سلاح سوريا الكيماوي يتفاعل بإسرائيل

تم نشره الإثنين 30 تمّوز / يوليو 2012 11:55 صباحاً
سلاح سوريا الكيماوي يتفاعل بإسرائيل

المدينة نيوز - تعيش إسرائيل حالة من التوتر والقلق حيال السلاح الكيماوي السوري وإمكانية انتقال هذا السلاح لتنظيمات معادية، والمقصود على وجه التحديد حزب الله في لبنان وتنظيمات الجهاد العالمي بزعامة القاعدة. وتباينت المواقف ما بين القيادة السياسية والعسكرية حول كيفية الرد واحتواء هذه الأزمة التي باتت تلقي بظلالها على المشهد السياسي والاجتماعي بإسرائيل، التي شرعت بإعادة انتشار جيشها على طول حدود خط وقف إطلاق النار بالجولان المحتل.

وتساهم المواقف التي تعبر عنها إسرائيل إزاء السلاح الكيماوي السوري في مواصلة تأجيج القلق الأمني لدى الرأي العام، وتتيح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إمكان صرف أنظار هذا الرأي العام عن المشاكل الداخلية وتوجيهها نحو المشاكل الخارجية، وذلك في ظل مناخ بدأت فيه المشاكل الداخلية تثير تململ أوساط كثيرة بالشارع الإسرائيلي.     

وعزز الجيش الإسرائيلي من قواته على طول خط وقف إطلاق النار بالجولان من خلال إقامة جدران من السياج وزرع مزيد من حقول الألغام تحسبا لتدفق اللاجئين من سوريا، كما أن الجيش -وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية- سيباشر في غضون الأسابيع القريبة نصب أجهزة رصد وكاميرات ورادارات على طول الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان لرصد وجمع المعلومات عن التحركات البرية وتلقي معلومات استخبارية أفضل وأنجع بكثير مما هو عليه.

واستعرض سلمان فخر الدين -الباحث الميداني بالمؤسسة العربية لحقوق الإنسان "المرصد" بالجولان المحتل- تداعيات السلاح الكيماوي السوري على الأوضاع الداخلية بإسرائيل وما أفرزته من حالة خوف "مفتعلة" للترويج لخطر انتقال هذا السلاح إلى حزب الله أو أي منظمة معادية قد تهدد الأمن القومي لتل أبيب، متهما موقف المجتمع الدولي الذي يلوح بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والأخلاقيات بالنفاق، وداعيا للبحث عن مصدر هذا السلاح غير التقليدي.

وقال للجزيرة نت إن السجال الدائر ما هو إلا "نفاق إسرائيلي" وسط الأزمات الداخلية التي تعصف بتل أبيب بكل ما يتعلق بالاحتجاجات على خلفية تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وانسحاب حزب كاديما برئاسة شاؤول موفاز من الائتلاف الحكومي، مما دفع بالقيادة السياسية للتلويح بفزاعة الخطر الذي يستهدف الأمن القومي لتنفيس الضغط الداخلي ولاحتواء الاحتجاجات بغية اصطفاف المجتمع الإسرائيلي حول حكومة نتنياهو.

وشدد على أنه لا يحق لإسرائيل أخلاقيا التدخل أو إبداء أي موقف بخصوص السلاح الكيماوي أو النووي كونها لم توقع على أي مواثيق دولية للحد من انتشار هذه الأسلحة أو منع استعمالها، لافتا إلى أن التهويل الإسرائيلي يندرج ضمن إيديولوجية "الخوف الدائم" الذي تعيشه تل أبيب، خصوصا أنها في الغرف الأمنية المغلقة لا تشعر بهذا الخطر المعلن من السلاح الكيماوي السوري.

ويرى أن الموقف الإسرائيلي بمثابة تبرير لتدخل عسكري دولي خارجي ومقدمة لإمكانية تدخلها أو القيام بعمليات عسكرية داخل سوريا استباقا لانهيار النظام لفرض أمر واقع واحتلال المزيد من الأراضي والبحث عن دور لصياغة المستقبل بسوريا.

وقال الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إن قادة المؤسسة السياسية وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، يؤيدون اللجوء إلى الوسائل العسكرية للحؤول دون انتقال تلك الأسلحة من سوريا. وثمة من يتحدث عن احتمال استعمال هذه الوسائل لمحاولة تدمير هذه الأسلحة في مواقعها.

وأضاف شلحت للجزيرة نت أن قادة المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان العامة بيني غانتس يتحسبون من الإقدام على خطوة عسكرية في هذا الصدد خشية أن يؤدي ذلك إلى توريط إسرائيل في حرب أخرى لا تحمد عقباها، فضلا عن تشكيكهم بقدرة أي عملية عسكرية على تدمير كل هذه الأسلحة.

وهذا -يتابع الباحث- ما يفسر حرص المسؤولين العسكريين على تكرار أن نظام بشار الأسد ما زال مسيطرا على الأوضاع الأمنية بسوريا بما في ذلك على ترسانة الأسلحة غير التقليدية، وأنه يجب عدم الدخول في حالة هلع منذ الآن.

مع ذلك يؤكد شلحت ضرورة الأخذ بالحسبان أن إسرائيل تعتبر أن وجود أسلحة غير تقليدية بأيدي منظمات تعدها "إرهابية" ينطوي على ما تسميه "سيناريو الكابوس"، ويفرض "تهديدا" ينفرد بجسامته وفداحته، وخصوصا في ضوء حقيقة افتقاد إسرائيل بهذه الحالة إلى "عنوان ترد عليه".  كما أنها تتخوف من احتمال استعمال هذه الأسلحة ضدها، أو من تحولها إلى وسيلة لردعها، أو لتعطيلها وإضعافها.

وخلص إلى أن أجندة الحكومة الإسرائيلية الحالية تتسم بوضع هذا "التهديد" في رأس سلم اهتماماتها ارتباطا بمسعاها الأعم والأشمل لكبح البرنامج النووي الإيراني، ولذا لا يمكن الاستهانة بما تصرح به، ولا يجوز إدراجه ضمن إطار سياسة التهويل وحسب، وذلك على الرغم من أنها "تتفنن" بأداء هذه

وتطرق البروفيسور إيال زيسر -الباحث بالشأن السوري والمحاضر بجامعة تل أبيب ومدير مركز "موشي ديان" لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا- إلى مراحل الأزمة بسوريا ونقاط الضعف والقوة لنظام الرئيس الأسد، مشيرا إلى أن الثورة الشعبية التي بدأت بالأرياف بشكل سلمي ومع اتساع رقعتها لتصل إلى المركز والمدن تنذر باندلاع حرب أهلية ستؤدي  بنهاية المطاف لهزيمة النظام الذي بات يجد صعوبة بالسيطرة على الجيش الذي يشهد انشقاقات متتالية.

وردا على سؤال للجزيرة نت حول الموقف الإسرائيلي من الأسلحة الكيماوية السورية وما خلقته من هواجس بتل أبيب، قال "الخوف الإسرائيلي ليس من النظام وليس حتى من المعارضة السورية، بل الخوف والخطر أن يصل هذا السلاح لحزب الله، وبالتالي فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي وستشن حربا أو حملة عسكرية ضد حزب الله، خصوصا أن هذا السلاح الكيماوي يقلق جميع دول الجوار".

وتخشى إسرائيل بحسب زيسر من تحول هضبة الجولان إلى سيناء، وعليه تعيد انتشار قواتها على خط وقف إطلاق النار تحسبا لأي طارئ في سوريا، خاصة إذا ما قرر نظام الأسد تصعيد خطواته ضد حركة المعارضة واستعمال الأسلحة الكيماوية للقضاء على الاحتجاجات، وما يترتب على ذلك من نزوح لاجئين نحو إسرائيل، وما قد يرافق ذلك من فوضى وفقدان نظام الأسد سيطرته التامة على البلاد وما سيحدثه هذا الفراغ من تمركز قوات إسلامية على الحدود بهضبة الجولان. ( الجزيرة )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات