دير شبيجل "تكشف خبايا" مجزرة الحولة

تم نشره الجمعة 27 تمّوز / يوليو 2012 12:50 مساءً
دير شبيجل "تكشف خبايا" مجزرة الحولة

المدينة نيوز - صدمت مجزرة" الحولة" في سوريا العالم حيث قتل ما لا يقل عن 180 شخصا بحسب احصاء الأمم المتحدة بما في ذلك 49 طفلا و34 امرأة أغلبهم قتل بوحشية بواسطة السكاكين والفؤوس والبنادق وتمكن مراقبو الأمم المتحدة من الدخول الى القرية التى وقعت فيها المجزرة نهاية مايو وتمكنوا من رؤية الجثث وتوثيق ما حدث. وعلى أثر ذلك قامت الأمم المتحدة اضافة الى 12 دولة بطرد سفراء سوريا من أراضيها وفي الأول من يونيو أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة النظام السوري وعناصر (الشبيحة) التابعة له في حين صوتت كل من روسيا والصين ضد القرار، ومن جهتها ألقت الحكومة السورية اللوم في ما حدث في الحولة على (الارهابيين) وأدانت ما أسمته "تسونامي الأكاذيب" حول المجزرة.


 
*مجزرة بشعة

 


في البداية كان لدى الأمم المتحدة قناعة تامة ان الحكومة السورية هي من نفذ هذه المجزرة البشعة، ثم بعد ذلك بدأ البعض يشكك في الأمر، لذا ذهب مراسل دير شبيجل الى البلدة للقاء الاحياء والشهود مما مكنه من اعادة سرد ما حدث الا ان وجهات النظر بدأت بالتحول، ومع مرور الوقت بدأت الأمم المتحدة بتمحيص معطياتها، وفي 27 يونيو ناقش مجلس حقوق الانسان تقريراً قدمته بعثة سوريا جاء فيه ان الأدلة الكافية لم تتوافر لتحديد المسؤول عن هذه المذبحة وفي 8 و14 يونيو نشرت صحيفة فرانكفورتر الجيماينه زايتونج الالمانية تقريران بنيا على شهادات عدة شهود غير معروفين قالوا ان افرادا من المعارضة المسلحة هم من قاموا بتنفيذ هذه المجزرة ثم القوا اللوم على قوات النظام، وبحسب التقرير المنشور قام 700 شخص ممن ينتمون الى الجيش السوري الحر بدخول الحولة من عدة اتجاهات لقتل العائلات التي تحولت الى المذهب العلوي أو الشيعي ولم ينضموا الى المقاومة، وفي بداية يونيو قام عضو البرلمان من حزب الاتحاد الديمقراطي ببحث الأمر ثم توجيه الانتقاد الشديد للثوار لقيامهم بهذه المذبحة من اجل الاعلام.
 
ومنذ دخول الصحفي البريطاني اليكس ثومبسون بصحبة مراقبي الأمم المتحدة الى الحولة لبضعة ساعات لم يحدث ان قام شخص بالتحدث مباشرة مع أهالي الضحايا والشهود، حتى قيام فريق شبيجل بذلك بعد ان تمكن بصعوبة من الدخول الى المنطقة حيث لا يريد النظام دخول اية صحافة اجنبية الى البلاد وخاصة الحولة. وفي قرية "تالدو" القريبة من الحولة حيث يعيش 1500 شخص قام سكانها بتنظيم وحدة من الجيش السوري الحر لحمايتهم من أية اعتداء وقد أمضى فريق شبيجل يومين فيها للقيام بمقابلة الناس واجراء اللقاءات مع الناجين من عائلتي معاوية وعبد الرزاق والتحدث كذلك مع الشهود حيث قام بعضهم بالتحدث امام الكاميرات في حين آثر البعض الآخر ان يبقى مخفياً وقد قمنا بالتحدث مع الشهود بشكل منفرد وسألناهم عن ما رأوا وسمعوا. وكان ضابط الشرطة المتقاعد معاوية سيد قد طمأن عائلته بأن مكروهاً لن يحدث في ظهيرة يوم 25 مايو، حينما رآهم خائفين من الخروج من المنزل، الا أن معاوية ذكر عائلته الى مركزه السابق حيث كان يشغل منصب عقيد في جيش النظام وأن له صلة بهم حتى الآن، لكن حساباته كانت خاطئة بحسب شهادة أرملته وابنته اللتين بقيتا على قيد الحياة، فقد أدرك خلال الدقائق الأخيرة له. لقد سمع معاوية القتلة أمام باب البيت اثناء وجوده في غرفته بالطابق الثاني وهم يتفقون على جر النساء خارجاً أولاً ثم تصفية الجميع. لقد طلب من زوجته وابنائه أن يلوذوا بالفرار اثناء قيامه بإلهائهم، وقد نجح في ذلك لكنه دفع حياته مقابله.


 
*رواية الشهود


 
بعد صلاة الجمعة يوم 25 مايو خرج بعض السكان للتظاهر ضد النظام كالعادة، وفي ما بعد الظهر بدأت القوات الحكومية بقصف القرية بشكل عنيف من القواعد العسكرية المحيطة، وقد تمكنت فرق الموت التابعة للجيش السوري من دخول القرية بسبب عدم وجود أي عنصر من افراد الجيش الحر للدفاع حيث تقدمت الموجة الأولى من القوات والشبيحة. ويقول الشاهد الأول محمد عبد الرزاق انه كان في طريقه الى بيته في شارع السد القريب من مكان مقتل الضحايا حيث قام بالاتصال بأهله عندما سمع اشاعات حول وجود الشبيحة في المنطقة وخاصة في قرية فله العلوية حيث بدأوا بالتشكل والتجمع اثناء تقدمهم واخبره والده انه يسمع صوت اطلاق رصاص، وبعد الساعة الخامسة كان محمد قريبا من منزله وكان بامكانه رؤية الطريق الى قرية فلة على التل ورأى تقدم 10 سيارات و400 رجل تقريباً وهم يتقدمون على تلك الطريق حيث كان البعض يلبس اللباس العسكري في حين كان آخرون بملابس مدنية وكان لبعضهم لحى طويلة ورؤوس حليقة وكان جميعهم يربط رباطاً أحمر حول يديه، ثم جاءت مجموعة ثانية تتكون من حوالي 30 رجلا يلبسون الملابس العسكرية من اتجاه القاعدة العسكرية وقد تقدم عبد الرزاق من بيته واختبأ عند شارع السد ومن هناك شاهد الرجال وهم يتفرقون بسرعة ثم قاموا باقتحام المنازل وكلما دخلوا الى احد البيوت سمع عبد الرزاق اطلاق نار.


 
*انهم يقتلون الناس


 
الشاهد الثاني هو جهاد رسلان وهو ضابط اثناء الاجازة رأى بعض المسلحين بملابس مدنية وآخرين يلبسون الملابس العسكرية يتقدمون من مزارع الزيتون بين القرية العلوية وقرية تالدو وعند حوالي الساعة السادسة والنصف خرجت من البيت رؤية ما يجري فصاحت بي احدى النساء من الجيران "انهم يقتلون الناس" وقد رأيت امرأة اخرى ملقاة على قارعة الطريق مصابة بطلق ناري وهي تقول انهم يدخلون البيوت ويقتلون الناس. وحين ذهبت الى بيت جيراني وهو سامر عبد الرزاق رأيت النساء والاطفال المصابين بأعيرة نارية كما رأيت مصطفى عبد الرزاق وهو يسبح ببركة من الدماء وفي البيت المقابل كانت هناك عدة جثث ملقاة خارج البيت وفي البيت الثالث رأيت 20 جثة من عائلة ابو شعلان عبد الرزاق.
 
