هل يصمد حزب الله بعد ان أصبح الأسد «رجلاً ميتاً يمشي»..

تم نشره الخميس 30 آب / أغسطس 2012 01:54 صباحاً
هل يصمد حزب الله بعد ان أصبح الأسد «رجلاً ميتاً يمشي»..

المدينة نيوز - حاولت الحكومة السورية مراراً وتكراراً تصدير ازمتها الى لبنان، وفشلت في إحداث انفجار حقيقي يقود الى حرب اهلية جديدة في هذا البلد، لكنها نجحت مع ذلك في اثارة أحداث عنف محدودة، اوصلت لبنان الى حافة الانفجار خلال السبعة عشر شهرا الماضية.

فالاشتباكات بين السنة والعلويين في طرابلس تصاعدت خلال الايام القليلة الماضية، لكن الجيش اللبناني تدخل هذه المرة لوقف القتال.

حليف الدكتاتور

لقد طرأ تغير جوهري ما، فحزب الله، الحليف القوي لسوريا في لبنان، تحول الى وحش جريح، ويسير على خيط رفيع بين حماية مصالحه ومساعدة نظام يتهاوى في دمشق. ويبدو ان الجيش اللبناني قد حصل اخيرا على غطاء سياسي للتصدي لحزب الله وحلفائه ووضع حد للعنف. ففي الاسبوع الماضي، اعتقل الجيش 18 مسلحا من عائلة مرتبطة بالحزب، وصادرت مخازن مليئة بالاسلحة.

وهذه الحادثة لها دلالات سياسية مهمة، ويبدو ان الرئيس ورئيس الحكومة في لبنان لم يعودا راغبين في تعريض الاستقرار في البلد للخطر، من خلال منح حزب الله الغطاء الكامل، كما فعلا منذ يونيو 2011. وفي الواقع، فقدت سوريا نفوذها في لبنان، ولم يعد حزب الله يمارس القدر ذاته من السيطرة على مؤسسات الدولة، كما كانت عليه الحال من قبل.

فاليوم، ينظر الشارع العربي الى حزب الله باعتباره حليفا لنظام دكتاتوري يمارس القتل ضد ابناء شعبه.

ففقدان الشعبية إقليمياً هو شيء، ووفقدان القاعدة الانتخابية شيء آخر، فلا يمكن لحزب الله تحمّل تبعات الأخيرة، فمن المقرر اجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في عام 2013، ولا يحبذ الحزب الإقدام على اي مجازفات بهذا الشأن، وسوف يفعل كل ما في وسعه للحفاظ على سلطته في لبنان، وكذا ستفعل ايران، فهي تبذل قصارى جهدها لإطالة عُمر نظام الأسد، ومن المحتمل ان تبذل المزيد للحفاظ على مصالحها في لبنان، فلا تحتمل طهران خسارة سوريا ولبنان معاً.

لقد بدأ تآكل سلطة «حزب الله» باعتقال الوزير السابق وحليف الأسد ميشال سماحة لحيازته متفجرات كان من المقرر استخدامها في شمال لبنان، ووجهت السلطات اللبنانية الاتهام لسماحة ورئيس المخابرات السورية علي مملوك بالتآمر لتنفيذ هجمات إرهابية واغتيالات لشخصيات سياسية ودينية في لبنان.

وفي حين لم يجرؤ اي من حلفاء سوريا في لبنان على الدفاع عن سماحة، فإن ردة الفعل جاءت من الشارع اللبناني بعد عدة ايام (من الاعتقال)، فقد أقدمت عائلة شعبية على سلسلة من عمليات الخطف لمواطنين سوريين رداً على اختطاف احد افرادها في سوريا، واغلقت طريق مطار بيروت.

لقد هدأت العاصفة السياسية التي اثارها اعتقال سماحة بعد هذه التطورات، ولم يعلق «حزب الله» على عملية الاعتقال، لكن الشيخ حسن نصر الله قال في خطاب له قبل أيام، إنه وحزبه عجزا عن ضبط الشارع، ملمحاً الى احتمال وقوع المزيد من الفوضى.

ميت يمشي

وفي هذه الأثناء، فشلت الحكومة اللبنانية الخاضعة لهيمنة «حزب الله»، في معالجة الكثير من القضايا الرئيسية على الصعيد الداخلي، فقد خرج عدد من ابناء الطوائف ومنهم الشيعة، الى الشارع في بيروت والجنوب والضاحية الجنوبية، على مدى الأشهر القليلة الماضية، للاحتجاج على انقطاع الكهرباء. فربما لا يدرك الأسد بعد، أنه اصبح «رجلاً ميتاً يمشي» لكن «حزب الله» يدرك ذلك، ولكن ذلك لا يعني ان الحزب سوف يغير موقفه كما فعلت حركة حماس، واذا فعل، فسوف يفقد خط امداداته من ايران.

وهكذا، فإن همّ «حزب الله» الرئيسي هو تفادي الانفجار الكامل قبل الانتخابات البرلمانية، فالفوز في الانتخابات هو الذي سيمكن الحزب في النهاية، من مواصلة قبضته السياسية على لبنان وبشكل ديموقراطي، ومن دون الحاجة الى اللجوء للسلاح.

وطهران كذلك، تفضّل تفادي اي حرب تضطر «حزب الله» للتدخل، لاسيما مع اسرائيل، فهذا من شأنه ان يقود الى فقدان الحزب لأسلحته و مؤيديه.

«حزب الله» له مصلحة في التهدئة حالياً، ولكن كلما طال عُمر نظام الأسد، زادت مخاطر انفجار التوترات الطائفية في لبنان.(القبس)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات