المعوزون والفقراء يشبعون في رمضان وبقية الأشهر يصومون

المدينة نيوز - بسعادة بالغة تستقبل (ام عرفات) الطرد الغذائي الذي تسلمته من احدى الجهات الخيرية في العقبة والذي يحتوي على مؤن تكفيها وعيالها الايتام طيلة ايام الشهر الفضيل فيما وقفت على مقربة منها جارتها (ام محمد) وقد ظهرت على وجهها معالم الأسى لأن اسمها لم يكن مدرجا في القائمة.
ويجزم الستيني (ابو هاني) الذي وقف بدوره ينتظر طرود الخير ليتسلم نصيبه منها أن ايام رمضان كلها خير وبركة ففيها يطعم الجياع وتتنوع مأكولاتهم ومشروباتهم وهو الامر الذي لا يجدونه في غير رمضان كما يقول.
ويدفع الخبير الاقتصادي الدكتور نضال لافي تجاه مؤسسية التبرعات وتوزيعها على مدار العام منعا لبقاء عوائل كاملة تعاني الجوع في كل الاشهر إلا في رمضان الذي يحمل للفقراء بصيص أمل بمغادرة القطيعة مع مختلف اصناف الأكل والطعام.
ويؤكد في حديث أن هناك العشرات من العائلات تعيش تحت خط الفقر بدرجات تصل الى الفقر المدقع مدللا على ذلك بمن يتلقون المساعدات من صندوق التنمية الاجتماعية ومن صناديق الزكاة وغيرها من الجهات التي تعنى بالفقراء والتي تقدم لآلاف العوائل مبالغ نقدية شهرية لا تتجاوز المائة دينار في الشهر وهي مبالغ تكفي لسد الرمق لكنها ابدا لن تحقق أي مستوى حياتي مناسب للفقراء في ظل ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل عام.
ويقول لافي ان خط الفقر لأسرة مكونة من اربعة افراد يتجاوز الثلاثمائة دينار في الشهر وهذا يجب ان يدفع الى سياسة إنقاذ على المستوى الوطني للفقراء المتلقين للمساعدات الشهرية والتي لم تعد تكفي للوفاء بعيش يمكن وصفه بالكريم في ظل تزايد تاكل القوة الشرائية للدينار.
ويدعو لافي الى إعادة النظر في فلسفة المساعدات الاجتماعية للفقراء خاصة العوائل التي لا تجد من يعيلها وتعتمد بشكل مباشر على المساعدات التي غالبا ما تجيء في المناسبات وفي أشهر محددة في السنة منها شهر رمضان وربما على ابواب الأعياد.(بترا)