الشاهد الثالث وهو العقيد مالك باقر وهو صديق لجهاد رسلان وكان في بيت عمه في شارع السد حين سمع المسلحين وهم يتقدمون من قرية فله العلوية وقد استمر اطلاق النار حتى الساعة الخامسة والنصف ثم حين توقف اطلاق النار خرجت ورأيت حوالي 40 مسلحا بعضهم بملابس مدنية والاخرون بملابس عسكرية وهم يتوجهون الى قرية فلة العلوية وكانوا يتبعون سيارة بيك أب تحمل "مدفع رشاش" كنت قد رأيته من قبل في بعض نقاط التفتيش قرب قرية فله وكنت أقف على ربوة وتمكنت من رؤية 100 مسلح وهم يعودون الى القرية العلوية. وحين عدت الى القرية رأيت القتلى وكان بعضهم قد ضرب بفأس والبعض الآخر قد اطلق الرصاص على رأسه وقد احصيت 17 جثة في بيت مصطفى عبد الرزاق. وقد اخبرنا العديد من الناجين عن المسلحين الذين قدموا من قرية فله العلوية وعن وضعهم لأشرطة حمراء حول ايديهم كما قالت لنا السيدة العجوز التي لا تريد الاعلان عن اسمها حيث قالت ان الاهالي فتحوا ابوابهم ظناً منهم انهم سيقومون بالتفتيش ككل مرة والمغادرة حيث اخبرتهم احدى الفتيات ان الموجودين كلهم نساء واطفال وان الرجال جميعهم في لبنان للعمل وتضيف السيدة انها كانت تقف خلف الباب حين رأت المسلحين وهم يطلقون النار فوراً، لقد أخطأ السكان حين ظنوا انها مجرد حملة تفتيش لقد خسروا حياتهم.


 
* شبيحة للأبد


 
الشهادة التالية لعائلة معاوية سيد ضابط الشرطة المتقاعد كما ترويها ابنته مريم حيث كانت واقفة قرب النافذة حين شاهدت مجموعة من الجنود وهم يتقدمون ويطلقون النار ثم قاموا بقرع الباب وحين لم يفتح لهم احد واصلوا التقدم، وفي حوالي الساعة السادسة مساء سمعنا صوت دبابة تتقدم وسمعنا صوت المسلحين وهم يهتفون "شبيحة للأبد بالروح بالدم نفديك يا بشار" وعند الساعة الحادية عشرة سمعنا اصواتا من خلال مكبر الصوت تقول اغلقوا جميع الاضواء حتى الشموع فذهبت الى والدي وكان لتوه قد سمع المسلحين وهم يقولون إنهم سيقتلون النساء أولاً ثم الجميع بعد ذلك فقلت له ما عسانا ان نفعل؟ فقال اذهبوا وحاولوا التسلل سأقوم بالهائهم كان عددنا 15 ولم نتمكن من أخذ أخي الذي كان عنده كسر بالساق وكنا خائفين وفي عجلة من امرنا حتى نسينا اختنا الصغيرة سارة ذات الثماني سنوات وقد قتلوا جميعاً. ولم تكن عائلة معاوية ضد النظام ولا معه بل كانت على الحياد ويعتقد انهم قتلوا العائلة بسبب الاسم فقد حارب الخليفة معاوية الامام علي قبل 1300 سنة وهو اسم مكروه جداً لدى الشيعة، والمعروف عن سكان (الحولة وتادو) انهم من السنة وتحيط بهم القرى العلوية وقد تعايشوا بسلام حتى سابقاً وكان بينهم صلة النسب حيث تزوج العلويات من السنة واصبحوا منهم حسب ما يقول السكان. ولكن ماذا بشأن شهود العيان المجهولين الذين ادعوا ان سكان الحولة ليسوا من السنة ولكن من مؤيدي النظام؟ ولو كان الجيش الحر هو من ارتكب المجزرة لماذا قام الجيش بقصف المنطقة وظل يقصفها لأشهر؟ وحتى حين كان مراسلوا شبيجل فيها. لقد قام سكان الحولة بدفن الموتى في حفرة كبيرة وسط القرية وكان هناك ما يزيد على 108 جثث بحسب مراقبي الامم المتحدة.
( الشرق )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات