جهات شريكة في صياغة استراتيجية مكافحة الفقر تغيب عن مناقشة خيارات السياسات الانسب لها

المدينة نيوز - شهدت الجلسات الختامية لورشة عمل مناقشة اختيار سياسات محاور استراتيجية مكافحة الفقر التي نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التخطيط وبرنامج الامم المتحدة الانمائي حملات نقد واسعة شنها وزير التنمية الاجتماعية المهندس وجيه العزايزة ومشاركون في جلسات العمل التي استمرت يومان.
وتركز النقد بمجمله حول اليات صياغة عدة اوراق عمل نوقشت والذي اعتبرها مشاركون عبارة عن تجميع لبيانات موجودة اصلا بخطط وانجازات المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ولم تأتي بجديد، في حين انتقد العزايزة تغيب عدة جهات اعتبرها رئيسة وشريكة بصياغة استراتيجية مكافحة الفقر 2013-2015 دون ابداء الاسباب .
وتغيب عن المشاركة في جلسات المناقشة التي هدفت الى الخروج بافضل الخيارات المطروحة ضمن اوراق عمل وضعت من مختصين في برنامج الامم المتحدة ومنحها الاولوية في التطبيق والتنفيذ من قبل صانعي القرار، كل من : صندوق الزكاة (خصصت له ورقة مستقلة) ، وزارة الاشغال العامة والاسكان (مشاركة بورقة عمل مخصصة عن الاسكان)، وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي ، الخدمات الطبية الملكية ، الامن العام ممثلا بادارة السير ، امانة عمان الكبرى، مؤسسة التدريب المهني ، منظمة الصحة العالمية ، صندوق اقراض المرأة ، نقابتي الاطباء والممرضين ، اضافة الى وكالة الغوث.
وفي الوقت الذي اثنى فيه الوزير العزايزة على جهد المشاركين ومقترحاتهم الا انه حمل على بعض الجهات عدم اختيارها لموظفين من اصحاب القرار فيها ليستطيعوا المفاضلة بين الخيارات الانسب لمؤسساتهم ووزاراتهم وليس الاكتفاء بارسال مشارك لم يمنح الصلاحية بتحديد المطلوب منه خلال الورشة.
وفي ملخص وضعه امام الوزير بحضور مدير عام صندوق المعونة الوطنية بسمه اسحاقات والمشاركين قال مدير السياسات في وزارة التنمية الاجتماعية والناطق الاعلامي باسمها الدكتور فواز الرطروط ان الورشة التي هدفت الى مناقشة مضمون الخيارات الافضل للوزارات ضمن استراتيجية الفقر ناقشت اوراق عمل بعيدة كل البعد عن الواقع ، مشيرا الى انها اكتفت بسرد وصف نظري لاليات عمل المؤسسات دون الالمام حتى بطبيعة الادوار الحقيقية للمؤسسات المعنية التي تناولتها اوراق العمل.
واضاف الرطروط ان مجموعات العمل التي شاركت بنقاش اوراق متخصصة وجدت عيوبا منهجية بصياغة الاوراق وسردها لحيثيات العمل ما ادى الى انتفاء السبب الرئيسي الذي وضعت من اجله، اضافة الى تأكيدة على ان الوقت المتاح لمناقشة الاوراق لم يكن كافيا، وكذلك تغيب العديد من الجهات الرسمية وغيرها رغم التأكيد عليها وحثها على المشاركة باعتبارها مؤسسات شريكة بالصياغة والتنفيذ لاحقا.
وعاد العزايزة ونبه الى اهمية الخروج باستراتيجية مكافحة الفقر باعتبارها هما وطنيا يجب على الجميع ايلاءه الاهمية اللازمة، مستغربا تغيب عدة جهات ذات صفة اساسية بوضع الاستراتيجية ،مؤكدا بانه وحسب علمه لا يوجد اعمال على مستوى الوطن اهم من المشاركة بصياغة استراتيجية مكافحة الفقر التي ينتظرها جميع ابناء المجتمع بفارغ الصبر.
وقال العزايزة ان ورشة العمل التي نفذت على مدار يومين تعد احدى اساسات التشاركية في بناء الاستراتيجية بشكلها النهائي، مضيفا بان وزارته اجلت اطلاق الاستراتيجية اكثر من مرة وفقا لطلب عدة جهات لاستكمال المطلوب منها، مؤكدا في الوقت ذاته عدم جدية بعض الجهات بالتعامل مع الموضوع باهمية ما سيؤثر لاحقا على موعد اطلاق الاستراتيجية الذي كان متوقعا مع بداية شهر اب المقبل.
ورغم عدم تفاؤله بمخرجات ايجابية لتغيب جهات معينة ولعدم جدية ما طرحته بعض اوراق العمل ، الا انه اشار الى امكانية البناء على المخرجات التي يمكن التوافق عليها لاحقا واعتبارها اساسا لخطوات يبنى عليها في تبني افضل الخيارات المطروحة بشكل عام، اضافة الى تأكيدة على امكانية اعادة النظر ببعض اوراق العمل التي تحتاج لاعادة صياغة.
ونوه العزايزة الى ان المجتمع لا يحتاج لاستراتيجيات غير قابلة للتطبيق، او لا تجد الجدية الكافية لتنفيذها من بعض اصحاب القرار، مشيرا الى ان الاستراتيجية تناقش منذ فترات طويلة ووضع لها جدول عملي يعلم فيه الجميع، مجددا دعوته الى مشاركة الجميع بالصياغة ومن ثم الالتزام بالتنفيذ وفقا لفترة زمنية يمكن الاتفاق عليها في حال رغبت الجهات المشاركة ذلك.
وفي ردة على سؤال حول تعدد الاستراتيجيات ذات التماس المباشر بموضوع الفقر واليات تنفيذها دون ان تتعارض مع بعضها ، قال العزايزة ان العيب ليس بتعدد الاستراتيجيات بقدر ما هو مرتبط بالمتابعة والتنفيذ والتنسيق من قبل المعنيين عن ذلك.
وفي مداخلة عن عجز بعض اوراق العمل عن تناول اليات عمل صندوق المعونة الوطنية قالت مدير عام الصندوق بسمه اسحاقات ان الصندوق لم يطلع على الورقة المتخصصة بعمله الا خلال جلسة العمل الخاصة بذلك ، مشيرة الى انها تناولت تضاربا وارقاما غير حقيقية طرحها معد الورقة من غير الاعتماد على المسؤولين بالصندوق او حتى الاعتماد على ارقام الصندوق وبرامجه الرسمية المعلنة.
وبالعودة لانتقادات المشاركين حول بعض اوراق العمل ، فقد ركز اغليها على البعد عن الواقع وتضمينها لسياسات ومحاور نظرية لم تطرح حلولا منطقية واقعية لعمل الكثير من المؤسسات والمشاكل بل اكتفت بالتطرق اليها نظريا، اضافة الى اعتمادها على بيانات تجميعية من التقارير الدولية والمحلية وبيانات اخرى حصلها معدي الاوراق من المؤسسات والوزارات عن طريق الاجابة على اسئلة محددة كان اغلبها بعيدا عن الواقع الفعلي لعمل تلك المؤسسات.
واجمع الكثير من المشاركين على ان معدي اوراق العمل تغيبوا عن حضور الجلسات التي خصصت لاوراقهم ما اوجد فجوة معلوماتية بين المكتوب على الورق وبين الاهداف المرسومة لها اصلا عجز بشكل عام الميسر باغلب الجلسات من الاجابة على تساؤلات الحضور حول امور عدة ، هذا بالاضافة الى عدم توفير اوراق العمل ال22 التي نوقشت خلال الجلسات الا قبيل بدء الجلسات المخصصة لكل منها وباللغة الانجليزية ما اثار لغطا اخرا حول الترجمة الفعلية لاغلب المصطلحات الواردة ببعض الاوراق والتي تمس جوهر الاستراتيجية، الى جانب غياب الدراسات الميدانية الفعلية للواقع.
ومن الجدير ذكره ان اوراق العمل التي نوقشت خلال الورشة بيوميها وضعها مختصين في برنامج الامم المتحدة الانمائي.