مواطنون يشكون ارتفاع اسعار الخضار والفواكه في رمضان

المدينة نيوز - اشتكى مواطنون من عدة مناطق في العاصمة عمان مع حلول شهر رمضان المبارك من تواصل ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الاسواق المحلية.

وتشهد البندورة والليمون والخيار والخس والفليفلة والباذنجان والكوسا ارتفاعاً ملحوظاً وغير عادي متجاوزةً الحد المعقول وكذلك بعض الفواكه مثل العنب الموز والتفاح السكري التي طالها هذا الارتفاع.

وفي عدد من أسواق الخضار في عمان كان لها عدة وقفات واستطلاعات مع المواطنين والباعة الذين يرتادون الأسواق الشعبية هرباً من الغلاء الفاحش والإرتفاع الجنوني لأسعار المواد الأكثر استخداماً واستهلاكاً في شهر رمضان المبارك.

جمال عنيزات اعتبر ان السوق يشهد ارتفاعاً واضحاً وصل إلى 50بالمئة في جميع أنواع الأصناف وليس في صنف أو نوع معين فقبل رمضان كان على سبيل المثال سعر صندوق البندورة "دينارا واحدا " والآن وصل سعر نفس الصندوق إلى اربعة دنانير وارتفع سعر كيلو الموز من 60 قرشا قبل شهر رمضان ووصل اليوم لـ 95 قرشا متسائلاً عن دور الرقابة في السيطرة على ارتفاع اسعار الخضروات.

وأشارت الحاجة سميحة عبدالهادي الى أن أسعار الخضار والفواكه مرتفعة جداً وقد تتجاوز الضعف ودائما ما يحدث هذا في رمضان الذي يفترض أن تكون الأسعار فيه أقل بدلا من رفعها بهذا الشكل، واستغربت استمرار هذا الارتفاع الغير مبرر في هذا الوقت، فالارتفاع مستمر وقد لا تعود الأسعار إلى معدلاتها الطبيعية، منتقدة ً غياب الرقابة على الأسواق، ومتسائلة عن دور وزارة الصناعة والتجارة في حماية المستهلك.

وكشفت ريم الشقيرات في حديثها ان الاسعار وصلت الى مستويات عالية مقارنة بالايام الماضية قبل رمضان حتى ان بعض السلع ارتفعت بنسب غير مقبولة ودون اسباب ومنها الخضار والفواكه، وهي مشكلة نعاني منها في كل عام حيث ترتفع اسعار الخضار والفواكه دون مبررات مقنعة.

وطالب المواطنون الجهات الرقابية والمعنية بتكثيف الرقابة على أسواق الخضار والفواكه للحد من ارتفاع الأسعار وتلاعب التجار، وحماية المستهلكين من الجشع والتلاعب.

وأرجع عدد من أصحاب المحلات في السوق بأن الارتفاع يتكرر كل عام والسبب أن التجار والموردين هم الذين يتحكمون في الأسعار مستغلين شهر الصوم والصائمين.

وشوهدت سيدة خمسينية تتنقل من بسطة إلى أخرى تسأل عن سعر البندورة وهناك عن الليمون وأخرى عن الخيار والخس، لتحط أخيراً عند بعض الحشائش، لتلتقط بعضاً منها، وتشتريها.

ولدى سؤالنا اياها عن حجم ما ابتاعته، ضحكت وفي ضحكتها سخرية القدر وما وصلت إليه من أوضاع اقتصادية لا ترأف بمواطن، ولا يحسب لشهر الرحمة حساب قائلةً: "ما تسألني يا إبني..ما عاد في شي رخيص إلاّ هالنفس..والله يرحمنا".

من جهته، اشار مدير عام الاتحاد العام للمزارعين المهندس محمود العوران الى ان الاسعار الموجودة في محلات بيع الخضار والفواكه "التجزئة" مبالغ فيها وانها غير طبيعية وتعكس حالة من الجشع والطمع لدى بعض التجار وتعكس نفسية تتحكم بقوت المواطنين من خلال الربح الفاحش .

واضاف ان هناك فوارق كبيرة في اسعار الخضار ما بين السوق المركزي والاسواق المحلية فعلى سبيل المثال "البندورة" الحد الادنى لسعر الكيلو الواحد في السوق المركزي 100 فلس وثمن الصندوق 8-10 كم دينارين ويباع في الاسواق المحلية 70 قرشا للكيلو والكوسا ثمن الصندوق في السوق المركزي 5ر2 دينار في الحد الادنى الى 4 دنانير ويباع الكيلو الواحد في الاسواق المحلية 80 الى 100 قرشا .

وانتقد العوران العمالة الوافدة الذين يتواجدون بالسوق المركزي منذ ساعات الصباح الباكر حيث يقومون بشراء الخضار والفواكه باسعار متدنية ويبيعونها بينهم ضمن دائرة مغلقة بغية رفع اسعارها وبالتالي فإن المزارع والمواطن هم ضحية ارتفاع الاسعار لفئة قليلة من بعض مرضى النفوس والضمائر المشبوهة .
وعن قطاع الدواجن، اوضح العوران ان سعة مسلخ امانه عمان لاتزيد على 41 الف طير يوميا بكامل الطاقة الانتاجية مع العمل الاضافي وان هذا الانتاج لايكاد يكفي اللاجئين في منطقة الرمثا وان انتاجية المسالخ للقطاع الخاص لاتزيد عن مئة الف طير ، ومسلخ امانه عمان تحديدا يقوم بتشغيله فقط عدد محدود من كبار التجار اي انه من السهل بمكان ان يكون هنالك توافقا ما بين هؤلاء التجار في ظل غياب الرقابة الذاتية ووزارة الصناعة والتجارة ممثلة بمديرية مراقبة الاسواق.

واكد اهمية تدخل وزارة الصناعة التجارة حتى وان كان الاردن ضمن مجموعة التجارة الحرة وان هنالك بنودا ضمن هذه الوثيقة تساعد بتدخل الحكومة في الحالات الطارئة وان لم تكن هذه الظروف مثل دخول شهر رمضان على المواطنين وجيوبهم خاوية وفي ظل تدفق اللاجئين السوريين فمتى سنستخدم قوانين الطوارئ و مربو الدواجن يحضرونها لموسم رمضان وليس عندهم نية الاحتكار لان الظروف العملية والعلمية لاتساعد على ذلك.

بدوره قال المدير التنفيذي للجمعية الاردنية لمنتجي ومصدري الخضار والفواكه المهندس انور حداد ان هناك زيادات بنسب قليلة تراوحت بين (3-5)بالمئة على اسعار الخضار في الايام الاولى من رمضان هذا العام مقارنة مع الايام الاولى من رمضان العام الماضي.

واضاف "هناك زيادات بنسب قليلة تراوحت بين 6-9 بالمئة على اسعار الفواكه في الايام الاولى من رمضان هذا العام مقارنة مع الايام الاولى من رمضان العام الماضي فيما تراجع معدل الاسعار بنسبة 5 بالمئة في اليوم الرابع من رمضان هذا العام عن العام الماضي كما وتراجعت اسعار التمور بنسبة وصلت اليوم الى 42 بالمئة عنها في رمضان الماضي.

من جانبه، قال رئيس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن عبد الشكور جمجوم انه في العادة وشهرياّ يتم تنزيل 13 مليون صوص تنتج 18 ألف طن من الدجاج شهرياّ ولشهر رمضان تم تربية 18 – 19 مليون صوص وتنتج على الأقل 25 – 27 ألف طن من الدجاج وهذا كاف لشهر رمضان المبارك .

واشار الى انه هذا العام حدث ارتفاعا بالأسعار قبل شهر رمضان ب 10-15 يوما بسبب أن معظم المربين يبرمجون إنتاجهم لشهر رمضان بعد 20 تموز لاحتمالية السعر الأعلى لبيعهم وهذا الارتفاع طبيعي وقد كان الطلب أعلى من العرض في هذه الفترة .

ونوه جمجوم الى انه كان المفروض أن ينزل السعر بعد ذلك الارتفاع وفعلاّ انخفضت الأسعار قبل بداية الشهر ولكنها ارتفعت مرة أخرى بسبب موجة الحر الأولى التي رفعت نسبة الوفيات في الدواجن إلى 20 بالمئة في مزارع الدجاج غير المبردة التي تشكل 60 بالمئة من تربية الدجاج اللاحم بالمملكة .

وعن اسعار الدجاج حاليا،ّ قال جمجوم ان سعر الدجاج ثابت وهذا مؤشر جيد خاصة إن موجة الحر خلال الأيام الماضية كانت أعلى شدة وحدّة من الأولى وتوقعات بقاء الأسعار على ما هي عليه إلى حين انحسار موجات الحر المتلاحقة.

واشار الى ان سعر كيلو الدجاج ارتفع بين 25 – 30 قرشا سواء في الحي أو المذبوح و كان سعر الحي من المزرعة قبل الارتفاع بين 130 – 135 قرشا / كغم حي وارتفع الى 155 – 160 قرشا / كغم حي , وكان سعر كيلو الدجاج الطازج الـمـذبـوح بـيـن 25ر2 دينار / كغم وأصبح الآن 5ر2 دينار / كغم .. وان كان أكثر فهناك طمع وجشع من النتافة أو المول وهذا مثبت من الشركات البائعة والمربين وهناك عروض ب 15ر2 دينار / كغم مذبوح طازج .

واشار جمجوم الى ان أسعار الأعلاف قد ارتفعت بنسبة غير مسبوقة فقد كان سعر طن الذرة قبل شهر فقط 200 دينار / طن وأصبح الآن 310 دنانير/ طن وكان سعر طن الصويا 350 دينارا / طن وأصبح الآن 550 دينارا / طن ومازال الارتفاع مستمراّ وهذا ما سيؤثر على الأسعار بعد شهر رمضان لابتعاد المربين عن التربية لارتفاع الكلف العالية والخوف من الخسارة .

بالنسبة إلى بيض المائدة اوضح جمجوم إن استهلاكه عادة يبدأ بالانخفاض اعتبارا من اليوم الثالث من رمضان وبالتالي نزول السعر ونتيجة لقلة الإنتاج هذا العام ولعدم تراكم البيض في المزارع أو المولات والبقالات فالتوقعات أن يبدأ النزول وتراكم الكميات المنتجة من البيض اعتباراّ من بداية الأسبوع القادم .(بترا )