مصر تحيي ذكرى ثورة 23 يوليو
تم نشره الإثنين 23rd تمّوز / يوليو 2012 12:45 مساءً

المدينة نيوز - تحيي مصر الاثنين الذكرى الستين لثورة الثالث والعشرين من يوليو/تموز التي أطاحت النظام الملكي عام 1952.
وتحل ذكرى هذا العام في ظل تولي قيادي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين الحكم في البلاد. يذكر أن كلا من الجماعة والثورة كانا على طرفي نقيض، خصوصا في سنوات الثورة الأولى.
واعتبر الرئيس المصري محمد مرسي -في كلمة وجهها الليلة الماضية عبر التليفزيون- أن ثورة يوليو تشكل لحظة فارقة في تاريخ بلاده، ولكنه أشار إلى أنها تعثرت في تحقيق بعض أهدافها ومن بينها إقامة نظام ديمقراطي.
وأشاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإنجازات التى حققتها ثورة 23 يوليو، ودعا إلى "التكاتف والتصالح مع أنفسنا لتحقيق الأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير 2011".
جاء ذلك فى بيان نشر على الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على شبكة التواصل الاجتماعى الفيسبوك الاثنين بمناسبة ذكرى ثورة يوليو تحت عنوان "23 يوليو المفترى عليها بين الحق والضلال".
وتحدث البيان عن "إنجازات الثورة"، فذكر جلاء الإنجليز، وبناء السد العالي الذي قامت عليه أكبر شبكة كهرباء في تاريخ مصر، وقوانين الإصلاح الزراعي، ومجانية التعليم، وتأميم قناة السويس، "أحد أهم أركان الاقتصاد المصري الحالي".
وحيى البيان الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر ورفاقه الضباط الأحرار.
وهاجم البيان من ينتقد ثورة 23 يوليو مطالبا إياه بالنظر حوله "ليرى الماء والكهرباء والتعليم وغيرها".
بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك فاروق داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث قادة الجيش على لعب دور في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق سنة 1941 بإحداث أول ثورة تحررية في الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطار العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية.
وحث الجيش المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين.
وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو/ تموز 1952، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.
و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثم تسلم جمال عبد الناصر في (17 ربيع الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)السلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر وذلك في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال.
في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً، حيث حدث انقلاب في الإقليم السوري في سبتمبر من سنة 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا سنة 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف سنة 1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية سنة 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بسنة.
بعد حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند العرب، خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات في العديد من مدن مصر وخصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية.
في عام 1968 خرجت مظاهرات في الجامعات المصرية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن النكسة، فأصدر عبد الناصر بيان 30 مارس، الذي يعتبره المستشار طارق البشري بدايةً لمرحلةٍ جديدة في مسار الثورة بدأت تمهّد لإنشاء مؤسسات تساعد على تغيير بنية الجمهورية لتخرج مصر رويداً رويداً من قبضة الدولة الشمولية.
إلا ان تلك الخطوات لم تستمر نظراً لوفاته عام 1970 وتغيّر رؤى من قدموا من بعده.
( بي بي سي - وكالات )
وتحل ذكرى هذا العام في ظل تولي قيادي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين الحكم في البلاد. يذكر أن كلا من الجماعة والثورة كانا على طرفي نقيض، خصوصا في سنوات الثورة الأولى.
واعتبر الرئيس المصري محمد مرسي -في كلمة وجهها الليلة الماضية عبر التليفزيون- أن ثورة يوليو تشكل لحظة فارقة في تاريخ بلاده، ولكنه أشار إلى أنها تعثرت في تحقيق بعض أهدافها ومن بينها إقامة نظام ديمقراطي.
وأشاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإنجازات التى حققتها ثورة 23 يوليو، ودعا إلى "التكاتف والتصالح مع أنفسنا لتحقيق الأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير 2011".
جاء ذلك فى بيان نشر على الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على شبكة التواصل الاجتماعى الفيسبوك الاثنين بمناسبة ذكرى ثورة يوليو تحت عنوان "23 يوليو المفترى عليها بين الحق والضلال".
وتحدث البيان عن "إنجازات الثورة"، فذكر جلاء الإنجليز، وبناء السد العالي الذي قامت عليه أكبر شبكة كهرباء في تاريخ مصر، وقوانين الإصلاح الزراعي، ومجانية التعليم، وتأميم قناة السويس، "أحد أهم أركان الاقتصاد المصري الحالي".
وحيى البيان الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر ورفاقه الضباط الأحرار.
وهاجم البيان من ينتقد ثورة 23 يوليو مطالبا إياه بالنظر حوله "ليرى الماء والكهرباء والتعليم وغيرها".
عن ثورة 23 يوليو:
بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك فاروق داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث قادة الجيش على لعب دور في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق سنة 1941 بإحداث أول ثورة تحررية في الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطار العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية.
وحث الجيش المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين.
وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو/ تموز 1952، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.
و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثم تسلم جمال عبد الناصر في (17 ربيع الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)السلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر وذلك في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال.
في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً، حيث حدث انقلاب في الإقليم السوري في سبتمبر من سنة 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا سنة 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف سنة 1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية سنة 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بسنة.
بعد حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند العرب، خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات في العديد من مدن مصر وخصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية.
في عام 1968 خرجت مظاهرات في الجامعات المصرية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن النكسة، فأصدر عبد الناصر بيان 30 مارس، الذي يعتبره المستشار طارق البشري بدايةً لمرحلةٍ جديدة في مسار الثورة بدأت تمهّد لإنشاء مؤسسات تساعد على تغيير بنية الجمهورية لتخرج مصر رويداً رويداً من قبضة الدولة الشمولية.
إلا ان تلك الخطوات لم تستمر نظراً لوفاته عام 1970 وتغيّر رؤى من قدموا من بعده.
( بي بي سي - وكالات )