الإنتاج الدرامي السوري والأزمة: تعايش بالإكراه
تم نشره السبت 21st تمّوز / يوليو 2012 11:36 صباحاً

المدينة نيوز: نجح السوريون بالخروج بموسم درامي متكامل، رغم الأزمة التي تثقل الحياة اليومية، في شوارع بلادهم. وخلافاً لما كان متوقّعاً، مضت حركة الإنتاج السورية بوتيرة متسارعة خلال الأشهر الأخيرة، بعد فترة ركود طويلة، جعلت كثيرين يظنّون أن الإنتاج السوري لن يبلغ ربع ما ينتجه كلّ عام. الحسابات الأمنية والسياسية أخّرت حركة الإنتاج عموماً. وشهد النصف الأول من الوقت الإنتاجي المفترض لتصوير أعمال رمضان 2012، تصوير أقلّ من ثلث المسلسلات التي ستعرض على الشاشات خلال الشهر الكريم. لكنّ حركة الإنتاج الدرامي شهدت انفتاحاً غير مسبوق، في النصف الثاني، بشكل تمكّن صانعو الدراما السورية من تصوير أكثر من ثلثي الأعمال المنتجة هذا العام، في وقت قياسي.
هذا لا يعني أنَّ الأزمة لم تلقِ بظلالها الثقيلة على حركة الإنتاج الدرامي السوري. لكنّ المتابع لشكل الإنتاج السوري وأماكن تصويره، يدرك أنّ الفنانين السوريين تعايشوا مع الظرف الأمني والسياسي لبلادهم. بعضهم توجّه بكاميراته نحو المناطق الهادئة والمستقرّة أمنياً، لينحصر تصوير مسلسلات عديدة في دمشق، ومنها «بنات العيلة»، و«بقعة ضوء»، و«زمن البرغوت». وبعيداً عن العاصمة السوريّة، شهدت مدينة طرطوس تصوير مسلسلات عديدة، منها «رومانتيكا»، و«حصان طروادة». واحتضنت اللاذقية تصوير مسلسل «المصابيح الزرق»، وشهد ريف مدينة السويداء تصوير المسلسل الكوميدي «سيت كاز». ولم يأت اقتصار التصوير على المدن الأربع، على حساب حكايتها. إذ تكون أيّ أجواء مدينيّة صالحة لتصوير المسلسلات الاجتماعية المعاصرة. كما تعدُّ بيوت دمشق القديمة، مكاناً طبيعياً لحكايات مسلسلات البيئة الشاميّة. فيما تدور أحداث «رومانتيكا» في منتجع ساحلي، تدور أحداث «المصابيح الزرق» في أجواء ساحلية بمدينة اللاذقية في أربعينيات القرن الفائت. أما اختيار مكان تصوير «سيت كاز» في السويداء، فلم يؤثِّر على سير الحكاية كونها تجري بشكل رئيسي في محطة وقود على طريق سفر.
من صناع الدراما من اختار تصوير عمله خارج سوريا بالكامل. فأعاد صياغة حكايات مسلسله على مقياس مكان التصوير الجديد، كما فعلت أسرة مسلسل «صبايا». إذ تسافر الصبايا إلى دبي، بحثاً عن عمل. واستثمر سامر المصري نهاية الجزء الأول من «أبو جانتي» حيث يطرد البطل من عمله، ليختار دبي أيضاً مكاناً لتصوير أحداث الجزء الثاني. وفي بداية هذا الجزء، سنشاهد عدّة مشاهد صوّرت في دمشق، قبل أن يطير أبو جانتي وعائلته إلى دبي، للعمل هناك.
كلّ هذا لا يعني أنّ الأزمة لم تترك تأثيراً على الدراما السورية. فكاميرا المسلسل السوري لم تجد نفسها مقيّدة يوماً بأماكن محدودة للتصوير، ولطالما كانت تبحث عن الـ«لوكايشن» الأكثر واقعية، ولو من أجل تصوير مشاهد معدودة. كما لا يمكن أن نغفل غياب عدد من نجوم الدراما، من مخرجين وممثلين، عن المشهد الدرامي هذا العام. فهل سيؤثّر هذا على مستوى الأعمال المعروضة هذا العام؟ يبقى الحكم رهن العرض.\
عن السفير (اللبنانية) –ماهر منصور