الدراما الأردنية الرمضانية مهددة بالتوقف

المدينة نيوز: اقتصرت الحركة الفنية الأردنية ومنذ سنوات على الإنتاج الموسمي الخاص بشهر رمضان، لكنها هذا العام تشهد ظروفاً أدت إلى غياب الإنتاج واقتصاره على المسلسل البدوي «توم الغرة» والمسلسل الكوميدي «حكايانا»، ما أشعر الفنان الأردني بالتهميش وبتهديد حقيقي يمس ضمان استمراريته.
غياب الإنتاج الخارجي
تقول الفنانة رانيا إسماعيل: «الحالة التي أصبح عليها الوضع الفني المحلي نتيجة طبيعية للربيع العربي الذي أثر في الحركة الفنية بشكل عام في كل الدول العربية وجعلها أقل زخماً من السنوات الماضية، ومن المعروف أننا نعتمد على الإنتاج الخارجي منذ التسعينات، وهو غير متوافر هذا العام، لذا نحن مهددون بالبطالة، وعلينا البحث عن بدائل من خلال العمل في وظائف أخرى كي نعيش بكرامة».
وعن الحلول تقول إسماعيل: «نحن بحاجة إلى تدخل من منظمات معنية بالفن والثقافة، ومن الضروري البحث عن مصادر مادية لدعم الإنتاج مثل فرض مبلغ رمزي على فاتورة الكهرباء أو الماء أو الهاتف يتم استغلاله في إنتاج أعمال مهمة».
مستقبل الدراما
تؤكد الفنانة أسماء مصطفى: «ركزت شركات الإنتاج في الأعوام الماضية على الربح السريع دون أن تخطط للمستقبل الدرامي، وتسبب ذلك في انتشار أعمال غير مؤثرة، لذا سنشهد في المرحلة القادمة توجهاً للفنانين نحو العمل في وظائف أخرى أو العودة إلى الإنتاج المسرحي من جديد كبديل للشاشة الفضية». وتبين مصطفى أنه يجب العمل على إعادة الثقة بالفنان الأردني والأعمال الدرامية المحلية، وبذلك نفرض تواجد الدراما على المحطات الفضائية العربية التي لم تعد تهتم بتواجد إنتاجاتنا على شاشاتها، ولن يتحقق ذلك إلا بوجود دعم دولي من الجهات المعنية بالثقافة والفن».
تقصير التلفزيون الأردني
يشير المنتج عاطف عقرباوي: «منذ سنوات ونحن نعمل كمنتجين منفذين لنصوص تم الموافقة على إنتاجها من قبل المحطات الفضائية العربية التي لا ترانا إلا في العمل البدوي غير المرغوب فيه هذا العام، كما أننا نشهد تخلي التلفزيون الأردني عن تقديم 30 في المئة من كلفة الإنتاج مقابل عرض العمل على شاشته، واكتفت بإنتاج أعمال محلية بأسعار زهيدة، وجميعها بمستوى متدنٍ، ولا يمكن أن تنافس عربياً»، ويضيف: «توجد لدينا كوادر فنية بمؤهلات عالمية لكننا غير قادرين على ترجمة أفكارنا، وإذا بقي الحال على ما هو عليه فلن تتقدم الدراما المحلية».
أعمال بموازنة معقولة
«لا توجد خطة لدى الحكومات الأردنية للالتفات إلى أهمية الدراما»، هذا هو رأي حسين الخطيب نقيب الفنانين الأردنيين ويوضح: «عاصرنا خلال سنتين هي مدة رئاستي النقابة أربع حكومات وستة وزراء للإعلام، وستة وزراء للثقافة، وخمسة مديرين للإذاعة والتلفزيون، وأرهق هذا التغيير الجهد الثقافي وأعاق الإصلاح وضيع طموحاتنا وخططنا نحو الإصلاح. ولابد من وضع خطة لتنظيم العمل الإنتاجي وتحويله من الإنتاج التنفيذي لنصوص تفرضها شركات الإنتاج الخارجية إلى دراما تعبر عن مكنونات المجتمع بموازنة معقولة بشرط توافر خطة للتوزيع والتسويق».
صندوق لدعم الإنتاج
تحمِّل الناقدة هيام النعاج الجهات المعنية مسؤولية إعاقة الحركة الفنيه، وتبين: «الدراما المحلية لم تتطور مع العصر، وكل ما نشاهده من أعمال تفتقر للرسالة المرجوة منها، ويكمن الحل في إنشاء صندوق ترعاه رئاسة الوزراء وتشرف من خلاله على إنتاج أعمال مميزة، كما أننا بحاجة إلى تكاتف الفنانين وعدم موافقتهم على المشاركة في نصوص ضعيفة أو القبول بأجر منخفض»
عن مجلة روتانا- رولا عصفور