف معناه إلا بعد إنجابي، ظروف عملي جعلتني أتركها مع والدتي وأنا مطمئنة عليها لكنها «بتوحشني كتير» عندما أكون بعيدة عنها وأحياناً أفقد تركيزي في التصوير بسبب تفكيري الدائم فيها».

وأضافت مي أن وجود والدتها بجانبها حمل عنها مهمة ثقيلة ولربما اعتزلت الفن مؤقتاً حتى ترعى طفلتها لأنها ليست من أنصار الاستعانة بالمربية أو الخادمة أو دور الحضانة إلا بعد أن تكبر الطفلة وتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها!.

«مشعلاني»: الأمومة حافز للنجاح

وتقول الفنانة بسكال مشعلاني: «أنا من الفنانات اللاتي يعشن فرحة الفن منذ عشرين سنة من نجاحات حفلات وجوائز، وعندما قررت الزواج ورزقت بطفلي أعطيت الأمومة حقها مثلما أعطيت الفن حقه. اليوم عمر ابني تسعة أشهر، وهو يأخذ من وقتي كثيراً لذلك قبل أي مقابلة أو حفلة أفكر فيه. على سبيل المثال عرضت علي حفلة في أمريكا منذ فترة ورفضتها لأنني لا أستطيع أن آخذه معي وفي نفس الوقت لا أستطيع الابتعاد عنه. أما الحفلات التي تكون ليوم واحد وقريبة فأحييها، وأتركه مع والدتي أو مع الحاضنة. لذلك أحاول قدر المستطاع أن أوفق بين فني وأمومتي. وهذا لا يعني أنني مقصرة في فني، على العكس لقد انتهيت من التحضير لألبومي الجديد، لكني أنتظر قليلاً كي يصبح ابني أكبر وبعدها أعود إلى فني. بالمناسبة الفنان يعطي أكثر لفنه بعد الأمومة لأنه يريد أن يرى أولاده نجاحه وأن يفتخروا به».

«مي حريري»: أحاول التوفيق

وتقول الفنانة مي حريري: «الفنان ككل إنسان عادي، يرتب أموره ويبرمجها ويوفق بين منزله وعمله. بالنسبة لي أموري مبرمجة، حيث أوفق بين الاهتمام بابنتي وعائلتي من ناحية وفني من ناحية أخرى، كي لا أخسر الاثنين معاً. والفنان الناجح يجيد التوفيق بين الاثنين دون الاهتمام بأحد الجانبين على حساب الآخر».

«لورا خليل»: الأمومة رسالة روحية

وتعبّر الفنانة لورا خليل عن أهمية رسالتها كأم أكثر من رسالتها الفنية بقولها: «أنا أم منذ خمس سنوات وخلال حملي ابتعدت تدريجياً عن الفن خاصة بعد أن أصبحت في الشهور الأخيرة، وبعد ولادتي بثلاثة أشهر عدت لمزاولة نشاطاتي الفنية كما السابق. فالفن بالنسبة إلي هو شغف روحي لا يمكنني الاستغناء عنه أو إهماله، والأمومة بدورها هي رسالة روحية أحبها وهي مهمة كثيراً ولو لم تكن كذلك لما حققتها، فالفن رغم حبي له لا يدوم وطالما أنا في عمر جيد يخولني الاستمرار في مسيرتي الفنية. لن أستغني عنه أبداً لكن الأمومة تبقى الداعم الوحيد فهي لا تفنى مع فناء العمر ولا تنتهي بانتهاء صعودي على المسرح. الجمهور لا يدوم وينسى الفنان لمجرد اختفائه أشهر قليلة والدليل مثلاً، جمهور صباح لم يدم لها ولم يقف إلى جانبها. لم أواجه مشكلات في حياتي الزوجية، فزوجي متفهم لظروف عملي ورحلاتي وانشغالاتي وما يساعدني أيضاً ظروف عمله وسفره الدائم والثقة الموجودة بيننا هي الداعم الأكبر. أما عن الاعتناء بطفلتي فتتولاه والدتي ووالدة زوجي وصديقتي المقربة، فهم يبقون معها أثناء سفري وعملي في الخارج. وأنا أعوض لها بطريقتي الخاصة بعد عودتي وخلال أوقات فراغي، وأعتقد أنه ليس من الضروري البقاء إلى جانب الأولاد ورعايتهم 24 ساعة متكررة، فهناك أمور أساسية هي التي تنشئ الطفل بطريقة صحيحة».

«دلال عبدالعزيز»: مسؤولية الأم الفنانة أكبر

أما الفنانة دلال عبدالعزيز فتقول: «الأم الفنانة تتحمل مسؤولية أكبر وتتعب أكثر من الأب الفنان، وهي التي تتولى رعاية الأبناء والاهتمام بهم خصوصاً في سن صغيرة، أما مقولة أن الأبناء ضحايا شهرة آبائهم الفنانين، فذلك غير صحيح ولا يمكن تعميمه على الجميع وأتصور أن ابنتيّ دنيا وإيمي خير دليل على أنه باستطاعة الفنانة أن توفق بين عملها وأسرتها». وتضيف دلال: «ليس هناك حضن بديل عن حضن الأم».

«حسن يوسف»: لا بد من متابعة الأبناء باستمرار

ويعلق الفنان حسن يوسف على رعاية الأبناء بقوله: «عندما تزوجت الفنانة المعتزلة شمس البارودي كانت تعمل بالفن، لكن عندما مرض ابننا عمر مرضا شديداً وهو صغير اعتزلت شمس الفن وتفرغت تماماً لتربية أبنائنا، فهذه هي مهمة الأم الأساسية، لكن في ذات الوقت لا بد أن ألفت النظر إلى أن الفنان مثل أي شخص عادي له طبيعة عمل مختلفة، أحياناً تضطره الظروف إلى السفر للخارج والتأخر خارج المنزل لساعات طويلة، لكن على الأب أن يتابع أولاده بصفة مستمرة ويكون علي مقربة منهم، حتى لا ينفلت عقالهم من يديه ويحدث ما لا يحمد عقباه».

«رنا جمول»: لن أضحي بأولادي

وقالت الفنانة رنا جمول: «انقطعت لفترة زمنية عن العمل بسبب الحمل والإنجاب وتربية أولادي وليس لديّ الاستعداد لأضحي بحياتي الشخصية في سبيل العمل والنجومية مع أن الشهرة مغرية وممتعة لكن لها ضريبة كبيرة نجدها في تاريخ كل النجوم».

«ديمة بياعة»: أحتفظ بأمومتي

أما الممثلة ديمة بياعة فصرحت بأن مشاركاتها قلت في فترة الحمل وما بعد الولادة، وأنها دوماً ما تأخذ استراحة لمدة عام بعد الحمل، لأن صحة ابنها أهم عندها من العمل.

وحول موضوع المربية قالت: «عندي مربية، لكنها لا تتولى كل شيء، فلا أحد يمكن أن يأخذ دوري كأم لأولادي، فالأم يجب أن تعطي الحنان والحب والرعاية لأولادها».

«قمر خلف»: أنا مقصّرة

وتقول الممثلة قمر خلف: «ظروف عملنا صعبة جداً تحكمنا وتسرق منا وقتنا وأحاول كثيراً أن أوفق بين البيت والعمل خاصة في وجود الطفل، ولكنني مقصرة، مهما حاولت أن أعطي ابنتي، وأي فنانة لديها أطفال ستكون مقصرة لأن مهنتنا تسرق منا وقتاً طويلاً.

فلدي مشكلة أنني لا أستطيع مباشرة العمل بعد الولادة لأنني توقفت عن العمل لمدة ثلاث سنوات بعد ولادة ابنتي وهذا السبب في تأخيري، والطفل الذي أنجبه يجب أن أعطيه حقه، ما يعني توقفي عن العمل لمدة ثلاث سنوات».

«رندة مرعشلي»: قررت التفرغ

أما الممثلة رندة مرعشلي فقالت: «إنني لم أشارك في أي عمل تلفزيوني في موسم 2012 لأنني قررت التفرغ للأمومة هذا العام».

أبناء الفنانين

«إيمي سمير غانم»: أمي عظيمة وأبي رائع

كان لأبناء الفنانين تعليق آخر عن علاقاتهم بآبائهم الفنانين،فقالت إيمي سمير غانم: «أعتقد أني محظوظة بأمي العظيمة دلال عبدالعزيز وأبي الرائع سمير غانم ولا أنكر أنهما تفانيا في رعايتي أنا ودنيا ونحن صغار ووفرّا لنا مستوى مادياً لائقاً، تعلمنا في مدارس أجنبية وجامعات دولية وزرنا معظم دول العالم واختلطنا بالوسط الفني الجميل، لم ينقصنا شيء أبداً، وأذكر أن أمي كانت تعتذر عن أعمال كثيرة من أجل رعايتنا دون أن تتضرر، كما أذكر أنها لم تعهد برعايتنا إلى خادمة أو جارة أو قريبة فقد تولت بنفسها هذه المهمة، لهذا نعتبرها مثلنا الأعلى وسنسير على نهجها عندما نتزوج وننجب».

«محمد عادل إمام»: عشقت الفن من أبي

ويقول محمد عادل إمام: «منذ صغري وأمي ترافقني دائماً أنا وإخوتي، وبالرغم من انشغال والدي إلا أنه كان يتابعنا ويقضي معنا أوقاتاً جميلة، وتفهمت طبيعة عمله بعد ذلك، وكانت أعشق والدي وأنا أشاهده على شاشة التليفزيون وأنا صغير حتى عشقت الفن منه.

فأبي له فضل كبير علي وقد تعلمت منه الأداء التمثيلي وعشقه للفن، وهو حتى الآن يضيف لي من خبراته ويقوم بتوجيهي وإعطائي الملاحظات، وحتى على المستوى الشخصي تأثرت بوالدي في طريقة الحديث والمشي، بل إن من المقربين لي يقولون إنني أشبهه على المستوى الشكلي وملامح الوجه أكثر من بقية إخوتي».

«عمر حسن يوسف»: أقدّر لأمي اعتزالها الفن

أما الفنان عمر حسن يوسف فيقول: «أدركت طبيعة عمل أمي بالرغم من صغر سني أنا وأخوتي، وقدرت لها تضحيتها بعملها واعتزالها الفن وهي في عز مجدها حتى ترعاني في مرضي وأنا صغير، أما أبي فقد كان ولا يزال شديد الدفء والرفق بنا وكان دائماً يعطيني أنا وإخوتي نصائحه ويتابعنا مثل أي أب، فعشقت منه التمثيل وأصبح قدوتي، وكوني ابناً للفنان حسن يوسف والفنانة المعتزلة شمس البارودي ساعدني كثيراً على كل المستويات لاقتحام الوسط الفني، رغم رفض والدتي الدائم دخولي مجال التمثيل، ولكن بعد دخولي هذا المجال ساعدني والدي على المشاركة في بعض الأعمال الفنية، من خلال قيامه بتقديمي كوجه جديد لأصدقائه من المنتجين، ولولا ذلك لما دخلت الوسط الفني».

«أحمد فلوكس»: أفتخر بوالدي كثيراً

ويقول الفنان أحمد فلوكس: «أبي الفنان فاروق فلوكس هو الذي نمّى بداخلي موهبة التمثيل، ولم أشعر يوماً أنه مقصر تجاهي، بل كنت أحترمه كثيراً وأفتخر به أمام أصدقائي، وتتلمذت على يديه وتعلمت منه الكثير، ونصائحه لي مع بداية دخولي الوسط الفني، معلقة دائماً في ذهني، فهي تنير لي الطريق في الأوقات العصيبة».

اختصاصي: لا توجد إحصاءات دقيقة عن انحراف أبناء المشاهير

يقول الدكتور محمد السيد خليل أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: «يصعب أن نعمم الظاهرة، وأن نجزم بأن شهرة الأمهات هي سبب انحراف الأبناء، فحتى الآن لا توجد إحصاءات دقيقة تثبت ذلك، والمسألة ليس لها علاقة بالشهرة وإنما ترتبط بثقافة الفنانة ومدى تعلقها بالأبناء ومن ثم لا بد أن ننظر للأمر من حيث قائمة الأولويات عندها، وأين موقع الأولاد من هذه الأولويات، فإذا كانت الفنانة تضع الفن على رأس تلك القائمة سنجدها تهمل في رعاية صغرها وبيتها ولا مانع أن تطلق وتتركهم في كنف مطلقها أو والدتها، أيضاً إذا كانت قد تربت على يد خادمة فإنها لن تجد غضاضة في تكرار ذلك مع أبنائها، وهناك نماذج سيطرت عليها غريزة الأمومة ومن ثم تتفرغ لإشباعها حتى لو كلفها الأمر اعتزال الفن والتضحية بالأضواء والشهرة والمال، وما يجعل كثيراً من الناس يعتقدون أن معظم أبناء المشاهير منحرفون هو تسليط الأضواء عليهم».

عن مجلة "روتانا"