مشروع الطبخ الشمسي يرسخ مفهوم استدامة البيئة والحفاظ عليها

المدينة نيوز - يتوقع متخصصون في مجال الطاقة ان يصل الطلب على تعبئة اسطوانات الغاز المنزلي خلال شهر رمضان المبارك الى أكثر من 60 الف اسطوانة يوميا لغايات الطبخ في المنازل التي تجتهد ربة المنزل في تنوعها خلال الشهر الفضيل .
وبهدف التوفير في استخدام الطاقة ، نفذت في المملكة مشروعات ريادية ومنها التي تعتمد على الطاقة الشمسية سواء في الانارة او تسخين المياه او طبخ الوجبات الغذائية المنزلية بالاعتماد على معدات مستوردة او صنعت محليا.
مشروع ( الطبخ الشمسي) الذي تنفذه الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة يعتبر من المشروعات الهادفة الى استغلال الطاقة الشمسية وتوفير وجبات غذائية منزلية صحية وفقا لمديرها المهندس محمد الطعاني .
ويضيف ان المطعم الشمسي في المخيم الخاص بالجمعية يتسع لـ 70 شخصا، ومن المقرر ان يفتتح ابوابه امام الجمهور بدءا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر بعد تجاوز التحديات المالية وتوفير مصادر تمويلية، مشيرا الى الصعوبات التي تواجه العمل التطوعي بعامة ومن بينها عمل الجمعية كما يقول مديرها.
ويبين : ان قائمة الوجبات في المطعم تتضمن خمس عشرة وجبة من بينها صينية الدجاج بالبطاطا وشرائح لحم الخروف مع الخضار والرز البخاري والخضار المشكلة والدجاج المسحب.
ويضيف انه من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم فقد زار المخيم طلبة من اكثر من ستين مدرسة للاطلاع على هذه التجربة الرائدة، مشيرا الى تفاعل الطلبة الايجابي مع هذا المشروع الذي يسهم في ترسيخ وتبني مثل هذه المشروعات لدى الاجيال المقبلة لما فيها من فائدة مرجوة .
ويصل ثمن الطباخ الشمسي المستخدم وفقا له الى مائتي دينار ، وهو مصمم للطهي لثمانية اشخاص وبسعة ثلاثة كيلوغرامات من اللحم او الدجاج ، وتستغرق عملية الطهي ساعتين وذلك على الطريقة اليابانية في طهي الطعام التي تعتمد على التأني في عملية الطبخ وليس السرعة مشيرا الى ان هذه الطريقة تحفظ جودة الطعام والعناصر الغذائية المتوفرة في المواد المعدة للطبخ.
وحول طريقة الطهي يقول المهندس الطعاني انها تبدأ من خلال استغلال اشعة الشمس الساقطة على الطباخ الشمسي كموجة طويلة، بحيث تتحول الى قصيرة داخل الطباخ، وبالتالي يتم منعها من الخروج لتتراكم هذه الاشعة , وتتحول الى طاقة حرارية، مبينا ان درجة الحرارة داخل الطباخ تتعدى تسعين درجة مئوية وهذا كاف لتوفير طريقة صحية وامنة للطهي او حتى تعقيم المياه.
ويشير الى ان الطبخ باستخدام الطاقة الشمسية مستخدم في كثير من دول العالم ومنها الباكستان والهند وبنغلادش وسيرلانكا.
رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة الدكتور أيوب ابو دية يدعو الى نشر الطباخات الشمسية بين المواطنين في المناطق النائية خاصة الذين يتنقلون باستمرار في ربوع الوطن، على غرار بعض التجارب في عدد من الدول في هذا المجال.
ويقول ان هذه الخطوة تشجع على فكرة الاستدامة واحترام البيئة ، وهذا امر في غاية الاهمية.
ويبين ان استخدام الطاقة الشمسية عموما يسهم في الحفاظ على الغطاء الاخضر ومنها الاشجار البرية التي يتم التعرض لها على الدوام من أجل استخدامها للاغراض المنزلية ومنها الطهي.
ويفسر الدكتور ابو دية طريقة استخدام الطاقة الشمسية في طهي الطعام، مبينا ان المبدأ الاساسي لها يقوم على تحويل الطاقة الشمسية الى حرارية بحيث يتم تجميع اشعة الشمس على فوهة الطباخ الشمسي، واستخدام رقائق الالمنيوم في تغليف الطعام الذي يحافظ على حرارته.
المطعم او (الكفتيريا) الشمسية في حرم الجامعة الاردنية أكملت ست سنوات من عمرها وما زالت تقدم خدمات الطعام والشراب لطلبة الجامعة، كما يتم الاستفادة من المشروع لغايات البحث والتجارب التي يقوم بتطبيقها طلبة الكليات الهندسية من خلال مشروعات بحثية متنوعة، كما يقول الباحث في مركز الطاقة بالجامعة الدكتور ابراهيم عودة.
ويضيف ان البداية كانت في العام 2007 كمشروع ريادي ونموذجي لتطبيقات الطاقة الشمسية لطلبة الجامعة بهدف تشجيع استخداماتها وبيان فائدتها كمصدر مجاني.
ويبين ان الكفتيريا الشمسية تستخدم ثلاثة انظمة من أجل القيام بعملها , الاول يتكون من الخلايا الشمسية التي تحول الطاقة الشمسية الى كهربائية للاستفادة منها في الانارة وتشغيل الثلاجة والميكرويف، والثاني سخانات شمسية يستفاد منها بتسخين المياه بدرجات حرارة مختلفة لغايات اعداد المشروبات الساخنة كالشاي والقهوة، ولاغراض الخدمة العامة والنظافة.
ويشير الدكتور عودة الى النظام الثالث المتعلق بالطباخات الشمسية التي يتم بواسطتها اعداد الوجبات الغذائية المختلفة ، وتتراوح مدة اعداد الواحدة منها بين ساعة ونصف الساعة وساعتين ويتسع الطباخ الى كميات تتراوح بين 5 و 20 كيلوغراما مشيدا بجودة الوجبات الغذائية المعدة بواسطة هذه الطباخات .
ويتفق الدكتور عودة مع الدكتور ابو دية في ان الجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشروعات قد تكون اكبر في مناطق كالبترا ووادي موسى لوجودها ضمن البرامج السياحية.
مسؤول عيادة التثقيف الغذائي والصحي في المستشفى الإسلامي المهندس إبراهيم الزق يقول ان استخدام الطاقة الشمسية في اغراض الطبخ البسيطة كالتي تقتضي استخدام درجات حرارة ما قبل درجة الغليان وتحضير المشروبات الساخنة أو عمليات سلق البيض والخضار والطعام والمواد لغايات التفريز لا يؤثر على جودة المواد الغذائية ومحتواها من العناصر المعدنية والفيتامينات .
ويبين ان عمليات طبخ اللحوم تحتاج الى مدة زمنية أطول , ما قد يؤثر سلبا على جودة المواد الغذائية المطبوخة ومحتواها خاصة من البروتينات والاملاح والفيتامينات ، مشيرا الى ان مدة الطبخ على الطاقة الشمسية للحوم تصل الى اكثر من ثلاثة اضعاف ما يستغرقه الطبخ باستخدام الغاز والكهرباء .
ويأمل المهندس الزق في ان تتطور عملية الطبخ باستخدام الطاقة الشمسية لتصل الى المدة المثالية في طبخ الطعام والمواد الغذائية المتعددة حيث ان لكل صنف غذائي مدة زمنية ودرجات حرارة محددة من أجل الحصول على جودة افضل.
ويبين ان هذا ينطبق على حفظ المواد الغذائية ايضا , اذ ان لكل مادة غذائية درجة حرارة ومدة زمنية مناسبة لحين تقديمها في المطاعم او المستشفيات وغيرها , واذا توفر ذلك للوجبات التي تطبخ باستخدام الطاقة الشمسية عندها تصبح هذه الطريقة صحية.
ويشيد الزق بالدراسات والمشروعات الريادية التي استطاعت تنفيذ هذه الافكار على أرض الواقع، مشيرا الى ضرورة تنسيق الجهود بين القائمين عليها حاليا والخبراء المختصين في التغذية للوصول الى نتائج علمية حقيقية ومثبتة وقابلة للتطوير .
ووفقا لأرقام دائرة الاحصاءات العامة خلال مسح اجرته على نفقات الاسرة في الفترة منذ بداية نيسان 2010 الى نهاية اذار من العام الماضي , فان المملكة انفقت 160 مليونا و94 الفا و292 دينارا لقاء تعبئة اسطونة الغاز المنزلي خلال تلك الفترة .( بترا )