انفلونزا الخنازير " بدعة اسرائيلية" لاغتيال اوباما .. وتنظير الاطباء "حكي فاضي"

المدينة نيوز - في الاردن، لا يخلو حديث اثنين، في مقهى كانا ام نزهة او سهرة مع الاصدقاء او جلسة عائلية، من تفشي مرض انفلونزا الخنازير في العالم.
فهذا الوباء الذي ظهر على حين غرة في المكسيك بين ليلة وضحاها، كان محور نقاشات من قبل من يعرفون في الاردن بجهابذة التنظير، او "العالمون بكل شي"، وباللهجة العامية "ابو العريف".
ولان هؤلاء يحبون تسليط الاضواء على انفسهم في كل جلساتهم سواء في المقاهي او الديوانيات، وحتى مع زوجاتهم وافراد عوائلهم، وجدوا ان مجاراتهم لعلماء الكون واطبائه لن يقدمهم درجة عن باقي المشاركين في هذه الجلسات لا سيما من يطلق عليهم في العامة " على البركة".
ومن هذا الباب راى بعض هؤلاء بان اخراج الحدث من سياقه الطبي والعلمي الى السياسي سيشد مسامع الجالسين اليهم، لانهم سيقدمون تحليلات مدعومة بمعلومات من بناة افكارهم، بكل تاكيد ستكون جديدة عند "باقي الربع" الذين يتلقون معلوماتهم عن المرض من وسائل الاعلام المتلفزة و المرئية والمقروءة.
والملفت للانتباه فيما يخص معلومات "الجهابذة" انها تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم، والسبب انها دوما تضرب على الوتر الحساس، وهي "فعايل اسرائيل ومخططاتها لتخريب العالم".
فاحدث الروايات التي تداولها اردنيون امس الخميس واليوم الجمعة ان مرض انفلونزا الخنازير ما هو الا عقار اسرائيلي نثرته في المكسيك اثناء زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاغتياله.
وبنى مروجو هذه الرواية قناعاتهم على السرعة التي انتشر بها المرض من المكسيك الى الولايات المتحدة الامريكية ومن ثم الى دول اوروبا واسرائيل.
والغريب في مذيعي هذا السيناريو ان من يحاول تصويب معلوماتهم، يقمع من باب ان اسرائيل اعلنت عن اكتشافها حالتين مصابة بالمرض، فقط لعدم كشف لعبتها ومخططها لاغتيال اوباما.
اما الاغرب في حديث هؤلاء انهم مقتنعون ان هذا الوباء ليس اكثر من مسرحية هدفها ايصال رسالة اسرائيلية الى اوباما عنوانها " اعقل"، بمعنى "تراجع عن حماسك بدعم اقامة الدولة الفلسطينية".
اما الاعتقاد الغريب ايضا عند بعض الاردنيين من العامة، ان هواجس الرعب والهلع والخوف من هذا المرض سرعان ما ستزول في حال قرر الرئيس الامريكي باراك اوباما العودة في مسار العملية السلمية في الشرق الاوسط الى مربع امن اسرائيل اولا.
ورغم الاجراءات الاحترازية وحالة الاستنفار التي اعلنها الاردن لمنع دخول المرض الى اراضيه، الا ان سكانه يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي بما فيها المحافظات التي يربي فيها بعض السكان الخنازير مثل الكرك ومادبا اضافة الى الاغوار الشمالية التي تواجه كل ليلة قطعان من الخنازير الاسرائيلية، ليس خوفا من مرضها، وانما حماية لاراضيهم ومزروعاتهم من عبثها.
وان كان في الاردن من يعتقد ان اسرائيل السبب، ففي اوروبا وعدد من الدول الاجنبية التي اعلن عن وصول المرض اليها تعتقد ان تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن، جند عصابات مخدرات مكسيكية للعمل لصالحه، وتمكن من نشر هذا الترياق في عدد من مزارع الخنازير لاثارة الرعب في امريكا والدول الاجنبية التي يستهدفها.
وبعيدا عن هذه التفسيرات الجامحة، لا يعرف أحد على وجه التأكيد منشأ المرض، لكن العلماء يقولون إن الأصول هي في الحقيقة أقل شرا بكثير من تلك التأويلات، وقد تفسرها قدرة الفيروسات على التحور والقفز من نوع إلى آخر بسبب قرب الحيوان والإنسان من بعضهما البعض.
ويؤكد أستاذ الفيروسات بجامعة دورام البريطانية "بول يو" هذا التفسير، بالإشارة إلى أن جسم الخنزير "كان ولا يزال يعتبر وعاء لامتزاج فيروسات الإنفلونزا ومنه انتشر فيروسا إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنزير إلى البشر" لافتا إلى أن المشكلة مع الفيروس الأخير أنه "التقط مزيجا من العناصر بينها تلك التي تصيب البشر ليتحول بذلك إلى فيروس مركب".
ويُشار إلى أن تحديد مصدر الفيروس عنصر مهم للعلماء، لأن فهم الكيفية التي انتقل بها إلى الإنسان يساعد في توفير الأدوية واللقاحات المناسبة لمواجهة أي انتشار للوباء مستقبلا.
وحتى لا يقع الغرب في مثل هذه التأويلات الشعبية كتب مايكل لوبيغ المتخصص في المواضيع البيولوجية بمجلة نيو ساينتست، مفندا صحة ما يتردد بأن "هذا المزيج الجديد من الفيروس لا يمكن أن يحدث بطريقة طبيعية".
ولفت لوبيغ إلى أن التاريخ سجل حالات سابقة تمازجت فيها فيروسات إنفلونزا البشر مع نظيرتها الخاصة بالطيور والخنازير.